كشفت مصادر صحفية عن منع سلطة المؤتمر الوطنى نشر أى تقارير (سلبية) عن الوضع الاقتصادى فى البلاد . وأصدر وزير المالية بدرالدين محمود قرار أمس الأحد بزيادة سعر صرف الدولار لاستيراد القمح من (4) جنيه الى (6) جنيه ، زاعماً انه لن يؤدى الى تعديل سعر الخبز ، الامر الذى تكذبه اية حسابات اقتصادية . وكشفت مصادر صحفية ل(حريات) ان عناصر الرقابة على الصحف بجهاز الامن اتصلوا برؤساء تحرير ومحررين اقتصاديين بعدد من الصحف محذرين من (تناول قرار الوزير أو الوضع الاقتصادى بصورة سلبية) ! وفى السياق ، واصل جهاز الأمن ملاحقته للصحف ، فصادر النسخ المطبوعة من صحيفة الخرطوم أمس الاحد ، كما صادر صحيفة السودانى ليومين متتاليين ، الجمعة والسبت . وأوضحت منظمة صحفيون لأجل حقوق الانسان انه فى الفترة ما بين 3 مايو 2014 الى 2 مايو 2015 صادر جهاز الأمن الصحف (66) مرة . وأتى السودان فى المرتبة (174) من أصل (180) دولة فى مؤشر حرية الصحافة لعام 2015 ، بسبب ملاحقة الصحفيين واعتقالهم ومصادرة الصحف . وتجدر الاشارة الى انه رغم اقتراب عيد الاضحى وتحويل غالبية المغتربين مبالغ بالعملة الصعبة الى أهاليهم داخل السودان لا يزال سعر الدولار مرتفعاً فى مواجهة الجنيه (10 آلاف جنيه) ، مما يرجح تواصل ارتفاعه بعد العيد. وتعتقد أجهزة المؤتمر الوطنى الأمنية والسياسية انها يمكن ان تحل معضلة النقد الاجنبى بوسائل الحرب النفسية . وأطلقت أجهزة نظام المؤتمر الوطنى الأمنية والسياسية والاقتصادية مؤخراً عدداً من اسلحة الحرب النفسية المتعاقبة علها تحد من تصاعد سعر الدولار ، مثل (هبات) الخليج بعد عاصفة الحزم ، وتدفق الاستثمارات الاماراتية ، أو العودة الى النظام المصرفى الاقليمى والعالمى ، والتى تأكد ما فيها من مبالغة وأكاذيب . ثم كانت اخر الاكاذيب فرية اكتشاف احتياطيات الذهب المهولة التى غاب عنها اننا فى عصر المعلومات والفضاءات المفتوحة ، فتكفل الباحثون بفضح ما فى الدعاية الحكومية من تهويل وأكاذيب وعلاقات مشبوهة ، ثم أكد سوق العملة فشل مساعى السلطة بعودة سعر الدولار للارتفاع . ونتيجة لسياسات نظام المؤتمر الوطنى الاقتصادية والاجتماعية فى اهمال الانتاج الزراعى والصناعى وتبديد الموارد فى الفساد والاجهزة الأمنية والرشاوى والدعاية ، اضافة الى خسرانها الجنوب وعزلها للبلاد عن العالم ، يعانى الاقتصاد من عجز ضخم فى الميزان التجارى ، فشل على اثره النظام فى توفير العملة الصعبة. وكشف تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 . وبحسب احصاءات بنك السودان بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !! ومن اسباب أزمة العملة الصعبة كذلك تراجع تحويلات المغتربين إلى (400) مليون دولار فقط مقارنة ب (3) مليارات دولار قبل عامين ، بحسب ما كشفت ورشة نظمها البنك المركزي بعنوان (تحويلات المغترين واثرها على الإقتصاد) فبراير 2015.وارجع الخبراء التدهور الى ان العلاقة بين الحكومة والمغتربين (ضعيفة، وتحكمها الجبايات والضرائب)، والى الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسوق الموازي ، اضافة الى هروب رؤوس الأموال السودانية للاستثمار في الخارج بسبب البيئة الطاردة . http://www.hurriyatsudan.com/?p=185155 http://www.hurriyatsudan.com/?p=185220 http://www.hurriyatsudan.com/?p=185731 http://www.hurriyatsudan.com/?p=185728