طالب خبراء في المجال الطبي بضرورة إيقاف التصاديق الجديدة لكليات الطب إضافة إلى مراجعة أسس القبول للطب من قبل وزارة التعليم العالي. وكشف د. محمد الزين محمد عميد كلية الطب بالإنابة بجامعة افريقيا العالمية خلال المنتدى الذي نظمته صحيفة (التيار) (السبت) باتحاد المصارف ، عن وجود خلل في كليات الطب بالجامعات السودانية بسبب التوسع الكبير في التعليم العالي دون دراسة أو تخطيط، مشيراً إلى وجود (44) كلية طب تخرج سنويا (6) آلاف طبيب، وقال إن نسبة القبول لكليات الطب تدنت لتصل إلى (65%) فقط، بالإضافة لافتقار البيئة الجامعية للمعينات التعليمية، بجانب هجرة الأساتذة الجامعيين التي أدت إلى ضغط المنهج للطلاب في أيام بدلا من ثلاثة أشهر من قبل الأساتذة الموجودين، لافتا إلى هجرة (19) استاذ تشريح من جملة (28) بسبب ضعف المرتبات ، حتى صار الطبيب منهم يحاضر في أكثر من 5 جامعات. وأوضح ان هناك تقصيراً من وزارة التعليم العالي التي أضحت تهتم بالكم وتزيد في عدد الكليات بعقلية (كلية الطب هي الدجاجة التي تبيض الذهب)، دون أن تلتفت لجودة المخرج، وأشار إلى أن الوضع بات سيئاً للغاية، وكل من هب ودب يمكنه أن يفتح كلية للطب. من جانبه أشار عبد العزيز محيي الدين، مسؤول الامتحانات بجامعة افريقيا إلى ضغف القبول لكليات التربية مما ترتب عليه ضعف المدخلات للتعليم ، بالإضافة إلى انعدام المعامل والمعينات التربوية بالمدارس الثانوية وانعدام الرابط ما بين ما يدرس في كليات التربية والمناهج في المدارس الثانوية، داعياً إلى ضرورة إيجاد سنة تحضيرية لطلاب كليات الطب قبل الدخول لهذه الكليات. وأشار محمد عبد الملك، نائب مدير جامعة الخرطوم السابق، إلى ضيق مواعين التدريب للأطباء، لافتاً إلى دراسة أجراها المجلس الطبي السوداني وسط المستشفيات وجدت أن وضع الأطباء (محبط) ما يؤدي إلى هجرة الأطباء، وأكد (الهجرة لن تتوقف). وقال الأستاذ الجامعي عبدالناصر مجذوب، إن قطاعات التعليم انهارت بسبب السياسات الخرقاء، ولابد للدولة أن تصلح سياساتها الخارجية لأن كل المنح التي كانت تأتينا توقفت. وقال مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة د. زهير عبدالفتاح، إن الصرف على الصحة قليل جداً، ولابد من وضع معايير لمحاكمة الأمور، فالسياسة تلقي بظلالها السالبة على كثير من القضايا.