* غريب أمر هذه السلطة الحاكمة بلا رشد وهي ترى بوضوح مكامن أزمة الغاز وتحددها في (الوكلاء)..! هكذا يشخصون الداء ولا يجرؤ أحدهم على علاجه..! لماذا؟! لأن السلطة شريك (مميز) في الجريمة..! لا يمكن للسلطات المسؤولة عن الفوضى أن تمهّد سبل (إدانتها)..!! * وزير النفط السوداني حمّل الشركات والوكلاء المسؤولية (صراحة) لكن (الوصمة) لا يتحملها هؤلاء المتلاعبين وحدهم؛ بعد إيقانهم بأن السلطات لن تفعل شيئاً يضايقهم غير (تصريحات) في الغالب لا يقرأونها..! بل الوصمة تطال السلطة من الأعلى إلى الأسفل (ولا تبالي)..! * المهم في الأمر أن القوانين التي تردع هؤلاء إن وجدت تظل في (خبر كان) بالنظر لسطوع الأزمة.. فكيف يستطيع المواطن التغلّب على (عصابات) إسمها الوكلاء والشركات؟! كيف يستطيع أن يحصل على الغاز من فك (كائنات) يعلم أنها مسنودة ومحمية من المساءلة؟! إن لم تكن كذلك مطمئنة لما عاثت في الأرض فساداً؛ وصنعت للمواطن أزمة (من العدم)..! * طامة الغاز تؤكد أننا لا نعاني من ثلاثية (شح إنعدام غلاء) فحسب؛ بل نجابِه أزمة مركبة، ذروة خطورتها تتمثل في تهيئة الملعب للشركات والوكلاء لانتهاك كرامة المواطن وحقوقه.. أي إعلان (الحرب) عليه..! * أزمة الغاز ملخص لتواطؤ سلطوي مفضوح واندساس (مفتعل) من قبل الجهات المنوط بها الرقابة.. والطقس كله يلائم (دولة الإنفلات) والعشوائية..! تذكرة: * تمعنوا هذه (التذكرة) التي وجب علينا اجترارها حتى يرد الله أمراً كان مفعولاً في النظام الحاكم الآن..! كأن (البيان الأول) لهذا النظام كُتب صباح اليوم من عام (2015)..!! اقرأ أيها المواطن نص البيان الشهير (بقلبك) ويمكنك الابتسام..! * يقول: (لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية؛ وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية ؛ فازدادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل؛ واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها، مما جعل كثيراً من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة.. وقد أدى هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج.. وبعد أن كنا نطمح أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عمَّ الفساد كل مرافق الدولة ؛ وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الأسود، مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراءً يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام). انتهى. خروج: * الحكومة تعودت على إيذاء المواطن بالأساليب (الصريحة) والملتوية والمفاجئة.. الكل منتبه لهذا الدور غير المُحكم في (تنزيل واقع) يباعد بين الناس و(الأمان) ويقرّب الكراهية للوطن فيكون (الغم) بديلاً للمحبة..! * إن اختباء الأنابيب غير المفاجئ لن يكون مشكلة ذات (أنياب) إذا كشر الشعب عن أنيابه بدل الكتابة والصراخ واللعان..! وما قاله محمد زايد وزير النفط عن العلاقة المباشرة بين وكلاء الغاز والسلطة؛ يعزز اليقين بأن كليهما أسوأ من الآخر..! أعوذ بالله التغيير الأربعاء