إستمعت المحكمة صباح أمس الثلاثاء لإفادات أعضاء حزب المؤتمر السوداني – فؤاد عثمان، يوسف هارون، ونسيبة مسيك – الذين يمثلون أمامها بسبب بلاغات رفعها ضدهم جهاز الأمن لإقامتهم مخاطبة جماهيرية في سوق 6 بمنطقة مايو قبل أسابيع. وقال أعضاء المؤتمر السوداني امام المحكمة بأنهم كانوا يمارسون نشاطاً حزبياً مشروعاً ومطابقاً لقواعد دستور 2005 ووثيقة حقوق الإنسان، وتمثل في قيامهم بتوعية المواطنين بالغلاء الفاحش وندرة المواد والسلع الأساسية. وبعد مشاورات بين القاضي وهيئة الدفاع تم رفع الجلسة لتعاود إنعقادها في جلسة 17 ديسمبر المقبل والتي حددت كجلسة إجرائية لتحديد وتوجيه مواد الإتهام، كما حددت جلسة 28 ديسمبر للإستماع إلى شهود الدفاع . وعلق المهندس عمر الدقير نائب رئيس الحزب فى تصريح ل(حريات) بان (المحاكمة التي يتعرض لها ثلاثة من اعضاء حزب المؤتمر السوداني، على خلفية مخاطبة جماهيرية اقاموها قبل عدة أسابيع بسوق مايو، تقدم دليلا جديدا على استمرار نظام الإنقاذ في نهجه الاستبدادي ومصادرته للحريات والحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور .. فالتهمة التي يحاكم بها اعضاء حزبنا الثلاثة هي ممارسة حقهم الدستوري في التعبير السلمي عن رؤاهم السياسية !!). وأضاف (هذه المحاكمة تؤكد أن المقولة المنطقية الشهيرة "فاقد الشيء لا يعطيه" تنطبق على حوار قاعة الصداقة الانصرافي الذي يضم لجنة للحريات ولكنها لا تسطيع مجرد الاحتجاج على نهج مصادرة الحريات الذي يمارس يوميا تحت سمع وبصر اعضائها وكأن الامر لا يعنيهم، وهو مايقدم دليلا جديدا على عبثية هذا الحوار المزعوم ويؤكد ان نظام الإنقاذ، بحكم حاجته اليومية لاستخدام القوانين القمعية والاجهزة الامنية لتكميم الافواه وتحريم الحراك السياسي الحر، غير مؤهل لإدارة اي حوار يفضي لتحول سلمي ديموقراطي). وأكد الدقير (هذه المحاكمة، ومجمل الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء المعارضون، تمثل استمرارا لجولات الصراع الأبدي بين الحرية والاستبداد .. والاحتكام للقرائن في مسيرة البشرية منذ فجر تاريخها يثبت ان النصر في نهاية الأمر سيكون حليفا لطلاب الحرية وان أي نظام حكم استبدادي، مهما بدا ظافرا وقاهرا، فهو موعود بالهزيمة واللحاق بأسلافه في مزبلة التاريخ. ان محاكمة منسوبي حزب المؤتمر السوداني، ومجمل الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء المعارضون، تؤكد ان الحركة الجماهيرية في السودان لم تستسلم ولم تعتذر عن مطلبها في الحرية والحياة الكريمة .. وهي بلا شك على موعد مع النصر والعبور إلى فجر الحرية مهما طال ليل الاستبداد).