بيان جماهيري إلى جماهير الشعب السوداني: إنطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية تجاه مجمل قضايا المنطقة النوبية، بإعتبارها مهد الحضارات الإنسانية وأعرقها لما تختزنه من موروث تاريخي وحضاري ، كان لزاما علينا نحن أبناء وبنات النوبة في داخل وخارج الوطن أن نقوم بإعادة تفعيل نشاط اللجنة الدولية لانقاذ النوبة ومناهضة السدود ككيان تنسيقي وداعم لجميع لجان المناهضة، مستصحبين معنا كل ادبياتها و مقرراتها التي لازمتنا منذ العام 2007. وتضم اللجنة الدولية لانقاذ النوبة ومناهضة السدود في لجنتها ممثلين من كل أرجاء العالم بهدف إستنهاض الهمم من أجل منع إقامة السدود على الأرض النوبية بكل السبل القانونية والوسائل الممكنة وإستنفار كل الجهود لخلق تنمية مستدامة للنوبيين على أرضهم بعيدا عن الإغراق والتهجير القسري من مناطقهم التاريخية. جماهيرنا الأبية: لقد تابع الجميع ومنذ عام 1995م الوقفة الجماهيرية للنوبيين في وجه مخططات مشاريع السدود في كجبار ومن ثم دال وتتابعت هذه الإحتجاجات حتى وصلت ذروتها في يونيو 2007م حين قدمت الجماهير أربعة من خيرة شبابها الميامين شهداءا وعشرات الجرحى في ملحمة (كدنتكار) تضحية وتعبيرا عن رفضهم المطلق لهذه السدود .وهاهو النظام يعيد الكرة مرة أخرى غير آبه بوثيقة عهد النوبيين (السدود لن تقوم إلا علي اجسادنا) ورفضهم القاطع للمساومات. أيها الشرفاء: تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبر استعداد حكومة المملكة العربية السعودية تمويل مشاريع سدود دال، كجبار، الشريك في السودان، قبل ان يوقع البلدين اتفاقاً إطارياً بهذا الخصوص لتنفيذ هذه السدود المدمرة. وعليه نطالب نحن في اللجنة الدولية لإنقاذ النوبة ومناهضة السدود الأتي :- أولا:- التأكيد على أن النوبيين قالوا كلمتهم النهائية في رفض هذه السدود التي لا جدوى منها سوى تهجير النوبيين من أراضيهم والقضاء على الإرث الإنساني والحضاري في المنطقة النوبية مقابل بضع ميجاوات من الكهرباء التي يمكن الإستعاضة عنها بوسائل أخرى أقل تكلفة من السدود وموائمة لبيئة المنطقة النوبية. ثانيا:- رفض التهديد المبطن بإستخدام القوة الذي ورد في تصريح وزير الكهرباء والري في السودان المطالب بفرض هيبة الدولة في مناطق السدود المزمع انشائها وهي نفس التصريحات المحرضة لمسؤولين قبل احداث كدنتكار مباشرة عام 2007م وفات عليه ان المناهضة أصبحت اكثر صلابة وقوة، ونحن نحذره ونظامه المجرم ان التحريض وإستخدام القوة سوف يفجر غضب الجماهير المحتقنة بالظلم والاستبداد. ثالثا:- رفض الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية التي طالت الناشطيين النوبيين في الداخل من أعضاء لجان المناهضة، وهم: د.اباذر محمد علي الاستاذ/عادل المصري الاستاذ/صلاح محمد عبدالرحمن الاستاذ/ سامي سليمان الاستاذ /راشد عباش ولتعلم اجهزة النظام بأن اعتقال وملاحقة الشرفاء لن يثني عزم النوبيين ولن يزيدهم إلا ثباتا على المبدأ. رابعا:- المطالبة بفتح ملف شهداء كدنتكار والذي ظل حبيس أدراج وزارة العدل منذ 2007م وتقديم المسؤولين في احداثها للعدالة. خامسا:- نناشد حكومة المملكة العربية السعودية والتي تم تقديم مذكرة لها بهذا الخصوص عبر سفاراتها في الخارج بواسطة النوبيين بإعادة النظر في تمويل هذه السدود المدمرة لمناطق اثرية و تاريخية تحمل في داخلها حقب لم تكتشف بعد وثروات إنسانية غير الثروات الاقتصادية الاخري، وتوجيه هذه الأموال لأنشاء مشاريع تساهم في تنمية وإستقرار المنطقة دون تشريد وتهجير. وختاما نهيب ونناشد كل شرفاء العالم والقوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج بالوقوف مع قضيتنا العادلة وحقنا المشروع في رفضنا لهذه السدود وبقائنا على أرضنا التاريخية، ونؤكد من جانبنا في اللجنة الدولية وقوفنا خلف مواطنينا في الداخل وذلك من خلال مخاطبة الحكومات والمنظمات الدولية الصديقة، للصمود في وجه هذه الكارثة بشتى الوسائل داخليا وخارجيا. فلنا في ارضنا ما نعمل و لنا الماضي هنا و لنا صوت الحياة الاول و لنا الحاضر و المستقبل اللجنة الدولية لإنقاذ النوبة ومناهضة السدود ديسمبر 2015.