(إذن سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى ، أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ، ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبى ، حذارِ.. حذارِ.. من جوعى ومن غضبى) الشاعر محمود درويش. انتفضت مدينة الجنينة أمس الاثنين . خرج الآلاف من الطلاب والمواطنين فى تظاهرات حاشدة احتجاجاً على أزمة الخبز . وكانت العديد من المخابز بالمدينة اغلقت ابوابها بسبب أزمة غاز الطهى وقرار معتمد المحلية بمنع المخابز من استخدام الحطب بدلاً عن الغاز . خرجت حشود ضخمة من طلاب مدارس الثانوى والأساس ، انضمت لها جموع من المواطنين ، واتجهت التظاهرات الى مقر حكومة الولاية يشق عنان السماء هتافها الرئيسى (الشعب يريد اسقاط النظام). وواجهت الأجهزة الأمنية المتظاهرين السلميين بقنابل الغاز والذخيرة الحية مما أدى الى اصابة (11) طالباً وطالبة ، نقلوا الى مستشفى الجنينة ، اصابات ثلاثة منهم خطيرة . وتظاهرت الاسبوع الماضى احتجاجاً على أزمات الغاز والكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار جماهير برى والفتيحاب والحلفايا والثورات بالعاصمة وجماهير المزورب بشمال كردفان ، مما يشير الى نهوض جماهيرى يتصاعد . وتستند استراتيجية (الحرب النفسية) لسلطة المؤتمر الوطنى على اشاعة اليأس من امكان اندلاع الانتفاضة الشعبية ، ولكن تؤكد هبة سبتمبر 2013 والبروفات التى سبقتها ولحقتها ان الشعوب مهما طال بها الزمن تظل عصية على الهزيمة . واذ حدثت هبة سبتمبر فانها يمكن ان تتكرر من جديد ، واذا تكررت فيمكن ان تكون أوسع ، واذا ترافقت مع انحياز القوات المسلحة (وهو الارجح حالياً) فانها حينئذ الانتفاضة . سنن التاريخ التى لا تتبدل ، فارتقبوا إنا معكم مرتقبون ! .