أيها الشعب السوداني الكريم. نخاطبكم اليوم ونحن نشهد الاستهداف المبرمج لاغلاق مستشفي الخرطوم التعليمي من قبل السلطات الصحية ممثلة في وزارة الصحة الاتحادية و وزارة الصحة ولاية الخرطوم، التي تعكف الآن على إيقاف العمل بحوادث مستشفى الخرطوم بأقسامه المختلفة. فقد وصلتنا آنباء مؤكدة بانّ وزارة الصحة لولاية الخرطوم وفي اِطار سعيها ونشاطها لتدمير الخدمات الصحية قد قررت اغلاق قسم الحوادث والإصابات وجميع الاقسام الداخلية بمستشفي الخرطوم التعليمي في يوم الخميس الموافق الواحد والثلاثون من ديسمبر 2015. انها الكارثة الحقيقية ان نري مستشفي الخرطوم التعليمي، تدمر رويدا رويدا وإغلاقه الي الأبد وحرمان المواطن من خدماته المرجعية دون ان توجد اي بدائل حقيقية علي الارض. يعتبر مستشفي الخرطوم التعليمي اول مستشفي تعليمي ومرجعي بالبلاد تأسس عام 1904م ومنذ ذلك التاريخ ظل يقدم الخدمات العلاجية للمرضي ويستقبل الحالات المزمنة والمعقدة والحرجه من المستشفيات الريسية من جميع ارجاء البلاد. كما يقوم المستشفي بإستقبال ومعالجة كل حالات الإصابات والحالات الطارئة بحوادث المستشفي. والمستشفي كان يعتبر صرحاً طبيًا متكاملاً يحتوي علي أقسام علاجية تشمل معظم التخصصات الطبية ويقوم بتقديم خدمات التدريب للأطباء والكوادر الطبيه قبل وبعد التخرج و توجد به مدارس رائدة في التمريض وتدريب مساعدي التخدير والتحضير لكل مستشفيات السودان. وبرغم هذا العطاء المستمر لمستشفي خرطوم التعليمي عبر السنين يتم اغلاقه وتدميره بكل استفزازٍ وسخريةٍ من قبل وزارة الصحة الولاىية وبمباركة ورضاء الحكومة المركزية. ونحن في نقابة اطباء السودان نعارض وندين هذا الإجراء الغاشم و انتهاك ذلك الصرح الصحي الخدمي الاول في السودان. كما نعارض اغلاق الركيزة الاساسية للخدمات العلاجية التحويلة من جميع ارجاء الوطن الحبيب. وكانت وزارة الصجة الولائية عندما بدآت في تنفيذ مشروعها التدميري هذا قد وعدت بالقيام بآنشاء وحدات علاجيه للرعاية الصحية في الاحياء السكنية والابقاء علي مستشفي الخرطوم التعليمي كمركز مرجعي لاستقبال الحالات المحولة من مراكز الرعاية الصحية الاولية والمستشفيات الطرفيه ولكن كالعادة نكصت الوزارة عن هذه الوعود وكانت النتيجة هي اغلاق وتفكيك آكبر وآقدم مستشفي في السودان دون تقديم خدمات بديله. اننا ندعو كل الاطباء والكوادر الصحية المساعدة للوقوف بقوة ضد هذه الاجراءات التعسفية لتصفية الخدمات الصحية بالسودان كما ندعو كل قطاعات الشعب السوداني لمقاومة هذه السياسات التدميرية والتي تهدد في المقام الاول صحة المواطنين وتزيد من معاناتهم في ايجادالخدمات الصحية والتي من المفترض ان تكون حق لكل مواطن ومواطنة. من واقع المسؤولية الرقابية والمهنية لنقابة اطباء السودان، نناشد بإلحاح وشدة السادة المسؤولين في الحكومة بالرجوع عن هذا القرار الفج وإعادة جميع خدمات الحوادث والطوارئ بكل الأقسام المستشفي وحمايتها من اي محاولة مستقبلية لنصف الخدمات العلاجية بهذا الكيان الطبي العملاق. نقابة الاطباء بالمملكة المتحدة وايرلندا صورة لرئيس الجمهورية صورة للمجلس الوطني(البرمان). صورة لوزير الصحة الاتحادية صورة لوزير الصحة الولائية.
