معظم مواطني مدينة كسلا الخضراء يعلمون بالدعم الكبير وغير المحدود الذي تسلمته حكومة ولاية كسلا في العهود السابقة لتكملة وصيانة وترميم قطاع الطرق والنقل الداخلية ، والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بتسهيل حركة المواطنين ومعاشهم . وعلى الرغم من ذلك الدعم، إلاّ أنّ إهمال أعمال الصيانة لهذه المشروعات وعدم متابعتها بشكل دائم من قبل محليات وادارات التخطيط العمراني بالولاية كان سبباً في تدهورها وظهورها بالشكل الذي لا يتناسب مع حجم ما أنفق عليها ، حيث أدى إهمال صيانتها لحدوث الكثير من المشكلات المرورية واعاقة السير . وحقيقة مواطن الولاية او الزائر يري ان طرق المدينة كادت ان تتحول الى اطلال بسبب ما اصابها من اهمال ودمار . حتى أن الطرق البسيطة التى عملت مؤخرا كانت الكثير من شروط ومواصفات عقودها غير دقيقة وغير واضحة ومبهمة ، وأعطت الفرصة للمقاولين للتلاعب،مع الغياب التام لدور المراقبة والمحاسبة وكل ذلك للمجاملة في ابرام العقود الخاصة بالانشاء او الصيانة ، وما ينطبق على هذا القول طريق السينما الشرقية سابقا والذي تحول في اول شهر من انشائه الى اطلال وخراب وبحيره بسبب مياه الامطار . إنّ مشروعات انشاء الطرق او الصيانة والترميم التي تم تنفيذها ظهرت نتائجها في اقصر وقت مما يؤكّد وجود تلاعب كبير في تلك العقود، لأنّه ما زالت العقود تُرسى على شركات لا تملك الخبرة وغير مؤهلة، لكنها تقدمت بمناقصة أقل فتمت ترسية العقود عليها، دون أن نبحث ونتحرى أو نهتم بمدى قدرتها على تنفيذ العقود بالصورة المطلوبة . لذا من الضروري أن يعاد النظر في صيغة العقود وأن تكون ذات مواصفات تتناسب مع متطلبات الطرق وصيانتها المستمرة، وأن يكون هناك تركيز على نوعية الآليات المستخدمة في الصيانة، حيث أنّ بعض العقود تعاني من غياب الدقة والوضوح عند كتابتها والتوقيع عليها، وهو ما أعطى الفرصة للمقاولين للتلاعب، من خلال عدم تقيدهم بما جاء في العقد، في الوقت الذي يجب أن تكون واضحة ولا تقبل أي تعديل أو تجاوز، كما أنّ بعض العقود تعاني من غياب الإشراف الحقيقي والمراقبة الدائمة، حيث يترك الأمر لضمير الشركة دون وجود متابعة من الجهة الحكومية المعنية، ودون وجود إشراف هندسي، وبالتالي نجد الكثير من أعمال الصيانة والتجميل في المدينة سلبية وغير مطابقة للمواصفات ولو بالحد المعقول . والحقيقة الماثلة الان امامنا أنّ عددا كبيرا من الطرق التي اكملت حديثا او الطرق القديمة للأسف اصبحت متهالكة والكثير منها انتهى عمرها الافتراضي، وتحتاج إلى إعادة إنشاء وصيانة وترميم ، إلى جانب أهمية ملاحظة حركة المرور المتزايدة من الشاحنات والسيارات التي اصبح عددها لا تستوعبه تلك الطرق وتسببها في دمار الطريق والحوادث المرورية الأليمة والتي كانت سبباً في إزهاق الكثير من الأرواح وتلف السيارات ومع ان مدينة كسلا قد شملها التوسع العمراني كمثيلاتها من المدن السودانية إلاّ أنّ هناك خللاً واضحاً في إجراءات تنفيذ الشوارع والطرق الرئيسة، حيث لا تزال معاناة المواطنين والسائقين مستمرة مع المطبات والحفر، فما ان يتم صيانة طريق أو الانتهاء من شارع، إلاّ وتبدأ الحفر في التكاثر على أطرافه؛ مما تسبب في تعطل حركة السير، ووقوع عدد من الحوادث، وتلف المركبات، إلى جانب تشويه أعمال التطوير لتلك الشوارع ولا يختلف ذو نظر أنّ من حفرة صغيرة قد يقع حادث جسيم، ومن حفرة كبيرة قد تقع كارثة مرورية، ومع وجود حفرة ثالثة ورابعة وخامسة تتحول شوارعنا وكأنها معبأة بالألغام، لا يعرف السائق معها أين المفر، فإنّ نجا من واحدة اصطادته الأخرى، وفي المحصلة النهائية يخسر المواطن ومعه الوطن . فنتمنى من ادارة التخطيط العمراني بالولاية والجهات ذات الصلة ان تهتم بأمر تلك الحفر والتشوهات في شوارعنا والتى تجاوزت الحد المعقول، نتيجة إلى ضعف بنية الطرق التحتية، والتى تتضح بجلاء عقب سقوط الأمطار، مع العلم التام أنّ الآثار السلبية للحفر على ثلاثة جوانب: بشرية تتعلق بالإنسان مباشرة، الذي قد يتعرض للإصابة ، أو عاهة، أو ربما يفقد حياته جراء سقوطه بسيارته في حفرة بحسب حجمها، والثاني مادي وما يحدثه من أضرار جسيمة على السيارات، وإلى جانب الأثرين المادي والبشري يكون الأثر النفسي، حيث انّ كثرة الحفر والتشوهات في طرق أحياء أو شوارع المدينة يصيبك بالتوتر وبالنظرة المتشائمة لجماليات المدينة كما تجعل الشخص يكره التحرك بسيارته، إلاّ ما ندر، حتى إنّه في حالات بعض الطرق التي تحتاج منك إلى خمسة دقائق تحتاج إلى اكثر من نصف ساعة لتجاوزها بالاضافة لاهدار الوقت المخصص للعمل . وبالله التوفيق