مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحريض علي الفتنة الدينية
نشر في حريات يوم 08 - 01 - 2016

لا زالت ردود الافعال تتوالي اثر اعدام السلطات السعودية لمن أتهمتهم بالارهاب ومن أعتبرتهم خرجوا عن الدين, وفي مقدمتهم رجل الدين الشيعي الشهير بالنمر ,وخرجت مظاهرات في المنطقة الشرقية من المملكة وفي البحرين وايران التي شهدت أعمال عنف طالت السفارة السعودية في طهران منددة باعدامه,وكان النمر محرضاً بارزاً على الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها منطقة القطيف، شرقي السعودية، عام 2011,وحذرت إيران السعودية بأنها "ستدفع الثمن غاليا" لإعدامها الزعيم الشيعي نمر النمر….!وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية( حسين جابر أنصاري) بتنفيذ حكم الإعدام، بعدما طالبت بلاده السعودية بالعفو عن النمر,لكن مفتي السعودية دافع عن إعدام 47 شخصا، ووصفه بأنه موافق للشريعة الإسلامية….!وضرورة لحماية أمن المملكة……!وقال عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ "إن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الإرهابيين رحمة للعباد …..!ومصلحة لهم….! وكفاً للشر عنهم….! ومنع الفوضى في صفوفهم….!
ولكن هل تتوقع السعودية بعد هذه المجزرة التي طالت زعيم شيعي كبير ,أن تقف أيران مكتوفة الايدي….! لقد فتحت المملكة علي نفسها ابواب جهنم ,فقليلا من الدبلوماسية كانت ستغني المملكة من التصرفات الغبية التي ستكلفها كثيرا ,فمنذ ان اتخذت المملكة قرار غزو اليمن بعاصفة الحزم الذي وجدته فرصة لتصفية حساباتها مع ايران ,واحوالها السياسية والاقتصادية باتت اكثر اضطرابا وهي تواجه عجزا ميزانيتها للعام الثالث على التوالي لسبب سياساتها الرعناء, اضافة الي انها صبت مزيدا من الزيت لاشعال الخلافات بين المسلمين فمن هو المستفيد ….! وكان يمكنها ان تلجأ الي الي ما هو أخف من القتل , كالنفي مثلا, درءا للفتنة التي ستزيد من وتيرة الخلافات بين المسلمين التي تشهدها المنطقة الاسلامية بين الشيعة والسنة, ولكن هذه هي العقلية التي تفكر بها المملكة السعودية لحماية سلطانها ,فهي لا تتردد في جلد وسجن مدون علي تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي ….!فكيف لها ان تتقبل النقد من رجل دين تختلف معه في المذهب والمعتقد….! فهذه هي العقلية السلفية التي تحكم المملكة ,فعندما يمس الامر هواجسهم االسلطوية يركنون مباشرة الي النصوص الدينية, فقد يتفهم ال سعود أي مسألة مخالفة قد تكون مخالفة للدين أو اي فعل اخر منهي عنه كالزنا وشرب الخمر ولعب الميسر, ولكن يصعب مخاطبتهم في امر السلطة او لمجرد النقاش فيما يهز سلطانهم فهي نقطة جوهرية يصعب قبولها , فهي تتعامل مع الدين بما يناسب حوجتها , ويرفضوا التعامل مع التحولات الاخري ذات الصلة بقضايا الحرية و الديمقراطية ,كأنشاء البرلمانات و ممارسة العمل التشريعي, وحق الشوري والانتخاب , ولذلك فالنظام الاخلاقي داخل الفهم الاصولي والسلفي مختل , فالانسان كروح رخيص للغاية عندهم يمكن ان يضطهد وتصادر حريته ومكتسباته الاقتصادية , وينظرون لكل رأي مخالف بأعتباره يخالف الدين.
في محاضرة القاها الداعية السعودي المشهور الدكتور( محمد العريفي) في زيارته الاخيرة للسودان عقب وصوله مباشرة مساء يوم الجمعة الموافق الرابع من شهر أكتوبر 2015م وكان لدى استقباله بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان, وتوجه فضيلته فور وصوله مباشرةً إلى قاعة الصداقة الدولية ليلقي محاضرة دعوية قيمة لأفراد هيئة الجمارك السودانية وجاءت المحاضرة تحت عنوان (ضع بصمتك).وتحدث ضيف البلاد فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي في البداية عن حبه للسودان وأهله مشيراً إلى أن السودان بلد الشجاعة والمرؤة والشهامة والخلق وأوضح فضيلته أن قلبه على الدوام متعلق بهذا البلد داعياً المولى عز وجل أن يحفظ السودان وأهله وأن يحفظ قلوبهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى. كما لم يفوت فضيلته الحديث عن شجاعة الجنود السودانيين المشاركين في التحالف العربي لعملية عاصفة الحزم في الأراضي اليمنية، وكشف فضيلته أن أشهر الطيارين الحربيين المشاركين في العملية العسكرية هو سوداني الجنسية، يتحدث عنه الجميع في المملكة العربية السعودية وعن مدى شجاعة هذا الجندي الذي لا يخشى مضادات الطائرات بتحليقه على مدى قريب من قوات الأعداء، وقال أنه لم يستغرب هذا الأمر بعد أن علم أن هذا الطيار سوداني الجنسية لأنه من بلد تربى على الشجاعة"
المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية5/12/2015
ولكن الشيخ العريفي بمدحه للجندي السوداني المشارك في حرب اليمن,يقدم فتوي مجانية بأباحة الحرب بين طائفتين من المسلمين, فكان من الاولي ان يقدم النصيحة لحكومته بتقديم الصلح علي الحرب, وهذا يعني انه مؤيد لقتال طائفتين من المسلمين,وبذلك يفتح باب الترغيب للجندي السوداني ,وهي بمثابة فتوي مجانية من عالم ديني له شهرته الواسعة , وبمعني اخر انها تحريض علي الحرب والكراهية بين طائفتين من المسلمين في سقطة مدوية, متناسيا ان عليه كعالم ديني أن يدعو ويحرض علي كل ما من شأنه الصلح بين طائفتين من المسلمين , فلقد ضاع الاسلام تحت ركام هائل من الضلالات والتفسيرات واقوال الفقهاء وشطحات الدعاة وفقه الترغيب والترهيب ,فقد سافر من قبل القرضاوي الي مصر ابان احداث ثورة يناير , ومعلوما انه كان قد طرد منها كرأس من رؤوس الفتنة الطائفية ,وصلي بالناس في ميدان التحرير , ولو كان الشباب المصري حينها يعلم شيئا عن دور القرضاوي في مأساة الشعوب السودانية المغلوب علي امرها لما صلي الناس خلفه .وما يدعو للدهشة أن من كثيرين من دعاة المسلمين حاليا ينادون بالتعايش بين الاديان وخصصت لذللك دراسات وبحوث مطولة,وخطوات عملية , ولكن بكل أسف نحن كمسلمين نحتاج قبل ان نتعايش مع الاديان الاخري, ان نتعايش مع انفسنا كمسلمين, لأن ما يحدث بين المسلمين اليوم حيث يقتلون بعضهم البعض, خاصة بين الطوائف المختلفة سنة /شيعة , أو المذاهب المختلفة المدارس الاصولية والسلفية مع غيرها.
ما تزال السلطة في العالم الاسلامي كما كانت قبل الف سنة في نظرية( العصبية لابن خلدون ), فقد اعتمد الامويون علي تأييد ومساندة القبائل القحطانية ضد الطامعين في السلطة من ابناء عمومتهم الهاشميين, واعتمد العباسيون علي علي الاعاجم علي الاعاجم من الفرس والترك والديلم الذين كانوا يعانون من النتهميش لكنهم لا يتطلعون الي الخلافة ,ومن هذه النقطة(التهميش) وجد الايرانيون بغيتهم وساندوا اخوتهم الحوثيين في اليمن لتحقيق اغراضهم التي وجدوا لها بيئة خصبة , واعتمدت الانقاذ في السودان في حربها في دارفور علي القبائل العربية لتحقيق مبتغاها , فتحولت الحرب من تمرد ضد الدولة الي حرب دينية وعرقية وانهارت الدولة القومية , ولذلك ثمن تدفعه الشعوب المقهورة والمغلوب علي امرها في السودان وايران لصالح الانظمة المتسلطة علي حساب امنها واستقرارها , فالنخب المتسلطة في اليمن كررت نفس السيناريو الذي جري في السودان , عندما اجازت حكومة الاحزاب برئاسة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة قانون الدفاع الشعبي الذي تبناه نواب من الجبهة الاسلامية في البرلمان(لشيء في نفس يعقوب) لان هذا القانون يعني تسليح القبائل ….!وهو ما تريده تحديدا الجبهة الأسلامية…! وبذات النسق استعانت الحكومة اليمنية بالمليشيات القبلية المسلحة في حربها ضد الحوثيين الذين استفادوا من هذه الميزة , وتحولت مطالب الحوثيين بتحقيق دولة العدل والمساواة الي حرب قبلية ومذهبية بعد ان كانت مطلبية في باديء الامر , والمدهش بعد كل هذه الاشكالات الواضحة في بنية تلك الدول تنسب العواقب والتبعات الي المؤمرات الامريكية والصهيونية والامبريالية والنصرانية الحاقدة….!
ليس معني اننا وجهنا سيوف نقدنا للملكة السعودية اننا نتحابي مع الجانب الايراني ,ولكن لنبين حال العالم الاسلامي الذي اصبح حاله يغني عن السؤال…! فلا يوجد بينهما رجل رشيد…..! فأيران لها أطماع توسعية, وهي تريد ان ترث الخلافة العثمانية التي كانت امبرطورية تركية , ولن تقبل بخلافة سنية بزعامة تنظيم القاعدة او داعش وكلاهما خرجا من رحم الاخوان المسلمين , بدليل اطماعها التوسعية وترسانتها النووية , وقد اصبح الحوثيين الان ندا للحكومة اليمنية فمن ابدلهم بالمال والعتاد…! فالحوثيين (مخلب قط) لايران في اليمن مثلما كانت الانقاذ ولا تزال ( مخلب قط) للمجتمع الدولي في السودان لتنفيذ السيناريوهات بالوكالة, وما علي هذا النظام المبتز( جنائيا) الا السمع والطاعة , فواهن من يعتقد بأن المجتمع الدولي سيسعي في يوم من الايام لتغيير نظام الانقاذ, لأن العلاقة بينهما تقوم علي (نفع وأستنفع),وبالتالي تتحمل الشعوب المسكينة والمغلوب علي امرها تبعات انظمتها القمعية وتصبح ضحايا لافعالهم الطائشة, فالشعوب السودانيةوالعراقية و الليبية في عهد القذافي علي سبيل المثال كأدلة تغني المجادلات ضحية الفتنة الجهوية والدينية, يعانون من يتبديد ثرواتهم في (الفاضي) ومسكين الشعب الايراني المغلوب علي امره , ففي مرات كثيرة اتداخل بالنقاش في منتديات مع اصدقاء من ايران لهم توجهات سياسية مختلفة , واخرون مستقلين, لا يتفقون مع توجهات النظام الحاكم , لهم رؤي مختلفة النظام الحاكم ,فالنظام الايراني مثل نظام الانقاذ يسبح عكسي تيار شعبه , ومن اين اين يأتي المال والسلاح لشباب المجاهدين في الصومال والحوثيين في اليمن وطالبان في باكستان وافغانستان, ومن اين يتم تمويل تنظيم القاعدة , تساؤلات اجاب عليها المتظاهرون في ايران عندما كانوا يهتفون : ايران ايران ,لا فلسطين ولا لبنان احتجاجا علي تبديد اموال الشعب الايراني في المغامرات السياسية….!
النخب المتسلطة في المجتمعات الاسلامية التي تدعي انها تحكم بأسم الاسلام , لها مصلحة في الفقر والجهل والتخلف الحضاري , فالنازية في ايران تريد استرداد الامبراطورية الفارسية بأسم الخلافة الاسلامية , وتعتمد علي الشيعة في العالم العربي والاسلامي, وتحاول الترويج لتجارتها بشتي الوسائل , فقد اجرت قناة النيل الازرق الفضائية لقاء في يناير من العام 2010 لقاءا مع شخصية ايرانية , وكانت القناة وضيفها تروجان للمذهب الشيعي في السودان , وقال الضيف الايراني بأن احد ائمتهم الاثني عشر تزوج من امرأة نوبية …..! وقد يكون ذلك صحيحا , ولكنه جعل من تلك المرأة ( حبوبة) للسودانيين….! , وبالتالي هناك نسب بين السودان وايران موغل في التاريخ ….! وعلي ذات النهج اخترعت الحركة الاسلامية الكثير من الاساطيرمن اجل الترويج لتجارتها في سوق السياسة , فقد جعلوا من موسي (نوبيا) وليس (عبرانيا) من ال يعقوب , ويزعمون انه عاش ومات في (جبل مرة) لتبرير اطماع اليهود في السودان وصرف الانظار عن افعالهم التي اوصلتنا لهذا النفق المظلم , وتولوا الترويج لنظرية البروف الراحل عبدالله الطيب بأن (النجاشي) الذي هاجر اليه المسلمون الاوائل كان في دنقلا وليس اثيوبيا , وهذا كله كذب وتلفيق لحقائق التاريخ والجغرافيا والتوراة والانجيل والقران الكريم , ولن يتخلي النوبة للطيب مصطفي عن اعتزازهم بلغتهم وانتماؤهم الحضاري واصولهم العرقية الممتدة لالاف السنين في اعماق التاريخ, وقد كانوا يهتفون في شوارع الخرطوم (حلفا دغيم ولا باريس) احتجاجا علي ترحيلهم من موطنهم , فقد كانوا كاقربائهم المناصير الذين رفضوا الرحيل من موطنهم الصغير, ومن ليس له ولاء لوطنه الصغير لن يكون له ولاء لوطنه الكبير.
يقول المثل المصري(لوعندك عند الكلب حاجة قولو يا سيدي) فحكومة الأنقاذ حاليا تقف مع السعودية في الحق والباطل في مقابل ان تمن عليها بصدقات ,بعد أن أصبحنا من اشهر المتسولين بشهادة المجتمع الدولي, فلينظر الانقاذيين كيف تفعل الحكومات الرشيدة , فحسنا فعل رئيس الوزراء التركي وهو يعلن انه سيسعي للتوسط بين الطرفين عارضا الوساطة لاصلاح ذات البين ما استطاع اليه سبيلا, ومشيرا الي ان القنوات الدبلوماسية يجب ان تعطي فرصة ….! وهذا هو المطلوب وعلي حكومتنا ان تتعلم ماذا تعني الدبلوماسية , فالقرار الذي اتخذته السلطات السودانية بخصوص قطع علاقاتها مع ايران لا ينبني علي قضية مقنعة , فالخطوة خاطئة و غير مدروسة ,و مغامرة عقيمة وخاطئة بالمعايير السياسية ولا يمكن أن تأتي بأي مردود ايجابي , ولكن ليس الامر بمستغرب فقد اتخذ النظام من قبل ذات الموقف مع صدام ابان حرب الخليج الاولي ,و أتخذ القوم قرارا "كارثياً" لا يُمكن أن يتخذهُ شخصٌ مبتدىءٌ في شئون السياسة، هو قرار الوقوف إلى جانب النظام العراقي في حرب الخليج الأولى، وهو القرار الذي دفع السودان ثمنهُ باهظاً، ومازال حتى اليوم يسعى لتصحيح عواقبه الوخيمة, وحاليا قدمت ايران اعتذار لحكومة المملكة,فأين سيدارئ هؤلاء وجوههم اذا قبلت المملكة الاعتذار وعادت علاقتها مع ايران سمن علي عسل….!
غالبية كبيرة من الذين ايدوا مساندة نظام الانقاذ بانحيازه لرغبات الحلف الخليجي المصري حين اعلانه, دفعتهم رغيتهم اللاواعية للنظر للقضية من منظور ( شهواني) بأعتبار ما سيجنيه السودان من فوائد اقتصادية ستنعكس ايجابا علي المواطن الغلبان ,اي بمعناه انه تأييد بدافع المصلحة وفق فقه (الضرورة) احد ايدلوجيات الانقاذيين لتفصيل الشريعة بما تتماشي مع رغباتهم التي احلت الربا لصالح تشييد مشاريع تنموية , فالامر برمته تكنيك مرحلي فرضته الضرورة للوقوف بجانب الحلف الخليجي في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل, بينما اختارت بعض الدول موقف الحياد وتحفظت كموقف ايجابي يحسب لها , ولكن نحن في السودان لا نحتاج لهبات اولئك الاعراب لأن لدينا ما يكفينا ويفيض (لتموين)العالم اجمع, بتفعيل قوانين الاستثمار لاستغلال موارد نا التي زالت بكرا لا تحتاج سوي لدولة الديمقراطية والمساواة والامن والاستقرار, وبنظرة عميقة ليس لاخوان السودان التخلي بالتحالف مع ايران بهذه السهولة , لأن مافي يد ايران من ملفات من شأنها ان تلقي بهذا النظام في مذبلة التاريخ.
ولكن النقطة التي اود ان اركز عليها هي ان الحالمين بعافية الاقتصاد السوداني جراء ما تفعله الانقاذ مع السعودية انما هم واهمون ,ولكنها في الواقع ليس سوي انتاج المزيد من عمليات التمكين , ليتحمل الشعب السوداني الغلبان كل هذه الاعباء لتمويل نفقات الحوار ,وتمويل سياسات التمكين التي تقوم في جزء منها علي احتواء اصحاب المصالح ,و الاحزاب الكرتونية والانتهازيين الذين يمدون النظام بالشرعية, والحركات المسلحة وتفكيكها واكلها بالقطاعي ,واغراء قياداتها بالمناصب والمخصصات المليونية, وتتطلب تلك الايدولوجية انتقاء القيادات التي لها نفوذ سياسي او طائفي او قبلي وقد تضمن ثمن مشاركة مبارك الفاضل الالاف من الوظائف لجماعتة, وكذلك مشاركة حزب مولانا الميرغني في السلطة والمناصب الدستورية لحاشيته, ولشراء الاصوات في الانتخابات, وانتاج الازمات بين الخلافات بين القبائل في كردفان ودارفور, فكل هذه الاشياء لها ثمن غالي , وكان ذلك خصما علي وظائف الخريجين والمشردين من الخدمة العامة واما المتبقي يذهب فتاته الي الصحة والتعليم والزرعة. فاين ذهبت عائدات البترول التي ابتهجت بها الشعوب السودانية كما لم تفرح من قبل ….! سوي أن ظهرت النتيجة في (دبي) ونشأت منشية جديدة في كوالالامبور….!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.