استضاف بعض طلبة المنحه المصريه فى شقتهم المتواضعه بقاهرة المعز احد القادمين للتجاره وذلك حفظا له من جشع الشقق المفروشه ولانه لم يسبق له القدوم للقاهره او لاى جهه اخرى , وبالطريقه السودانيه فى الضيافه لم تكن هنالك علاقه او سابق معرفه الا انهم وجدوا صاحبنا امام المبنى يسأل عن غرفه للسكن لمدة اسبوع ولم يفلح فى طلبه فأجلسه الحارس بجانبه لكى يرتاح قليلا من عناء البحث الطويل , تمكن الضيف من قلوب الطلبه وسارع بجلب اصناف الطعام والفواكه واصبح ضيفا محبوبا خفيفا وكريما , فى يوم من ايام الضيافه اصر صاحبنا على صنع الشاى لمضيفيه ولم يتمكنوا من اثنائه عن الخدمه التى اصر على تقديمها فتبرع احدهم باشعال موقد الغاز وانصرف فأكمل صاحبنا المهمه بنجاح , غادر الطلبه لجامعاتهم وخرج هو للسوق لتدبير امر البضاعه التى حضر من اجلها . فوجئ القوم عند حضورهم بوجود الشرطه والمطافى ورجال الصحافه ولفيف من المتطفلين , عند الاستعلام علموا ان المصيبه فى شقتهم وذلك بعد ان تسرب الغاز وتسبب فى اختناق سكان العماره , عند الاستفسار من الضيف ما اذا كان قد اطفئ الموقد اقسم بانه اطفأ الموقد وزياده فى التأكيد ذكر كيفية الاطفاء حيث قام بنفخ النار حتى انطفأت تماما .وعليكم تخيل ما حدث للضيف ! الغاز فى السودان الحبيب يحتاج لمن يطفئه بعد ان بلغت اسعاره سقفا لا يرضى الناس ويرضى عنه الوزير (خازن بيت مال المسلمين ) الذى لا يخاف فى رفع الاسعار لومة لائم ولا احتجاج ثائر فالبطن متروس والضهر محروس والابريق لا يحتمل المزيد من البغال . الغاز فى السودان اسياده بالكوم ومازالوا فى نَهَمٍ وترقب فكلما انخفض سعر التكلفه زادت الحوجه لدى اولئك الساده فتتم التغطيه بزيادة الاسعار , بعمليه حسابيه بسيطه اذا افترضنا بان عدد اسياد الغاز خمسه فقط وكل واحد عايز عشرة جنيهات تكون النتيجه او الزياده خمسين جنيه فقط لا غير وهكذا كلما زاد عدد الاسياد تضاعفت الاسعار والعكس فى حالة قلة العدد ,وفى بعض البلاد التى تحترم شعوبها يكون للغاز سيد واحد تتمثل فى الشركه او الهيئه القوميه لتوزيع الغاز . اذن ارتفاع سعر الغاز فى السودان لا تحكمه حسابات اقتصاديه , وعلى هذا فان السيد وزير الماليه المسكين برئ من وعده الاول , وفعلته الاخيره وتنحصر مسئوليته المباشره فى نفخ الغاز رأسيا فقط . المهم يجب ان لاننسى تكرم الساده اعضاء المجلس الوطنى الذين تكبدوا مشاق الاعتراض على الوزير مع ان الامر لا يعنيهم فى شئ لتوفر الغاز والبدائل الاخرى من كهرباء وفحم مدعوم بقصورهم ومزارعهم ,جاءت هذه المبادره لان الشعب فى ثبات ونوم عميق فى انتظار من ينفخ الغاز , وفى انتظار الحكومه التى سوف تتكرم وتتفضل بتخفيض السعر بنسبة 10% لكى يصبح السعر 67,50 جنيه فقط وعندها سوف نجد المسيرات المليونيه العفويه تخرج من كل شارع وناد ومصنع ومسرح , لكى تؤكد تاييدها المطلق لتصرفات الحكومه التى انصفت الشعب واقتصت له من الوزير النفًاخ ويكون الهتاف سير سير يا مشير نحنا جنودك ضد الوزير . وبهذا تنفتح شهية بقية الوزراء بدءا بوزير الرغيف وانتهاء بوزير السكر والشاى حيث يتم النفخ بنسبة 300% فى انتظار المنحه الرئاسيه لتخفيضها بنسبة 30% بعد ان بادر وزير محطات البنزين وانابيب الغاز فى نفخ الغاز , وتغطى المسيرات الهادره شوارع المدن والقرى , وسير سير يا —————-!! أفبعد هذا يكون الحوار – كل من يحاور حكومة انقلاب البشير الترابى – خائن للوطن . من لا يحمل هم الوطن – فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آمين