منع جهاز الامن توزيع صحيفة (أجراس الحرية) أمس الاربعاء 6 أبريل الموافق ذكرى انتفاضة أبريل الشعبية، في أحدث حملة على حرية الصحافة . ويضمن دستور السودان حرية الصحافة لكن تم اعتقال العديد من الصحفيين دون اتهام في الأشهر الأخيرة وغالبا ما تتعرض الصحف لرقابة مباشرة. وقال الاستاذ فائز السليك نائب رئيس تحرير صحيفة أجراس الحرية اليومية لرويترز انهم صادروا جميع نسخ الصحيفة في المطبعة بعد طباعتها. وأضاف السليك ان الاجراء ربما نجم عن تغطيتها لهجوم في شرق السودان القت الخرطوم المسؤولية عنه على اسرائيل وانتخابات ولاية جنوب كردفان. واثارت الانتخابات في الولاية – وهي منطقة تحتوي على نسبة كبيرة من انتاج شمال السودان من النفط في المستقبل لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان يتمتع بتأييد قوي فيها – مخاوف أمنية لحزب المؤتمر الوطني المهيمن في الشمال . وفي اتصال ل (حريات) بالسليك لمعرفة سبب المصادرة أكد السليك أنه لا أحد يعلم الأسباب وقد يكون ذلك متعلقا بالمظاهرات التي جرت في الخرطوم مؤخرا، ثم استدرك، كل ما ذهبنا إليه تحليل ولكن الواقعة تؤكد ضيق المؤتمر الوطني بالآخر ومصادرة الحريات فهي -أي الحريات- استثناء والطبيعي المصادرة وقال نحن نتوقعها في أي وقت والغريبة أن تجري في وقت يعلو فيه الحديث عن الحوار والإصلاح والتغيير من داخل المؤتمر الوطني ولكنها -أي المصادرة- رسالة للجميع بأنه لا جدوى للحوار مع المؤتمر الوطني ولا يمكن له أن ينصلح، وواضح أن المؤتمر الوطني مرعوب وبدلا عن أن يرد على من قصف بورتسودان قصف أجراس الحرية التي لا ذنب لها في شيء. وأكد السليك أن هذه هي المرة الثالثة التي تصادر فيها الأجراس خلال شهرين، وجاءت هذه المرة عشية إطفاء الأجراس للشمعة الثالثة إذ سيمر على مولد الأجراس ثلاث سنوات في يوم 7 أبريل. وأكد السليك أن البلاد في ظروف استثنائية ولا توجد حريات يقدر ما توجد مراكز داخل المؤتمر الوطني تدفع بالأمور إلى الوراء فهذا جزء من ملامح الجمهورية الثانية التي يتحدثون عنها. وعن الطريقة التي تمت بها المصادرة روى السليك أنه وبعد طباعة الجريدة جاء عناصر من جهاز الأمن الوطني والمخابرات وأغلقوا مداخل مطبعة الأشقاء ببحري واخذوا نسخا من عدد اليوم وحجزوا الباقي داخل المطبعة وأمروا المطبعة ألا تسلمها للمسئولين عن التوزيع، ولم يفرجوا عن العدد إلا بعد الساعة الثانية ظهرا أي بعد أن صارت خارج إطار السوق مؤكدا أن هذا عقاب مالي للصحيفة. وأضاف: في الماضي كانت هناك رقابة قبلية ولكن الآن تتم المصادرة أو منع التوزيع بعد أن تطبع فتكون الخسارة المالية كبيرة وهذه وسيلة لتجعل الناس تستسلم وتغرس فيهم الرقابة الذاتية. وأكد السليك أن هذا حدث من قبل لعدد من الصحف، إذ حدث مرة مع صحيفتي الصحافة وأجراس الحرية في يوم واحد، وحدث للميدان مؤكدا أنه وسيلة من وسائل السيطرة على الصحف.