في مظاهرة تعتبر واحدة من المظاهرات الاكثر حضورا في خارج الوطن، تظاهر مئات السودانيين الجمعة 19 فبراير 2016 أمام البيت الأمريكي و ذلك للتنديد بجرائم النظام ومليشياته ضد الأبرياء في الجنينة، و العمليات العسكرية التي تشنها حكومة المؤتمر الوطني بالطيران الحربي ضد المواطنين العُزَّل في جبل مرة، و مانتجت عن هذه الغارات و العمليات العسكرية المصاحبة لها من سحل مئات الأرواح البريئة و إغتصاب للنساء و تشريد عشرات الآلاف و تدمير للممتلكات، و سياسة التجويع في جبال النوبة و النيل الأزرق، و بناء سدود الإغراق في الشمالية. و قد طالب المتظاهرون الإدارة الأمريكية في خطاب رسمي سُلّم لها أمس بعدد من المطالَب أهمها: – إصدار بيان تنديد شديد اللهجة ضد الأعمال البربرية التي تقوم بها حكومة البشير و مليشياته في جبل مرة و الجنينة و مختلف مناطق دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق. – التدخل الفوري لوضع حد للعنف الحكومي و الجرائم المنظمة التي تقوم بها مليشيات الجنجويد التابعة للبشير ضد الأبرياء في دارفور، و توفير الحماية اللازمة لهم . – وقف العمليات العسكرية و الغارات الجوية في جبل مرة و ما حولها ضد المواطنين العزل. – الضغط عبر مجلس الأمن و الأممالمتحدة لمختلف دول العالم للتعاون في القبض على عمر البشير و و شركائه في جرائم الإبادة في دارفور الذين صدرت مذكرات قبض بحقهم و تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية مواساةً للضحايا و إعمالا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب. – توفير المساعدات الإنسانية العاجلة و ملاجئ آمنة للمواطنين الذين تشردوا بسبب العمليات العسكرية الحكومية الأخيرة و زيادة الحصة الغذائية للنازحين في المعسكرات الذين يعانون من الجوع و المرض بسبب تخفيض الحصص الغذائية لهم و نقص الأدوية و عدم توفر المساعدات الطبية ما أدت لتفشي الأمراض داخل المعسكرات . – وقف عملية تفكيك المعسكرات و منع إجبار النازحين لمغادرة المعسكرات بالقوة . – إجبار حكومة البشير للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمواطنين العزل في جبال النوبة و النيل الأزرق دون قيد أو شرط و إلزامها بالسماح لمنظمات الإغاثة و المنظمات الانسانية الاخرى للوصول الى المحتاجين في تلك المناطق بكل حرية و بدون قيود. – الضغط على حكومة السودان و الدول المتعاونة معها لوقف بناء سدود الدال و كجبار و الشريك التي من شأنها أن تتشرد مئات الآلاف من الأسر التي تقطن في تلك المناطق و طمس كامل للحضارة النوبية العريقة التي دامت لآلاف السنين في المنطقة. – العمل على تحقيق السلام و الإستقرار في السودان بدعم الشعب السوداني في مساعيه لتحقيق دولة المواطنة و الديمقراطية و القانون و إنهاء حكم الفرد. هذا و قد شارك في المظاهرة عدد كبير جدا من السودانيين يمثلون مختلف ألوان الطيف الإجتماعي و السياسي السوداني بالولاياتالمتحدة، حيث أتت وفود من مختلف الولاياتالأمريكية التي تبعد بعضها آلاف الاميال من العاصمة الامريكيةواشنطن مثل ولايات واشنطن و يُوتٓا و فلوريدا و نبراسكا و أيوا و اريزونا و إلينوي و كنتاكي و مٓيْن و تكساس بجانب نيويورك و نيوجرسي و بنسلفانيا و منطقة واشنطن الكبرى. و قد حظيت المظاهرة بتغطية إعلامية كبيرة بواسطة وسائل الإعلام الامريكية و العالمية ، إضافة الى انتشار الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع السودانية المختلفة كواحدة من أقوى التظاهرات السودانية بالخارج، و قد جسّمت المظاهرة التلاحم الوطني السوداني و مدى تفاعل الشعب بكافة قضاياه دون تمييز و الرفض القاطع للحلول بالتجزئة لمشكلاته و محاولات النظام الدنيئة لتمزيق النسيج الوطني بالإستهداف العنصري لبعض مكوناته الاجتماعية، حتى يضمن بقائه بتمزيق اللحمة الوطنية و الحؤولة دون تشكيل الرأي الجمعي للشعب السوداني ضده عن طريق سياسة فرق تسد. و في الختام نادى المتظاهرون بضرورة وحدة الشعب السوداني و فصائله المختلفة و جميع قوى التغيير، و أهمية إستمرار هذا التلاحم الشعبي في مختلف الفعاليات السودانية بالخارج و العمل معا للتصدي لنظام البطش و الجبروت و رفض محاولات نظام البشير العنصرية لتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني. يذكر أن هذه المظاهرة دعا لها أبناء و بنات دارفور و منظمات المجتمع المدني و القوى السياسية السودانية بالولاياتالمتحدة. معتصم أحمد صالح نيويورك.