أقرّت وزارة الصحة بتفشي مرض (السل) في البلاد ، وأعلنت عن تسجيل ما يقارب ال (21000) حالة اصابة بالمرض ، منها (123) حالة مقاومة للعلاج . وقالت د. إسراء أبو شامة ، مسؤولة التشخيص والعلاج بوزارة الصحة الاتحادية ، في مؤتمر صحفي أمس ، ان الوزارة تسجل (750) حالة سنوياً ، قائلة بان حالات الاصابة بالمرض أكثر من ذلك ، ولكن نسبة للعزلة الإجتماعية التي تُفرض على المريض لذا يلجأ الكثير من المرضى إلى عدم التسجيل ، مبدية تخوفها من ارتفاع حالات الاصابة بالدرن المقاوم للأدوية. وحذرت من خطورة التأخر في الفحص والعلاج ، قائلة ان العدوى بالمرض هي الأسرع بالنظر إلى ان مرض (السل) ينتقل عن طريق الهواء في الأماكن المزدحمة والمغلقة . وسبق واقرت وزارة الصحة بارتفاع حالات الاصابة بمرض الدرن (السل) ، بنسبة 60% من الحالات الجديدة المكتشفة، بواقع 180 حالة وسط كل 100 الف شخص، وذكرت انه يتعين علاج حوالى 85% من الحالات المكتشفة لايقاف انتقال عدوى الدرن، وعزت تمدد المرض الى انتشار (الفقر المدقع) وسوء التغذية وسط المواطنين، واشارت الى ان السودان يمثل الدولة الثانية من حيث معدل الاصابة فى الاقليم ويساهم بنسبة 11% من الحالات فى المنطقة العربية والافريقية، ويمثل الدرن نسبة 16% من الوفيات بالمستشفيات. كما سبق وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان أنشو بانريغي ، سبتمبر الماضي ، ان عدد حالات الإصابة بمرض الدرن في الشرق الاوسط تبلغ (مليون) حالة (7) % منها في السودان . وطالب وزارة الصحة بالإهتمام بمكافحة المرض محذراً من ظهور حالات الدرن المقاوم في البلاد والذي قال ان تكلفة علاجه تساوي مئات اضعاف تكلفة الدرن العادي. ويرتبط السل بالفقر وسوء التغذية والضغوط النفسية فضلاً عن مدى توفر الرعاية الصحية. جدير بالذكر ان نسبة العاملين في القطاع الصحي تبلغ 1.3 عامل لكل ألف مقارنة بمعدل منظمة الصحة العالمية التي تفترض توفير 2.3 عامل لكل الف شخص . ويعود السبب الرئيسي في تدهور اوضاع الصحة الى ضعف الميزانية المخصصة للصحة ، حيث لا تتجاوز 2.9% من جملة المصروفات ، هذا بينما يخصص للامن والاجهزة العسكرية اكثر من 70% .