قالت الدكتورة هبة كمال حمد النيل – مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن بوزارة الصحة ان مرض السل إنتشر في جميع أنحاء البلاد . وأضافت في حديثها بتلفزيون (النيل الأزرق) ، أمس ، انه خلافاً لما كان عليه في الماضي عندما كان المرض ينتشر في المناطق الفقيرة فان المرض الآن إنتشر في جميع أنحاء البلاد. وأكد الدكتور عادل عبد الرحمن العاجب رئيس جمعية جمعية اختصاصيي الصدر السودانية ، إنتشار المرض ووصفه ب (المحتال) – بمجرد أخذ العلاج يشعر المريض بتحسن كبير – وطالب بأهمية استخدام المناديل عند (العطس) أو (القحة). ونادى بضرورة تطعيم الأطفال من عمر (14) يوم بالجرعة الوقائية (BCD) التي تعطي مناعة بنسبة كبيرة وتقلل الإصابة. وقالت الدكتورة هبة إن الأطفال وكبار السن بجانب مرضى الفشل الكلوي والإيدز هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض لأنهم أقل مناعة. وسبق واقرت وزارة الصحة بارتفاع حالات الاصابة بمرض الدرن (السل) ، بنسبة 60% من الحالات الجديدة المكتشفة، بواقع 180 حالة وسط كل 100 الف شخص، وذكرت انه يتعين علاج حوالى 85% من الحالات المكتشفة لايقاف انتقال عدوى الدرن، وعزت تمدد المرض الى انتشار (الفقر المدقع) وسوء التغذية وسط المواطنين، واشارت الى ان السودان يمثل الدولة الثانية من حيث معدل الاصابة فى الاقليم ويساهم بنسبة 11% من الحالات فى المنطقة العربية والافريقية، ويمثل الدرن نسبة 16% من الوفيات بالمستشفيات. كما سبق وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان أنشو بانريغي ، سبتمبر الماضي ، ان عدد حالات الإصابة بمرض الدرن في الشرق الاوسط تبلغ (مليون) حالة (7) % منها في السودان . وطالب وزارة الصحة بالإهتمام بمكافحة المرض محذراً من ظهور حالات الدرن المقاوم في البلاد والذي قال ان تكلفة علاجه تساوي مئات اضعاف تكلفة الدرن العادي. واعتبر الفترة من 2013 وحتى 2015 تمثل تحديا حقيقيا لبرنامج الدرن القومي بالبلاد للوصول للاهداف العالمية لمكافحة المرض. ويرتبط السل بالفقر وسوء التغذية والضغوط النفسية فضلاً عن مدى توفر الرعاية الصحية. جدير بالذكر ان نسبة العاملين في القطاع الصحي تبلغ 1.3 عامل لكل ألف مقارنة بمعدل منظمة الصحة العالمية التي تفترض توفير 2.3 عامل لكل الف شخص . ويعود السبب الرئيسي في تدهور اوضاع الصحة الى ضعف الميزانية المخصصة للصحة ، حيث لا تتجاوز 2.9% من جملة المصروفات ، هذا بينما يخصص للامن والاجهزة العسكرية اكثر من 70% .