تدخلت روسيا لحظر نشر تقرير لفريق خبراء مجلس الأمن الدولى يكشف عن علاقة تجارة الذهب بانتهاكات حقوق الانسان فى دارفور . واوردت (فورين بوليسى) الأمريكية أول أمس 4 ابريل مقتطفات من تقرير خبراء مجلس الأمن الدولى . وبحسب التقرير فان تجارة الذهب تضع أكثر من (123) مليون دولار سنوياً فى جيوب المليشيات المسلحة فى دارفور ، اضافة الى (54) مليون دولار تجنيها مليشيا موسى هلال . وفى الفترة ما بين 2010 الى 2014 تم تهريب ذهب ب(4.5) مليار دولار من السودان الى الامارات العربية المتحدة . وفى عام 2014 شكل الذهب 30% من جملة الصادرات السودانية . وأشارت فورين بوليسى الى ان النظام السودانى فى تعاون وثيق مع مليشيا الجنجويد التى يقودها موسى هلال نفذت سياسة الارض المحروقة فى دارفور ، مما أدى الى قتل اكثر من (300) ألف دارفورى ، وتشريد ما يزيد عن 2.5 مليون ، الامر الذى دفع المحكمة الجنائية الدولية الى اصدار مذكرة بالقبض على رئيس النظام عمر البشير وخمسة آخرين بتهم ارتكاب جرائم الابادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية . ولم تتهم المحكمة الجنائية موسى هلال ، ولكن فى عام 2006 قرر مجلس الأمن الدولى حظره من السفر وتجميد أرصدته لاعاقته السلام واستهدافه للمدنيين . وأكد التقرير استمرار العنف فى دارفور ، معضداً تقرير هيومن رايتس ووتش بان قوات الدعم السريع الحكومية تواصل ارتكاب الفظائع ، التى من بينها اعتداءات جنسية واسعة . ووثق زيادة نسبة 225% فى الهجمات على قوات يوناميد عام 2015 . واكد التقرير استمرار الحكومة السودانية فى نشر طائرات الهيلوكوبتر الهجومية وقاذفات الانتنوف فى مخالفة لقرار الأممالمتحدة . كما رصد أدلة دامغة عن نشر القنابل العنقودية فى دارفور . ووصف التقرير علاقة موسى هلال بالنظام السودانى بالمعقدة ، من اطلاق سراحه من السجن عام 2003 وقيادته حملات السلطة بدارفور الى تعيينه مستشاراً فى السلطة المركزية عام 2008 ثم انشقاقه من الحزب الحاكم وتشكيله مجلس الصحوة الثورى 2014 ، وأكد التقرير ان موسى هلال يتعاون حالياً مع القوات الحكومية السودانية وينخرط فى تعاملات مالية بملايين الدولارات عبر بنك السودان المركزى . وأوضح الخبراء ان البنك المركزى الذى يسهل تجارة الذهب فشل فى الامتثال لواجبه بتجميد أرصدة موسى هلال ، كما ان الحكومة السودانية تسمح له بالسفر الى الخارج . وبحسب التقرير سيطر موسى هلال منذ يناير 2013 على مناجم جبل عامر ، وحول المنطقة الى ما يشبه الصراف الآلى الضخم لحسابه ، حيث يفرض رسوم (164) دولار شهرياً على أى تاجر يعمل بالمنطقة ، و(197) دولار شهرياً على أى مستثمر فى خدمات التعدين ، كما يدفع أى جزار 3.2 دولار على كل ذبيح ، اضافة الى عائدات التنجيم وتهريب الذهب ، وبالنتيجة يتحصل موسى هلال واتباعه على (54) مليون دولار سنوياً من السيطرة المباشرة على (400) منجم ذهب بجبل عامر . ورفضت روسيا التى تملك حق الفيتو بمجلس الأمن نشر التقرير فى ديسمبر ، ووفقاً لمصدر دبلوماسى ل(فورين بولسى) قالت موسكو انها ستوافق على نشر التقرير اذا حذفت أو عدلت الفقرات ذات الصلة بتجارة الذهب . (مصدر التقرير أدناه): https://foreignpolicy.com/2016/04/04/russia-blocks-u-n-report-linking-alleged-sudanese-war-criminal-to-gold-profiteering/v