نهيب بالشعب السوداني التصدي الحازم لالاعيب السلطة بسم الله الرحمن الرحيم جامعة الخرطوم تجمع الأساتذة بيان إلى الشعب السوداني لا شك أنكم قد تابعتم الأحداث التي أحاطت بجامعة الخرطوم وما زالت، وظللنا في تجمع أساتذة جامعة الخرطوم نستطبئ مخاطبة الرأي العام الكريم سعياً لاستجلاء الحقيقة التي لا مراء حولها ، حيال ما أثير من ترحيل أو تغيير أو بيعٍ لمباني جامعة الخرطوم وترحيل كلياتها لمنطقة سوبا، ونود أن مخاطبتكم بالأتي : أولاً: بدأت الأحداث عندما بثت وكالة الأنباء السودانية (الرسمية ) خبر اجتماع ضم كل من نائب رئيس الجمهورية ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ومدير جامعة الخرطوم، وأشار الخبر لإعلان نائب رئيس الجمهورية التبرع بمبلغ 10 مليار جنيه لمشروع تطوير الجامعة، وجاء هذا مقرونا بما ذكره مدير الجامعة إلى تطرق الاجتماع إلىي نقل ( كليات ) الجامعة إلى سوبا .. ثانياً : وقع هذا الخبر كما الصاعقة على جماهير شعبنا والأسرة الجامعية وأبنائنا من الطلاب والطالبات، وتوالت ردود الفعل القوية وهي ترقب وتطالب إدارة الجامعة ببيان حقيقة ما سرى من أخبار من أن مخطط النقل يجيء إنفاذا لما تم من بيع لأراضي ومباني الجامعة . ثالثاً : تقاعست إدارة الجامعة عن إصدار بيان يوضح حقيقة الأمر، ومن جهة ثانية بادرت بعض الجهات الأمنية إلى الإعلان عن بيان منسوب لإدارة الإعلام والعلاقات العامة لا يحمل سمات الخطابات الصادرة من إدارة الجامعة. رابعاً : إزاء التشكيك في البيان المنحول باسم الجامعة، أصدر السيد مدير الجامعة بياناً يحمل شعار الجامعة وختم المدير على النحو المعروف، بيد أن هذا البيان لم يكن ليشفي غليل أي طالبٍ للحقيقة، فبينما اتخذ جانب المناورة عن النفاذ إلى كبد الحقيقة المباشرة إلا أنه من جانب آخر أكد ودلَّ على نحو جليّ بسعي الحكومة لإنفاذ مخطط نقل ( بعض ) كليات الجامعة، وأن هذا النقل هو أمر قد سبق أقراره منذ عهود مضت. خامساً: لم يكن الخطاب المنشور من قبل مدير الجامعة إلا ليزيد من قناعة الكثيرين بأن مخطط نقل بعض كليات الجامعة ما هو إلا الخطوة الأولى لصفقة بيع قد أنجزت؛ خاصة مع ترافق ذلك مع تصريحات لوزير السياحة الإتحادي يؤكد فيها وضع يد الوزارة يدها على جامعة الخرطوم وتحويل مبانيها لمزارات سياحية. سادساً : بعد تصريحات السيد وزير السياحة الإتحادي خرجت السيدة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي لتنفي تصريحات وزير السباحة جملة وتنفي كذلك أي إتجاه لنقل الجامعة أو التصرف في مبانيها . سابعاً : إزاء تقاعس إدارة الجامعة عن الجهر بموقف مبين لا لبث فيه، وتضارب تصريحات الوزراء، كان يقين الجميع يتشكل باتجاه أن ثمة أثم يحاك بجامعة الخرطوم، وأن جهات عليا في الدولة تكره أن يطلع عليه الناس، وأن هذا الإثم يبلغ درجة أن قد بيعت الجامعة ومبانيها وقضي الأمر، وما تبقى إلا التسليم الذي بدأ التخطيط له من خلال النقل والترحيل .. ثامناً : من هنا انطلق طلاب وطالبات جامعة الخرطوم يطالبون الجامعة باتخاذ مواقف أكثر قوة في حماية الجامعة من كل محاولات النقل والترحيل والبيع . تاسعاً : . تعمدت إدارة الجامعة عدم التواصل مع الطلاب والطالبات، واتخذت سياسة التجاهل، ومن ثم رأينا نتيجة هذه السياسات فيما يلي تصاعد وتيرة الاحتقان والغليان بالجامعة، وهو ما انتهى إلى أحداث متتالية من العنف، الماثل في الصدامات العنيفة والدامية بين حشود الطلاب والشرطة … إننا في تجمع أساتذة جامعة الخرطوم نود أن نشير إلى أننا ظللنا دوما ننادي بأهمية استقلالية جامعة الخرطوم، إيماناً منا بأن هذه الإستقلالية هي الضامن الوحيدة للحفاظ على الجامعة وإرثها المادي والمعنوي، خاصة ونحن نعيش في ظل نظام استمرأ إماتة وبيع كل مؤسسات الوطن … ومن منطلق حرصنا على بيان الحقائق نشير إلى أن أي من مؤسسات الجامعة في عهدها القريب لم يكن مطروحاً بين يديها أي خطط لنقل بعض أو كل كليات الجامعة، ولعل هذا ما يفتح باب الريبة والشك فيما أبرم في اجتماع نائب الرئيس مع السيد مدير الجامعة ومنحة العشر مليار. إن الأمر بالنسبة لأساتذة جامعة الخرطوم لم يعد نفياً يقدمه مدير الجامعة الذي نعلم كم هو مغلوب على أمره، ولكنا نطالب بنفي صادر من مجلس الوزراء خاصة مع تضارب لتصريحات منسوية إلى بعض أعضائه. إننا إذ نثمن مواقف الوفاء والإنتماء والبطولة والجسارة والعزيمة لطلابنا وطالباتنا ؛ فإننا نتأسف للمواقف غير الأخلاقية التي اتخذتها إدارة الجامعة وهي تنائ بنفسها عن الوفاء بدورها في التواصل مع الطلاب والطالبات والسعي للحفاظ على سلامتهم .. كذلك فإننا ندين الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة، وندين اقتحام الشرطة للحرم الجامعي ، وندين الاعتقالات التي قام بها جهاز الأمن حيال طائفة من الطلاب والطالبات، و نرفض بحزم التواجد الكثيف لعناصر الأمن في مختلف مؤسسات الجامعة بما في ذلك نادي الأساتذة . تأسيساً على ما تقدم فاننا نهيب بكافة شرائح الشعب السوداني للتصدي الحازم و الجاد و الرافض لما تقوم به سلطات الدولة من تلاعب بمقدرات الوطن و استهانة بمنجزاته التاريخية، و على وجه الخصوص نناشد زملائنا الأساتذة لتحمل مسئولياتهم المهنية و الوطنية و الاخلاقية؛ تضامنا مع ابنائهم و بناتهم الطلاب و الطالبات. و ننظر بعين التقدير لمجهودات الخريجين و غيرهم من قوى شعبنا السياسية و الاجتماعية التي عبرت عن رفضها لنهج الدولة في معالجة أمر الجامعة، و نعلن استعدادنا الكامل في تجمع الاساتذة لخوض معركة استقلال الجامعة و الدفاع عن كيانها مهما كانت التضحيات. تجمع الأساتذة جامعة الخرطوم 14 أبريل 2016