دعا الأستاذ / ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية السودانيين فى كافة بقاع الارض لدعم الانتفاضة فى الداخل ، وأوضح فى تصريحات ل(حريات) دلالات اجتماع قوى نداء السودان الأخير بباريس ، مشددا على انه تم فى سياق نهوض الحركة الجماهيرية والهزيمة الماحقة التى ألحقها الجيش الشعبى بالقوات الحكومية ، حيث دمر ثمان متحركات ، واستولى على أو دمر (30) دبابة وأكثر من (300) عربة محملة بالاسلحة والمدافع وعلى مئات الآليات والمدافع الخفيفة وعشرات المدافع بعيدة المدى ، من بينها راجمات الصواريخ 40 ماسورة. وقال عرمان ( تكمن أهمية اجتماع باريس الاخير فى استطاعته المحافظة على وتطوير صيغة نداء السودان بالاتفاق على الميثاق المشترك بين قوى نداء السودان وتطوير صيغة العمل القيادى . كان هناك عمل واسع لتحطيم نداء السودان ، لأن تحطيمه سيدخل المعارضة فى متاهة عريضة ، فمن جهة الاطار الذى يجمع الجبهة الثورية مع بعضها البعض ومع الآخرين نداء السودان ، ومن جهة ثانية فان حزب الأمة وقوى الاجماع والمجتمع المدنى لا يوجد اطار يجمعهم إلا نداء السودان . وكانت هناك جهات عديدة تعمل لتحطيم نداء السودان ، تارة بدمغ قوى مهمة بانها ستهرول للتسوية ، وتارة بالمزايدة . وتحطيم نداء السودان عمل لفك عزلة النظام الحالية واحباط الحركة الجماهيرية . واستطاع اجتماع باريس ان يوفق بين كافة التيارات ، التى تسعى الى هيكلة رأسية كاملة وتلك التى ترفض الهيكلة ، وبين اعتماد الانتفاضة كعمل وخطاب رئيسى وعدم اغفال الحل السلمى المنتج والمتكافئ . كل هذه القضايا أخذت جهداً . وجاء اجتماع باريس فى لحظة تاريخية فارقة بالنسبة للعمل المعارض : حيث هناك انهيار اقتصادى غير مسبوق ، وأزمة تطحن الفقراء والمعدمين والطبقة الوسطى ، وانهيار كامل لمرافق الخدمات ، وتدمير للريف ، ونهب استثمارى غير مسبوق – بعد ان دمر المشاريع يريد ان يبيع كل الأصول بما فيها الارض . والنظام رغم تحالفاته الخارجية وارتزاقه فى حرب اليمن وعرضه توطين اللاجئين بالسودان بدلاً عن اوروبا تجاهلته بلدان الخليج وكافأته السعودية بالاتفاق مع مصر ، فهو كالمنبت لا يستطيع الرجوع الى ايران ولم يجد مرتعاً فى الخليج . وشهد هذا الوضع دخول و صعود قوى اجتماعية جديدة الى حلبة الصراع : مناهضو السدود وانتزاع الاراضى , والطلاب والشباب والنساء ، وانتظام بعض النقابات المهمة ومن ضمنها الاطباء ، وذلك وسط انقسامات واسعة داخل الاسلاميين انفسهم وتصاعد التذمر وسط المعسكر الأمنى العسكرى الذى استخدمه البشير لضرب الجميع – اسلاميين وعلمانيين . والبشير الذى باع واشترى فى الارض وفى حدود السودان يواجه مأزقاً لم يواجهه من قبل ويواجه انسداداً غير مسبوق فى الافق السياسى للنظام ). وأضاف (من جهة هناك جسارة الطلاب ونهوض الحركة الجماهيرية ، اضافة الى الهزيمة الماحقة التى ألحقها به الجيش الشعبى ، وقبل ان تصدر احصاءات رسمية ، يمكننا القول : تم تدمير والاستيلاء على أكثر من 30 دبابة ، وتدمير والاستيلاء على أكثر من (300) عربة محملة بالاسلحة والمدافع ، والاستيلاء على مئات الآليات والمدافع الخفيفة ، وعشرات المدافع بعيدة المدى ، من بينها راجمات الصواريخ 40 ماسورة . كان عمر البشير يمنى النفس بالاستيلاء على النيل الازرق بالكامل واضعاف الحركة الشعبية بجبال النوبة ، فى النيل الازرق ألحقت به اكبر هزيمة فى تاريخ القوات المسلحة ، وفى جبال النوبة دمر الجيش الشعبى متحركاته بالكامل فى ثمانى جهات ، واصبحت جبال النوبة مقبرة لقوات الدعم السريع ، ونجح الجيش الشعبى لأول مرة فى قطع طريق الدلنج كادقلى ويحاصر كادقلى . وسيذهب الجيش الشعبى الى كادقلى . يأتى ذلك بعد اعلان رسمى من عمر البشير وزمرته بسحق الحركة الشعبية فى خلال شهر . لقد مول وسلح الحركة الشعبية بالسلاح الذى أتى به من الصين وبلدان شرق اوروبا. وسيرتد سلاحه اليه ، وسنرد التحية بأفضل منها . لقد أبطل الجيش الشعبى أوهام الحل العسكرى ، وأبطل الطلاب ومناهضو السدود واستفتاء دارفور والشباب والنساء أبطلوا الترهات عن استسلام شعبنا واثبتوا من جديد ان اسقاط النظام ممكن وان الانتفاضة ممكنة وان المستقبل فى يد الشعب السودانى ). وأضاف( و قد اتخذ اجتماع باريس خطاً سياسياً صحيحاً فيما يخص الحل الشامل ، فما يسمى بالحوار الوطنى فى الخرطوم لعبة انقاذية بامتياز ، لإعادة انتاج النظام وإطالة عمره ، وعملية من عمليات شراء الوقت ، رفضتها قوى نداء السودان . ونحن لسنا دعاة حرب ، ولسنا ضد الحوار ، ولكننا لن نقبل الا بحوار منتج ومتكافئ يقود شعبنا نحو التغيير والسلام والطعام والمواطنة بلا تمييز) . ودعا عرمان السودانيين فى الخارج لدعم انتفاضة الداخل . وأضاف ( اتخذ اجتماع باريس قراراً بتكوين (صندوق تحرير الشعب السودانى) لدعم أسر الشهداء والمعتقلين ودعم الطلاب والنساء والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى والاحزاب وتمكينها من منازلة وهزيمة النظام . وعلى السودانيين فى كافة بقاع الارض الانتظام فى حملة لدعم مجهودات الداخل ، وعليهم كذلك زيارة المناطق المحررة استهجاناً لسلوك النظام ضد المدنيين وتضامناً مع المدنيين فى مناطق الحرب . ويجب ألا نسمح بنجاح الاصوات التى تريد تقسيم المعارضة برفع شعارات كاذبة – سياسية أو جهوية أو اثنية . هذه الاصوات لا تخدم الا النظام . وعلينا توحيد كافة القضايا فى مواجهة نهائية مع النظام ). وعن مخططات السلطة لبيع جامعة الخرطوم ، قال عرمان ( بيع جامعة الخرطوم جزء من خطة شاملة وضعت ايام المتعافى وتلقفها أساطين النهب الاستثمارى ، من مصطفى عثمان نهاية بمامون حميدة ، وتهدف الى بيع كل المؤسسات الحكومية الواقعة على نهر النيل الازرق ، بما فى ذلك مستشفى النهر مستشفى عبد الفضيل الماظ وجامعة الخرطوم ووزرات الداخلية والمالية والحكم الاتحادى وحديقة الحيوانات السابقة ، بل وكانوا يفكرون حتى فى بيع اراضى القصر الجمهورى . ويمتد ذلك الى المقرن وغابة السنط . وقد اعطى اسامة داؤود مساحة من الغابة لاقامة ما اسماه بمشروع الغولف الذى وجد معارضة شعبية ومن منظمات البيئة . والغابة محمية طبيعية من ايام الانجليز . يريدوا ان يقيموا ابراجاً سكنية على النيل لا يكترثون ان تنزل فضلاتها الى النيل اعظم الانهار فى تاريخ البشرية . ويريدوا ان يبيعوا المستشفيات وحتى مبانى القيادة العامة للجيش . ومن قبل اعدموا (13) شخصاً من المناضلين ضد نهب الاراضى فى سوبا ومايو وخضنا معهم معركة فى ذلك . ومن المهم التذكير بان ال(13) الذين اعدموا كانوا لوحة تمثل كل السودان : فمنهم جنوبيين وابناء قبائل عديدة من غرب السودان وقبائل من وسط السودان ). وختم ياسر عرمان ، مؤكداً ( ان السودان الآن فى مفترق طرق ، والمقاومة هى اللغة الوحيدة التى يفهمها النظام . طريق المقاومة وحده هو الذى يؤدى الى سقوط النظام أو الحل السلمى . والراغبين فى الحل السلمى لن يصلوا لحل الا عبر طريق المقاومة . لا حلول بدون مواجهة ومقاومة النظام ).