شبكة الصحفيين السودانيين بيان اليوم العالمي لحرية الصحافة أيها الصحفيون والصحفيات في حياة الشعوب، هنالك أجيال يواعدها القدر، ويخصها دون غيرها أن تشهد المراحل الفاصلة في تطور الحياة، تلك المراحل التي تشبه تكاثف الظلمة قبل أن يلوح ضوء الفجر. لقد كتب على الصحافة السودانية أن تحمل هم شعبها في هذه الفترة الدقيقة والحرجة من تاريخنا المعاصر. إن ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو، يمر وصحافتنا تمر بفترة عصيبة بعد أن تكالبت عليها الطعنات من كل مكان، في ظل تراجع مريع لحرية النشر والتعبير، وتنوعت أساليب السلطة من مصادرة الصحف، والمنع الأمني عن الكتابة، التي وقع ضحيتها العشرات في أوساط الصحفيين والصحفيات، والتدخل الأمني في سياسات الصحف تلميحاً أو تصريحاً، ترغيباً أو ترهيباً مما ساعد على تمدد ظاهرة ماتسميه السلطة وأجهزتها القمعية ب(الخطوط الحمراء). ليس هذا فحسب بل عمدت السلطة على استغلال القوانين سيئة الصيت لاضطهاد وتخويف الصحفيين والصحفيات عبر الإجراءات النيابية والقضائية لكسر صمود الصحفيين والصحفيات وإذلالهم، ولم يقف عسف السلطة عند حد استهداف المؤسسات الصحفية، بل تعداه إلى استهداف الصحفيين انفسهم عبر ملاحقتهم بالفصل والتشريد. أيها الصحفيات والصحفيون على رغم ماتقدم، فإننا لازلنا نراهن على وحدتنا، وعلى تحملنا المسؤولية، ونحن لم نسرد ماتقدم تخويفاً، أو خطوة للتراجع عن طريقنا الذي اخترناه، ولكن لتبيان حجم ماتقاسيه صحافتنا الذي -لايخفى عليكم- من الأوضاع الصعبة والمريرة، وإننا نؤكد أن الأفق أمامنا أرحب بعون الله والأرض تحت أقدامنا أصلب، وإننا لن نتزحزح عن موقفنا قيد أنملة، مهما كانت الظروف، ومهما كانت التضحيات. إن شبكة الصحفيين السودانيين إذ تكتب اليكم في هذا اليوم، ليس لتكرار ماتحقق في السنوات الماضية من جهد لاينكر في معركة استعادة الحقوق والحريات ورفع الوعي، فذلك معروف لديكم ومذكور، ولإيماننا المطلق إنما ماتحقق كان ثمرة أرادتنا الجماعية، دون أن ننكسر أو ننحسر أو نتنازل عن المبادئ. لكن هذا الجهد الذي ابتدرته الشبكة لن يكتمل إلا بالإسهام الحقيقي مع آخرين يحملون مثلها أمانة الكلمة لقيام نقابة للصحفيين السودانيين. أيها الصحفيون والصحفيات إن الذين يظنون إنهم يمكنهم تصفية الصحافة السودانية، واهمون لأن عجلة التاريخ لاتسير مطلقاً إلى الوراء، وإن الصحافة وطليعتها تمتلك من التصميم ما يمكنها من المضي قدماً في معركتها العادلة لإستعادة الحقوق والحريات، وحمل السلطة على احترام حرية التعبير باعتباره حق وليس منحة، وانها ستظل على الدوام قوساً بيد الشعب وليس بوقاً لاي سلطة مهما كانت. صحافة حرة أو لاصحافة شبكة الصحفيين السودانيين الخرطوم 3 مايو 2016م.