الثروة الحقيقة لكل دولة تكون في إنسانها المتعلم الواعي المنفعل والمتفاعل بقضاياه الوطنية ، ولكن النظام يرغب في انسان يكون معزول عن محيطه السياسي والثقافي والاجتماعي ليحقق شعاره في أعادة صياغة الإنسان السوداني ، لذلك تعامل بسياسة القمع والترهيب والعنف مع طلاب وطالبات جامعة الخرطوم لدفاعهم /ن المشروع في المحافظة علي جامعتهم ضد ما يهدد بقاءها من قبل نظام لا يجيد سوى البيع ، فجميع منتسبيه باعوا ضمائرهم بأبخس الإثمان، ولتبعية أدارة الجامعة لجهاز الأمن وبتوجيه منه أصدرت قراراتها المعيبة بفصل بعض طلاب وطالبات الجامعة عماد المستقبل الذي نتكئ عليه وننتظر منهم مساهمة في اعادة هيكلة الدولة علي اسس جديدة مبنية علي العدل والمساواة ، وتم تشريدهم بدل من الاستثمار فيهم من خلال تهيئة البيئة الجامعية لتكون جاذبة لإعدادهم ككوادر وقيادات لديها القدرة لقيادة سودان المستقبل. في ظل نظام لا يطرح حلول وبدائل لأي أزمة سوي القمع والعنف، عمل علي أنشاء وحدات جهادية من طلاب المؤتمر الوطني مهامها تخريب أي نشاط فكري يؤدي الي توعية الطلاب بقضاياهم الوطنية والتصدي لها وبحث جذور الازمة ووضع الحلول المناسبة لها ، من خلال نقاش جاد ومثمر في ما بينهم في اجواء جامعية تسود فيها حرية التفكير والابداع والابتكار وتوجيه طاقات الطلاب الي عمل ايجابي يفيد الطلاب ويستفيد منه المجتمع ،ولكن طلاب المؤتمر الوطني علي دين ابائهم يسعون الي ان تحل مكان الاستنارة الظلام وبدل الوعي التعصب وقصر النظر وبدل التعايش مع الاخر والتسامح، العنصرية والجهوية . النظام أحال كل الملفات السياسية والاقتصادية إلي جهاز الأمن ومنحه سلطات وصلاحيات مطلقة تتعدى دوره في جمع المعلومات وتحليلها وتقديم المشورة للسلطات المعنية، إلي قوة نظامية موازية للجيش والشرطة ، جعلته مسيطر علي كل مفاصل الدولة ومتحكم فيها، باستغلال صلاحياته في مزيد من الضغوط والحصار والخناق علي المعارضين لسياسته ، لا يسمح للرأي الأخر أن يخرج الي العلن ولا يريد أن يسمع إلا صدى صوته ، يعتقل من يشاء في الوقت الذي يشاء دون أي مصوغ قانوني لفترة قد تصل الي اكثر من ثلاثة شهور دون محاكمة ،وتوجد قائمة من التهم الجاهزة تصل عقوباتها للإعدام يتهم بها المعارضين دون ان يغمض له جفن ، القضايا التي يكون الخصم فيها جهاز الأمن تكون اقرب إلي الكوميديا العبثية منها إلي قضايا مطلبيه عادلة في دهاليز القضاء ،كما يحدث الان للأخوين عماد وعروة . جهاز الأمن يذبح القانون الذي يتشدق به في وضح النهار ويداهم مكتب المحامي نبيل اديب ويعتقل الطلاب الذين لجأوا للطرق القانونية لاسترداد حقوقهم في ان يكونوا ضمن طلاب الجامعة باعتبارهم لم يفعلوا جرم يستدعي فصلهم وفقا للوائح الجامعة ،ولكن النظام لا يحترم القانون ولا يلتزم به ويصر علي تخريب وتسيس كل المؤسسات العامة لتكون في خدمة الحزب بدل من خدمة الشعب ، لا يهمه ضياع مستقبل طلاب يمثلوا نصف الحاضر وكل المستقبل طالما أنهم لا ينتموا إلي حزب المؤتمر الوطني . النظام يعتقل طالبات لأكثر من شهر ويمنع اسرهم من زيارتهن دون ان يقدمهن الي محاكمة متجاوز كل الخطوط الحمراء والقيم والأخلاق ، ويذيق المرأة صنوف من العذاب والاهانه والإذلال ، بل يعمل بكل خبث في بث الشائعات حول الناشطات سياسيا وتشوية صورتهن بفبركة اخبار كاذبة الغرض منها اغتيال شخصيتهن وابعادهن من الاهتمام بقضايا مجتمعهن ، باعتبارهن مركز قوة المجتمع وحيويته وقلبه النابض بالحرية ، ولكن الشعب الذي أعطي صوته طائعا مختارا الي الأستاذة فاطمة احمد ابراهيم لتكون اول برلمانية في الشرق الأوسط وإفريقيا يؤمن بقدرة المرأة في المساهمة في بناء الوطن ، ولا يمكن ان يعطل دورها في الحياة السياسية والاجتماعية بل يقدر تضحياتها ومساهمتها التي تصب في تغيير حياتنا إلي الأفضل كما وصفهن شاعر الشعب محجوب شريف : أنثى ولا دستة رجال…تمشي وما بتطأطي …ما بين بير وشاطي…تطلع عالي واطي…نهارها مع السواقي…وليلها مع الطواقي….وعمرها للجهال.. طالبات وطلاب جامعة الخرطوم لهم قضية عادلة ومطالب مشروعة في الحفاظ علي جامعتهم واستقلال أدارتها عن جهاز الأمن ، وإزالة الوحدات الجهادية من الجامعة ، وإيقاف العنف والموت المجاني ومحاسبة المتورطين فيه ، وإطلاق سراح كل المعتقلين/ت ، وإعادة المفصولين/ت إلي قاعة الدراسة ، وإيقاف المحاولات المتكررة من طلاب المؤتمر الوطني لزعزعة الاستقرار الجامعي، وان تكون الجامعة ساحة للفكر والوعي والاستنارة لبناء سودان المستقبل الذي نحلم به .