قلل الباحث بجامعة كورنيل الامريكية والمختص بالقانون الدولى ، أحمد حسين آدم من اهمية تكريم عمر حسن البشير المطلوب للعدالة الدولية لتورطه فى انتهاكات واسعة وجرائم حرب وابادة فى اقليم دارفور ، بواسطة ما اسماه (مجموعة فاسدة نشأت قبل اسبوع ومولت باموال الشعب السودانى) ، واعتبر انه من العار ان يكون رمز عزة افريقيا ديكتاتورا اباد شعبه وصار منبوذا من كل العالم . وأضاف أحمد حسين ان من يستحقون التكريم الحقيقى هم ضحايا الجنرال المطارد. وسخر من لجوء البشير الى اختلاق مثل هذه المهرجانات "البهلوانية " مدفوعة الأجر للخروج من مأزق المحكمة الجنائية الدولية. و أضاف، "واضح ان البشير قد احكم سيطرته الكاملة علي السلطة و اتخذ من الوطن رهينة للمساومة به للخروج من مأزق الجنائية" ! و اختار ما يسمى ب(منتدى الكرامة الافريقية) هذا الاسبوع عمر البشير الذى قاد انقلابا على الحكومة المنتخبة فى 1989 وظل محكما قبضته على السلطة منذ ذلك الوقت بالعنف كرمز للعزة والكرامة الافريقية. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى توقيف بحق البشير منذ 2009 ، ويأتى تكريم البشير على خلفية ممانعته تنفيذ مذكرة المحكمة المطالبة بتسليمه وعدد من كبار معاونيه المتورطين فى جرائم دارفور ، وتضم حكومة البشير حاليا وزيرا قبل طواعية المثول امام ذات المحكمة التى يرفضها البشير لكن المحكمة برأته لعدم كفاية الادلة قبل ان يلتحق بحكومة البشير. واعتبر احمد حسين ان التكريم الكذوب للبشير لا يمكن ان يمثل حلا للجنرال الذى سيظل متهما فارا مطلوب القبض عليه ، واضاف (لايمكن تبرئة البشير من المحكمة الجنائية بهذه الطريقة العبثية المنافقة، لأن الجرائم المرتكبة من قبل البشير لا تسقط بالتقادم ولا بالعفو ولا بمثل هذا الاحتفال الزائف) ، ولفت احمد حسين الى ان مذكرة الاعتقال اصبحت تمثل رعبا و كابوسا حقيقيا لرأس العصبة الذى اصبح معزولا تماما واصبحت تحركاته محدودة ويمثل ك(ضيف ثقيل) وعبئ حتى على اصدقائه القليلين ، وشدد حسين على ان المحكمة وجدت لتبقى كانجاز انسانى رفيع منذ محاكم نورمبيرغ وطوكيو التى انشأت لمحاكمة المجرمين النازيين بعد الحرب العالمية الثانية واستطرد: المحكمة تمثل التطور والنموذج لتطلعات الشعوب فى العدالة والمحاسبة وشدد ان المحكمة الجنائية الدولية التى تنظر الان فى حوالى 23 قضية حول العالم لايمكن الغائها لارضاء البشير. وعد احمد حسين تكريم البشير بواسطة المنتدى "اهانة جديدة للضحايا و الشعب السوداني وشعوب القارة ، وتابع هذه المجموعة الفاسدة الموسومة زورا بمنتدي الكرامة الافريقي تكونت قبل أسبوع فقط من هذا الاحتفال الزائف وتم تمويلها من مال الفساد والدماء" ونبه الى تعمد الرؤساء و المسؤولين الافارقة التغيب عن مناسبة التكريم التى وصفها بالفضيحة والاهانة للاكاديميين الافارقة. وشدد احمد حسين على ان جرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التى ارتكبها البشير وشركاؤه الجنائيون فى دارفور جرائم ذات اختصاص جنائى دولى، اي انها لا تسقط بالتقادم واضاف(المحكمة الجنائية وجدت لتبقي و لن تنال منها اشاعات الفاسدين من القطط السمان في افريقيا او احتفالات التكريم الزائفة التي ينظمها الفسدة و فاقدي الضمير الذين يخدعون راس النظام المذعور من المحكمة الجنائية الدولية ،استحقاق المحكمة هو استحقاق جنائي دولي ملزم و حصري للضحايا في دارفور و ليس لأي سياسي محلي أو إقليمي او دولي حق التصرف فيه). وشدد حسين ان الخيار الوحيد للبشير هو تسليم نفسه للمحكمة ناصحا اياه ان يفعل ذلك على وجه السرعة وبشكل طوعى ، مؤكدا انه لن يفلت من العقاب ما دام حيا ، لافتا الى ان مثل هذه الاحتفالات لن تمثل مخرجا له ودعا البشير لعدم الرهان على الوعود الكذوبة لمن اسماهم ( السماسرة الاقليمين والدوليين). وتحدى احمد حسين ان يكون هنالك اكاديميا مرموقا واحدا شارك فى هذه (المهزلة) او مركزا اكاديميا محترما ساهم في هذه ( الكذبة) ، وهاجم ابناء دارفور الموالين للنظام على المشاركة فى (تكريم القاتل) بهدف تحقيق مكاسب انتهازية شخصية واضاف (غياب الضمير و الإرادة دفعهم الي هذا الدرك السحيق من اللا اخلاق و اللا مبادئ و اللا انتماء).