هطلت أمطار غزيرة في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من مناطق البلاد الأخرى، وتجاوز عدد الذين لقوا مصرعهم بسبب الأمطار الثمانين شخصًا حتى أول من أمس (السبت)، فيما انهار قرابة ثلاثة آلاف منزل في أنحاء البلاد وفقًا لإحصائيات غير رسمية. وفي الخرطوم فاضت طرقات المدينة التي تعاني سوء شبكات تصريف مياه الأمطار وانعدامها في بعض الأحياء، وتحولت طرق رئيسية إلى بحيرات من مياه الأمطار، أدت لتعطيل حركة المواصلات العامة وتقطع السبل بكثيرين، فيما تعطلت أعداد كبيرة من سيارات المواطنين على حواف الطرقات بسبب المياه التي بلغت المحركات وسط الطرق المسفلتة. ولم تفلح جهود السلطات المحلية وعمليات الشفط بواسطة السيارات التي تقوم بها في نضح المياه حتى لحظة كتابة هذا التقرير، فيما حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من احتمالات هطول المزيد من الأمطار خلال الساعات المقبلة. وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الدفاع المدني العقيد محمدين أبو القاسم عبد الله ل«الشرق الأوسط»، إن إدارته لم تتلقَّ بيانات عن خسائر جديدة في الأرواح بسبب أمطار أمس، وأضاف: «لا خسائر في الممتلكات والأرواح حتى الآن، عدا المياه المتراكمة في الأحياء ونحن نعمل على شفطها، على الرغم من التوقعات بهطول المزيد من الأمطار». وأوضح محمدين أن الأمطار والسيول الناجمة عنها قطعت الطرق البرية الرابطة بين مناطق طوكر – بورتسودان، بورتسودان – كسلا، وهو الطريق الذي يربط البلاد بميناء بورتسودان على البحر الأحمر، وقال: «الأجهزة الهندسية الآن تعمل على إصلاح الأجزاء المتضررة من هذه الطرق. من جهته، حذر المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية نور البلد فضل الله من توقعات بهطول أمطار غزيرة في مدن بابنوسة، والأبيض والدلنج والقرى المجاورة لها وسط غربي البلاد، ودعا المواطنين في هذه المناطق لاتخاذ الحيطة والحذر، وقال: «ما دام الفاصل المداري ظل شمال حلفا، فإن هناك احتمالات قوية لهطول المزيد من الأمطار الغزيرة في البلاد». وتوقعت الأرصاد الجوية هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة خلال الساعات المقبلة في كل من جنوبالبحر الأحمر، نهر النيل، شمال كردفان، وكل ولايات دارفور. ومتوسطة إلى غزيرة في كل من كسلا، سنار، القضارف، النيل الأزرق، النيل الأبيض، جنوب وغرب كردفان، شرق وسط دارفور. وأوضح نور البلد أن أمطار أمس التي هطلت في الخرطوم ليست غزيرة، لكن تأثيرها كان كبيرًا لأن التربة ما زالت مبتلة من أمطار الأيام السابقة، ولسوء عمليات تصريف المياه الراكدة في أنحاء متفرقة من المدينة. كما دعا سكان من سماها «مناطق الهشاشة»، وهي المناطق غير المعتادة على هطول أمطار غزيرة، أو التي يتوقع أن تحدث فيها متغيرات سريعة بسبب السيول والأمطار في مثل الشمالية وشمال كردفان وكسلا، إلى اتخاذ المزيد من إجراءات الحيطة والحذر. كما دعا نور البلد المواطنين والشباب ومنظمات المجتمع المدني للاستعداد للمستجدات، وأن يكونوا على استعداد لمواجهة الطوارئ التي قد تنجم عن الأمطار المتوقعة خلال الأيام المقبلة.