وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملَامَح مُؤتمَر أهْل السُوْدَان تُغّطي حِواَر الوثْبَة
نشر في حريات يوم 01 - 11 - 2016

لِكّل أزْمة وطنَيّةِ نِهايَة، مِعْ إخْتلاف فِي النّهايَاتِ حَسَبَ الطُرُقَ إدِاَرة الأزمَاتِ :-
الحالة ُالأوْلي لإنهائِها هِيّ الوُصُولُ إلَيَ مُصالحةِ وَطْنيّة مُرضَْية قَْد تأتِي نتيَجتُها رغْبَة و ترَاضَ الأطِرافِ الوَطنّيِة إيِفاءاً لَقنَاعِتهِم بوَجوُد الأزْمة فِي وْطَن مَا ، لَذَا تَقوُم الأطرافِ بتَشخِيص الأزمْةِ و تحِديِد سُبْل الحَْل حالَة جُنوب افريقيا مثلاً ، حَيِثُ ناَل مُنْظَمة المُؤتمر القُومِي الافريقي ANC قَسّطاً مِنْ النًِضال ما يكَفيِ لِإنصِياع نظام التميَيز العُنصُريِ Apartheid بتَنازُل طُوَعاً لصالح شَعْب جُنَوب افريقيا . هُنْا لا بّد مِْن ذِكِر دوُر النطِام عَليَ رأْسه فَردرَيك وليّم دِيِ كليِرك آخْر رئيسٍ اَبيّض لجُنوب افريقيا و حَائز علي جائَزة نوبْل للسلام مناصِفةً مع نيلسون مانديلا تَكريَمَاً لقرار قيادتهِ الذّي أتْسمَ بالشجاعةِ النادِرة أنهيَ بِها العُنصُرية ألّتيِ أمتدْت للقُرون من الزمن في هذه البلاد الأفريقية
كان لا المانع من أنْ يَتَمادَي في الاستمرار علي خَلْق صٰنْوُفِ من أساليب جائِرة ألتْي تُكرِّس لحماية الأنْظمة كما يَفْعل رَصُفائِه ، مثلا مليشيات بأسماء مختلفة كجَنْجَويَد ، دعم سريع ، شَبّيحة ، رَبّاطة ، جَمّالة ميدان التحرير و الدفاع الشعبيِ و غيرها من وُحوُش القَتِْل . إلّا أنّ الحِكْمةَ غَلْبتَ عليه الا يفَوّت لِوْطنه لَحَْظة تاريخية ، فهي لَحَْظة إغتِسَالِهِ بِمَاء الإعتراف عَلَي التَعدُدِ و الهَوّْية الوطنيّة . فلولاهٌ ما نَال جُنوب افريقيا الحُرّيةَ . فهو الآن أحد رمُوز البُطولة الوطنيّة رغْم إنّهُ كان أحد أسوأ نمَازِج التَشاَئم حَينَ يُمْتَطِي حُصاناً أسْوّد اللوُن عَليَ غَراَر (ذَبْح الثَوُر الأسْوّد ) تَرمِيزا للفَرْح ألّذيِ عَمّ و غِمَر بُيوت العُنْصريّة بَعْد إنفِصَال جُنوب السُودان .
و الحالة الثانية :- التَعنْت يُبْسِط سَيطْرته عليَ جميع الأطراَف الوطنية ، ليَقوُد الوْطن إليَ مُصاَف الدُوّل الفاشلة و تُصبِح وكَراً للفوُضيَ الخلّاقةِ ألِْتي تُندرِج تَحَتَ تصَنِيف مُهَدّد مِنْ مُهدّدات الأمْن الإقليميِ و الدَوّلي بِمعايير دولية تُحدِدها الأُمّم المُتّحدة و المُنظَمات الدوّلية ذات طبيعةِ حكومية ، فلذا يُكونَ العالم مضّطراً بوضعه تحت وصَاية دولية وَفْق الفَصْل السادس من مِيثاَق الأُمّم المُتحّدة مُتجَاوزاً كْل الُمبررات قَدْ ستأتي تحت مُسَمياَت مُختلفة و بذَرائِع وَهمّية مِنْها السيادة الوطنية و الحكومة الشريعية و غيرِها مِنْ الهُتَافات الخَوَاء ألتِي تَخْرجُ عَادةً مِنْ حَلاقِيم هَواةِ السُلْطة ألْذِين يِفْتقَدون الشريَعيِة بأحْد سبَبّيِن أمّا بَتَجاَوز القانُون الدوّليِ أوْ بِخرَق القانون الإنساني و حُرْمتِه .
فالحالةُ الثالثة :- وهّيَّ قريَبة للحالة الثانية ، إنْهَا تَخّندّق الأطراف الوطنية المسبّبة للأْزمة في جَوُف رَغبَاتِها تحت أغراض التصّفية ألتْي تَسعَي إليها نَفْس كٌل الطرف ضدّ الآخر مٌحاولةً وَضَع العالم في اَمر واقع ، قد ينجح أحدُهما في التَخّلص من الآخر مُؤقتاً ، و لكْن حَتّي الغالِب لا ينجو ، لأن الشعْب هو ألذي يَحسِم المعركة الفاصِلة بتصّفية الغالب يستخدم مُبرَر بقاء أسْباب الأزمْة و الُمخلّفات النَتِنةَ لأيّة حَرب شامِْلة ، هذه الظُروف لا تُحفّز ايّاً منهما من الأطراف بالبَقاءِ علَي السٌلطة.
نُلقِي الضَؤّ عليَ الخِيار الاوْل ألْذي فيه المُصالحة الوطنية عَبِْر الحوار الوطني . هذه الحالة سليمة و تُؤسًَسها عناصر الحوار الجيّد وهّيَ :-
وهو نوع من الحِوار الُمكْتمِل الأطراف نادراً جداً أنْ نجِده في العالم الثالث و خاصةً في المُنطقة العربية و شبه العربية . الا الذي جَريَ في التُونِسِ قد يَتمّيز ببعض المَعاييِر النزيهة نسّبياً و نبَوغ الرّوْح الوطنية العالية سَرْتَ فيه لتَغْلب مَزاجَ المُتَحاورين ، ممّا أوْصلَ الحَوار إلي النتائج قرْرت فيها مستقبل الدولة تَحتَ دستورٍ مُتوافق عليه الأغلبية . و كذلك الحوار اليمني جَريَ علي الأُسْس كانت مَتينة لكْنّه بنِسَب أقَلّ نزاهةً مِنْ الحوار التُونسي بحُكِم التَقاطُعات الطائِفية المذّهبِية أدّت لإجهاضِه قَبْل النَضُوج بَسَبّب تَسرّع التَدخُلات العسكرية من الطائِفة السُنّية بعاصِفتِها الحَزْم.
شَهْدَ العالمُ نَمُوذج الحوار في المُنْطقة العربية كتَجَربَة فَريدة لُممارسة الرأي و الرأي الآخر في المُجْتمَع لا يُؤمن إلّا بالكَهنُوت ، أقوال الشيوخ و الطاعة المُطْلقَة لَمَنْ يُسمّي بوَلِي الأمر الذي يتقّمّصُ بِلبَاس عُثْمان يَرفَعه كَشَعار للِجِهاد. الحوارات الوطنية في المنْطقة جاءت نتيِجةً للثُورَات الشعبية سُمِّيت بالرْبيع العربي التي آزالت بعْض الرمُوز الدكتاتورية في المنطقة ، لذلك تَوافَرت لَها بعض الخصائِص الحميدة إتسْمت بشئِ مِنْ الحِيادية و النَزاهة ووَفّرتْ الفُرصَ للوطن و المواطن عَبرَ العوامل التالية :-
بِهذه الخَطوات سيَنْهيِ أيّ حوار وطنْيِ حَقيِقِي رحْلتَه إلي مَرَسَي آمِنْ يَعِيد للوطن شَباَبه و يُحْطِمُ أشْواك الأزمْة الماضَية. بإلّقاء النظرة علي النموذَج الثاني و الثالث نَجِد وَجْهّة الشَبَه مَعْ الوَضْع السوداني الحالي الذي يجْمع كل العِلِل ، مِنْ العِنْتِ ، التَعْمّد علي تَعَْمِيق الجِراح ، غِياب الرٌؤية ،شَنّ قيادات الحَكُومة حَربَا علي القُوّة السياسية ، إزدِياد الشُروخ و إنكار الواقِع . فهذه الحالة تَشْبه حالة اليُوغسلافية التي أنْتهت بتَوزِيع الاْرض وتقَسيِمها إلي الدُوِيلات و تَقْطِيع أوصَال الشَْعب .
عادةً الثُورات كَدَوّاب تَحْمِلُ علي ظُهُورِها الدكتاتورين و الديمقراطيين فالإنِقاذ إحدَي هذه الدَوّاب جاءت بمُجموعِة مِنْ الدكتاتوريين ، اللَصُوص ، النَشّالة ، النصّابين ، المُحتالين . المُنَافقين و مَصَّاصِي الدِماء أستغلت مُسمّي الثُوّرة كَمَا جاءت علي لِسان الإنقَلاب و إخْتطاف الدوّلة و إمْكاناتها لِصالح مُشروع طُفيّليِ الذي حدْث و كذّب ، عاَهدَ و أخَلف و خَاصَم و فَجَر.
إنْ كانت الإنِقاذ ثوْرة ، فنَشْهد لَها بالشُذوُذ الثُورِي بِما مارَست مِنْ الموّبِقات التي أدْت إلي حَزِم ، رِزْم ، تقسيم و توزيع الوطن و الشعب و وَضْعهما في كَفّ العَفريت و صَاحبَْتها إرتِكاب أبْشّع جرائِم القَرِن الحَادِي و العَشرين ، هي جريمة الإبادة الجماعية و إستخدام الأسلحة المٌحْرَّمة .
فحاولت الإنقاذ تَغيَير جِلْدِها لِعَدّة مَرّات بتَنوُيِع الطُرق بِيّن تَزوَير الإنتخابات ، نَقْض المٌعاهَدات و تَزيِيف الحوارات التي سَمَاها بالوطنية جَعلتْ الشَعبَ يُصدّق الَمشانِق الرَحِيمة تُدورُ به في حَلقّات مُفرَّغة لا هيّ إنتخابات و لا هِيّ بالحوار .
ما أشْبه كَذْبة الكِنانة بدَوخة الوْثبة .
بهذه العملية يقوم الرئيس البشير بإغتِنام الفُرص إيهام و خَمّ الشعب بعمليات تَجْمِيل السُلْطة و غَسْلها عبَر تغيير جُلُود الإنقاذ البالية بأُخريَ جديدة. آحيّاناً يقوم برْسم خُرْطٍ علي حائِط الفراغ تحمل مُدْناً و مَحَطات وَهمَية تَشَْبه مَقاصَد المُسافرين علي مُتْن القِطارِ ( السودان ) الذي يَتّوليَ هو ( البشير ) قيادته . لا يَنكشِف لمُستخْدميِ هذه الوَسَيلة للسفر عبر خُطوُط أخطُبوطية إلّا بعد النزوُل ، يتَضْح لهم أنهم لم يسافروا بلّ شُبْهت لهم محطات صناعية ليَنزِلوا فيها و في مناطق ليست مَقاصِدهم ليجْد الجَمِيع قد خُدِعوا في الرُكوُب و النزوُل في محطة واحدة مع فارق الزمن . و يَتَجّليَ لهم أيضاً ، أنّ القطار لم يبرح مكانه بل ظَلْ في الدوران في حلقة تَشبَه لَعْبة الأطفال( تزّلْق النَفَق )و لكنّها ثابتة . هكذا تشرّنقت الانقاذ ، فتحولت الي يرّقة و ثم اكتملت لتُصبِح حشرة كاملة غذائها دماء الشعب السوداني .
في احد الايام لعام 2009 إستيقظ الشعب السوداني ليجد أمامه شاشة التلفزيون السوداني تُعْرِض فيها خِطاب لرئيسهم الذي بُثّ مباشر من داخل قاعة الصداقة ، مفاده أنّ الرئيس قرر إنهاء مُشكلة دارفور بإطلاقه المبادرة لأهل السودان طالباً المساعدة التي تُؤسَس الحلُول للمُشكلة السودانية بدارفور الي الأبد . فسَريَ توزيع الدعوات للشعب السوداني بمختلف مكوناته السياسية ، المدنية ، الشبابية ، المرأة و جنوب السودان حاضرةً بنائبها الاول و بكل حركته الشعبية.
ملأ املاً كل بيت سوداني بهذا الإعلان ، و لِسان حال الشارع يقول ان الرئيس قرر إنهاء المشكلة في دارفور بهذه المبادرة . فصدق الشعب السوداني و سُفراء الدوّل الأجنبية ليسارع الجميع بوفوده صُوب المدينة كنانة حيث يُقام المؤتمر ، بمُظهر خيّم فيه إقلاع الطائرات و ساد الشارع الرابط الخرطوم كنانة طولاً و عرضاً بمشاهد من زحام السيارات الفارهة . بهذا بدأت الإجتماعات بعد إفتتاحها بكلمة البشير تعْهد بها قبول كل مخرجات أهل السودان في شأن دارفور ، فعقبته هتافات ، تكبيرات ، تهليلات ، وايييييي و تصفّيق لتَعكسُ القاعة هي أُخري صَدَي َذلك الدَوِيِ .
في الجلسات الإجرائية ، حُددت القضايا التي يتم مناقشاتها لتَنبَثٍق مِنها اللِجان وأهمها لجنة لتحديد الوَضْع الإداري لدارفور التي رأسها نائب رئيس الجمهورية آنذاك علي عثمان محمد طه ، و الموضوع كان من أكثر الموضوعات مثيراً للنقاش إذّ أستغرّق وقْتاً حتي أدَلي الجميع بدَلُوهم فكان الإتفاق علي إصدار قرار لجَعْلها إداريّا إقليم ، لو لا الإنحراف الذي جاء بصَوت إعلان الإبادة الجماعية دشّنه الجنرال آدم حامد موسي مُزّهلاً أهل السودان الذين كانوا في القاعة :-
"صوت البشير علي لِسان آدم حامد موسي "
في جلسةٍ مِسائية و الحوارات تَجِريِ بطريقة سَلْسَة حيث قرر أهلُ السودان جميعهم بمبدأ إعطاء دارفور إقليم بإختلافات طَفيفِة في الاّراء ، حيث بعض الاّراء تَرمِي إلي سَرِيان هذا في كل أقاليم السودان و ليس من العدل أنْ يُقتصِر علي دارفور فقط .
في هذه الأثناء أسمع الجنرال آدم حامد موسي صوته الرافِض للمُقترح بطَرِيقتِه المُسنودة مُهدّداً المَلأ بقوله لو صُدِرَ آيّ قرار بهذا المُضمون سنُلقّن دُروسَاً مِنْ الإبادة الجماعية لأهل دارفور و زاد يقول ( أنتم ما تعرفوا الإبادة الجماعية لَكْن و الله تشوفوها بعيونكم لو نُفِذ مُقترح الإقليم لدارفور ) ، فتدخل علي عثمان بُغْيةً إيقافه بل و طلب منه سحب التصريح ، إلاّ انه أصّرّ و أكّد أنه جاد و يعني بما يقول ، كان في القاعة حضوراً دبلوماسياً كبيراً فاضّطر السفير الامريكي آنذاك ألبرتو فرنانديس يعقد مؤتمراً صحفياً ليُدين هذا التصَريح .
أثنْي عبدالله علي مسار مُقترح آدم حامد موسي بعدم إعطاء دارفور وضع إقليم ، و لكْنّه تراجع بعد بضع ثوانِ ليقول أنا مع أهل السودان طالما الإقليم أصبح رأيهم ، لكني أرْفُض أنْ يُحكَم الإقليم بالمُتَمرد . بهذا تَمّ قبول الوضع الإداري لدارفور بإنشاء أقليم واحد تأتي الولايات تحته ثم المحليات كمستوى إداري ثالث من كل اهل السودان الذين كانوا في كنانة ، إنْ صَحّ تعبيِر ( أهل السودان )0 بمقابل الصوت الواحد الرافض . المقترح تَصّدر قائمة مخرجات كنانة و السرور يبدو في نفوس المؤتمرين أعتقدوا لأنْفسِهم نَجاح في تحقيق أكبر حُلْم لأهل السودان هو تجاوز أحد أكبر خلافات أهل دارفور مع المرْكَز0
لكن العجب إنّ الرئيس قام بتشكيل اللجنة من الشخصيات المشبوهة يتظاهرون بحبهم لدارفور تحت عِنوان تنفيذ مُخرجات كنانة و أهم ما قامت به اللجّنة هو تقديم توصية بتفكيك دارفور عبر إنشاء ولايات أُخري علي اساس قبلي بما يعني صوت القَيصّر الصادر من آدم حامد موسي قد غَلبَ الرُوُم . بل و فاز الجنرال بنَيّلِه رئاسة مجلس الولايات تَحفِيزا لإصراره بارتكاب الإبادة الجماعية الُمغلّظة .
هذ السَرْد ذو الصبغة التاريخية يعكس حقيقة كذبة الوثبة التي لا تأتي بالجديد ، إنما تشبه الجعجة و الزغاريد في زفة للعريس يخفي جثة عروسته المقتولة قتلتها يداه .
أوجه الشبه و الإختلاف بين وثبة قاعة الصداقة و كنانة ، شكلاً و جوهر .
الوثبة و مبادرة أهل السودان كليهما من إنتاج ذات العقل الإنقاذي ، و قُصِدت منهما تَدويِخ الشعب و بحث عن السُبل لتخفيف الضغوط الدولية و المحلية عليه بتحوير القضية و الإستمرار علي الفساد و الإبادة و يبقي الحال كما هو .
الدعوة مقدمة للجميع بحملها العناوين و اليافطات شملت كل أهل السودان كما رسم لها الموتمر الوطني و لكن أقتصر الحضور للمستفيدين من النظام فقط ،مع المفارقة الطفيفة في كنانة . هي عزوف المؤتمر الشعبي أدي الي إختلاف في خطاب الإفتتاح يحمل كلمات اكثر وضوحاً بما خلا من المفردات الغامضة مثل الناس و كل الناس . مما يؤكد إنّها كُتَبت بأيدي أُخري غير أنامل الشيخ .
القضايا التي وُضِْعت علي طاولة المبادرتين لم تختلف فيها رُؤيَ الحلول مع الفرق في المشاركين ، مما جمعت قاعة الصداقة اللَاهثِينَ بأنواعه الكلاسيكية و الحديثة و ما حملتها التكنولوجيا الواتساب من الظواهر الصوتية لأُنثي الأنوفلس اللاسعة ذات اللسان الجارح و حاملي الفيروس زِيِكَا و المهرّول و المغرّبل . آما كنانة كان بزخم محدود و إجراءات صحية فيها أكثر أمْناً و ضبطاً نسبياً حيت لم تقتحمها الخلايا الطفيلية المسرْطنة لمحدودية الغرض.
الفترة الزمنية إلتي أستغرقت بها الكنانة لا تتجاوز أسبوع تمام ، بمقارنة بقاعة الصداقة أستمرت لمدة سنتين كاملتين ، إلا إنّ إختلاف المخرجات بفارق ضئيل بما يحملها عقل النظام من البراعة الهندسية في التزييف. بهذا يتسائل المراقب بسوأل، لماذا استغرقت وثبة القاعة وقتا طويلا في المخاض لم يلد سوي فارا ؟.
بهذه المقارنة أعلاها نجد قاعة الصداقة لم تقم و لم تقعد إنما تظاهر الحزب الحاكم بإنهاء الأزمة و انتهت التظاهرة بتجميل الجلد الرئاسي و إمتصاص بعض الضغوط الدولية بصفة مؤقتة ، اما ما لم تنتهي هي قائمة القضايا الوطنية هي بمثابة مطالب الشعب . بل تزداد كلما تقدم عمر النظام ، تفضح و تكذّب محاولات النطام لتفريغ الشحن الشعبية بإضافة الوعي المجتمعي .
شعبياً الصبر قد نَفَد و النظام أيضا نَفَد ما له من الفرص و الحيّل و القُدْرة علي إنتاج الخدعة .
لذلك ، لا يبقي أمامه سوي إختياره آحد آمرّين:-
فهذا أسوأ سيناريوهات يعيه أهل السودان و لكن قد يُضْطر الوقوع اليه بعدم إمتلاك النظام للاُذن الصاغية تجعله يتحمل بما صنعت يداه. إنّي اري شجرا تسير بعد خروج الموتمر الوطني بمخرجات ما سُميَ بالحوار الوطني زيفا ، حملت هذه محاولة تصنيع الرجل الواحد يسعي لإبعاد حِزبِه قبل المعارضة و من ثم حشد كلاب النباح حوله ليفترس بهم علي المعارضة .
ذلك عَدّ تنازلي واضح للنظام الذي لم يُدرك حتّي الآن بأنْ مُعارضَته بِشَتّي أنواعِها تُشّكْل جُزءاً مِنْ النظام العالمي الجديد (new international order ) و لها دوُر تلعبه في نسيج العلاقات الدولية . بهذا الغباء ، يَجَد نفْسه مَعْزُولاً لا يقف أمامه سوي خياران صَعبان . أهوّنهما تسديد كرة اللهب علي مرماه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.