يعاني آلاف النازحين في منطقة (أبو كرشولا) بجنوب كردفان من أوضاع إنسانية حرجة ويحتاجون لمساعدات عاجلة وفقا لتقارير بعثة مشتركة بين الوكالات قامت بتقييم احتاجات المواطنبن الذين فروا من المعارك منذ ثلاث سنوات. وتعرضت المنطقة في عام 2013 للعنف المتبادل بين الجبهة الثورية والجيش الحكومي حيث استولت عليها (الجبهة) ثم استعادها (الجيش) بعد ذلك وطوال تلك الفترة تشرد الأهالي في مرات عديدة نتيجة لتكرر الهجمات من الطرفين. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن حوالي أكثر من سبعة ألف نازح في حاجة شديدة للمساعدات بعد أن فروا من ديارهم لمرات عديدة منذ تفجر الأحداث وذلك وفقا لتقارير مشتركة بين مفوضية العون الأنساني وهي جهة حكومية ،والمنظمة الدولية للهجرة. وقال مكتب الأممالمتحدة (أوتشا) إن البعثة المشتركة زارت في منتصف الشهر الماضي 12قرية إضافة لمدينة أبو كرشولا ليتبيّن وجود أكثر من أربعة ألاف نازح في حاجة لمساعدات إنسانية عاجلة،مضيفا أن البعثة لم تتمكن من الوصول لكثير من النازحين نسبة لإنتشارهم وتفرقهم في مناطق بعيدة،لكن المكتب رجّح فرضية حاجتهم الشديدة للمساعدات. وتجدر الإشارة إلى أن المنحة العامة للاحتياجات الإنسانية لهذا العام أشارت لوجود أربعة وثمانين ألف نازح في ولاية جنوب كردفان يحتاجون للإعانة في مختلف جوانب حياتهم.وتستعد منظمات الإغاثة لتلبية احتياجات أكثر من سبعة ألاف شخص يشكلون مئة وستة أسرة وتحتاج المساعدات الإنسانية المختلفة لهذا العام لحوالي 425مليون دولار تم استلام 45% منها . وقالت أوتشا إن المساعدات تشمل توزيع حصص المواد الغذائية ،إجراء فحوصات طبية لمعرفة مستوى سوء التغذية ،إرسال الأدوية والمغذيات الدقيقة ،توفير معينات الشتاء التي تتكون من الأسّرة والبطانيات وأدوات المطبخ وقالت وزارة الرعاية الاجتماعية إنها قامت بتزويد 10% من السكان بخدمة التأمين الصحي،ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أدوية محدودة تتوفر في بعض المراكز الصحية. ولمقابلة الأوضاع الإنسانية والصحية في المنطقة،تمت التوصية بضرورة إرسال معدات طبية وأدوية للعيادات من قبل وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية وتوفير عيادات متنقلة لتطعيم الأهالي وتأهيل مصادر المياه وبناء المزيد من المنشآت الصحية في مناطق كثافة النازحين إضافة لإرسال لوازم تعليمية للمدارس مع اطلاق برامج التغذية المدرسية وتشجيع الأهالي لإلحاق أطفالهم بالمدارس . ونسبة لمعاناة المواطنين من العنف بشتى أنواعه،أنشأت وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي مجموعة عمل خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي وذلك لرفع مستوى الوعي بشأن حماية الأسرة خاصة النساء والأطفال وإعادة تأهليهم نفسيا واجتماعيا. وتقع أبو كرشولا في المناطق التي تعاني من الحرب بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية ضمن حزام جنوب كردفان وفشلت المباحثات التي تقودها الوساطة الإفريقية بخصوص توصيل الإغاثة لتلك المناطق و تتعلق الخلافات الأخيرة بإيجاد معادلة بين السيادة الوطنية وتوصيل المساعدات من الخارج،و تتمثل نقاط الخلاف في إيجاد معادلة بين السيادة الوطنية التي تصر عليها الحكومة السودانية وتوصيل المساعدات من الخارج وفقا لرؤية الحركة الشعبية. وبحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية فقد شددت مجموعة من أبناء جبال النوبة على ضرورة إرسال المساعدات للمواطنين الموجودين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية من خلال مبادرات صندوق دعم السلام بجنوب كردفان وذلك عبر المطارات والموانيء السودانية فقط. وتشير تقارير أممية إلى أن عدد النازحين في السودان بلغ حتى نهاية العام الماضي لأكثر من ثلاثة ملايين نازح معظمهم في ولايات دارفور التي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليوني نازح ويبلغ عدد المواطنين الذين يعانون من سوء التغذية الشامل 2.1مليون نازح. ويعاني السودان رغم ظروفه الاقتصادية والإنسانية الصعبة من ضغط كبير بسبب وصول لاجئي دولة جنوب السودان التي تعاني من عنف مسلح ونقص كبير في الغذاءويقع العبء الأكبر على ولايات دارفور وكردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان وتزداد الأمور سوءا باستمرار تدفق اللاجئين الجنوبيين.