اعتدت قوات الدعم السريع – مليشيا الجنجويد الملحقة بجهاز الأمن – على المواطنين ونهبت أموالهم وممتلكاتهم بمنطقة القطينة بولاية النيل الأبيض ، ما أدى إلى إصابة (15) من المواطنين بإصابات بالغة ، ومقتل (5) من المليشيات واستشهاد رقيب بالقوات المسلحة بعد تدخلها لحماية المواطنين. وأكد شهود من أبناء المنطقة أن قوات ما يسمى ب (الدعم السريع) بدأت اعتداءاتها على المواطنين مساء الأربعاء الماضي 16 نوفمبر حيث تحرشت بالنساء ونهبت الأموال والممتلكات والهواتف وبعض المحال التجارية. وأضاف الشهود أن المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم ونجدة جيرانهم تعرضوا لاعتداءات وحشية نقلوا على إثرها إلى مستشفى المدينة وتم تحويل بعضهم إلى مستشفيات الخرطوم لخطورة الحالة. واستدعت الفوضى التي خلفتها المليشيات بالمدينة تدخل قوات من الجيش ، حيث تتمركز الكتيبة (22) مشاة ، وفتحت المليشيات النار على قوة الجيش التي ردت عليهم بالمثل ، واستخدمت أسلحة الدوشكا في المواجهات ، واستطاعت قوة الجيش فرض سيطرتها بعد مواجهات استغرقت وقتا طويلاً بعد أن احتمت عناصر المليشيات بالمواطنين في أحياء المدينة ، وأسفرت المواجهات عن مقتل (5) من عناصر المليشيات وأستشهاد رقيب بالقوات المسلحة يدعى حماد يونس بليل ، وسقط عشرات الجرحى بين الطرفين. وقال أحد أبناء المنطقة ل (حريات) أن الجناة كانوا ملثمين يتبعون لقوات (حميدتي) وقدموا إلى القطينة من مدينة الضعين ، حيث يقيمون بمعسكر (عيسى بشارة) – مقر قوات الدفاع الشعبي – بأطراف المدينة ، مضيفاً بان أشكالهم أقرب لقطاع الطرق منهم إلى أي قوات تتبع لجهات نظامية . وتساءل المواطن عن سبب وجود مليشيات تقول الحكومة إنها لحراسة الحدود في مدينة وسطية . وحمّل المواطن مسؤولية الحوادث التي تقوم بها هذه المليشيات لجهاز الأمن قائلاً ( جهاز أمن مسؤوليته انفراط عقد الأمن ؟ و يا قلبي لا تحزن) . ولم يصدر حتى الآن توضيح من جهاز الأمن الذي يتبنى هذه المليشيات كما جرت العادة بعد كل حادثة سطو أو اعتداء يقوم بها أفراد هذه المليشيا. وسبق ووثقت منظمات حقوقية عديدة لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبتها مليشيات الدعم السريع في دارفور وجنوب كردفان . وتشكل جرائم مليشيات (الدعم السريع) الأخيرة في المدن صورة مصغرة لما يجرى في مناطق الهامش من جرائم جسيمة وواسعة النطاق.