قطعت قوات الدعم السريع – مليشيا الجنجويد الملحقة بجهاز الأمن – طريق التحدى ، واعتدت على المواطنين ونهبت أموالهم وممتلكاتهم ، بمنطقة الجيلى شمال العاصمة ، ظهر السبت 5 سبتمبر. وأكد شهود عيان من ابناء المنطقة ان قوات الدعم السريع نهبت المحال التجارية وأوقفت البصات السفرية والعربات الخاصة ونهبت الاموال والممتلكات والتلفونات ، بل ونهبوا (بزة) رضاعة لطفل صغير من حقيبة والدته ! واضاف الشهود ان المواطنين الذين قاوموا البلطجة والنهب تعرضوا لاعتداءات وحشية ، من بينهم جعفر محمد الامين (أدروب) الذي رفض التخلى عن موبايله فأعتدوا عليه بالضرب باعقاب البنادق ولم يتركوه الا فاقداً للوعى ، لينقل بعدها الى مستشفى (البراحة) ببحرى . وحين حاول المواطنون الاحتماء بالشرطة رد عليهم عناصر شرطة هاشم عثمان (نعمل ليكم شنو ؟) . واعترف جهاز الأمن فى بيان خجول بالواقعة مورداً ان عناصر قوات الدعم السريع (…قاموا بالخروج من المعسكر وتعويق حركة السير بشارع التحدى والاتيان ببعض التصرفات غير المسؤولة فى مواجهة بعض المواطنين ومستخدمى الطريق وذلك احتجاجاً على تأخير صرف مخصصاتهم المالية …). ولكنه أكد ان (الحادث لن تؤثر على مسيرة قوات الدعم السريع واسهامها المشهود..). فى (تأمين الوطن) و(قطع دابر التمرد) ، بما يعنى ان جرائم الدعم السريع ستظل مسموحاً بها تجاه اهل الهامش أو فى مواجهة التحركات الجماهيرية ، كما حدث ابان هبة سبتمبر ، حين اطلقت عناصر جهاز الأمن والامن الشعبى والدعم السريع الذخيرة الحية على المتظاهرين مما أدى الى استشهاد ما لايقل عن (220) شهيداً ، غالبهم من الشباب وتلاميذ المدارس . وسبق ووثقت منظمات حقوقية عديدة ارتكاب مليشيات الدعم السريع جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى دارفور وجنوب كردفان . وتشكل جرائم الدعم السريع فى المدن صورة مصغرة مما يجرى فى مناطق الهامش من جرائم جسيمة وواسعة النطاق .