جرت العادة لدي احدي القبائل الافريقية ان تجعل من الموت طقوس خاصة ومناسبة مشهودة تمزج بين التحدي ومخاطبة الجسد الخاوي والاصرار علي البقاء … اذ انه عندما يتوفي احدهم يوضع جثمانه علي كرسي ويتم اجلاسه في وضعية الحي ، ثم يُقدم له كأس بها خمر وحين تقديم الكأس يترك الرأس دون اسناد لميل جانبا ، وبعدها يصفق الحضور ويقهقون كأنهم يقولون ما الذي داك ؟ الم تكن بالامس تتغذي بها تارة وتنتشهي بها تارة اخري … ثم بعد ذلك تنطلق احتفالية قرع الطبول والتي تستمر لايام ثلاث والتي فيها تفتح الافخاذ علي مصارعها وترتفع اسهم التخصيب تعويضا للميت عبر ظاهرة التناسل العشوائي … النظام الذي يجلس علي كرسي الموتي من مدة ليست بالقصيرة يصر اتباعه المتزلفين ان يقدموا له كأسا تلو اخري حتي وان فاح الجسد واعلن انه ميت وجالس في عالم الاموات .. اخرجوا كأس فصل الجنوب وسخروا لذلك الخال الرئاسي من خلال صحيفته الغافلة حقاً والمنتبهة زورا ، وروجوا ان ذهاب الجنوب يعني دعة العيش وراحة البال والعودة للحياة ، ولكن ظل الجسد هامدا وضاق الحال علي ضيقه … ثم عندما ذهب البترول مع الجنوب المنفصل تحدثوا عن نهضة زراعية انتهت بمسلسل التقاوي المضروبة واعلنت عن خيبتها ولم تحصد ما يساوي الضجيج الاعلامي التي بشر بها وتغني لها … ثم عمدوا الي كأس التعدين العشوائي رهانا اخر لضخ الروح في جسد الاقتصاد المتهاوي ، فتهاوي هو ايضا حين طالته يد مافيا النظام وعصابة اشقاء الرئيس .. ومن ثم انعطفوا انعطافا حادا مع الاحداث الاقليمية في المنطقة ودخلوا بيت الطاعة من اوسع ابوابه طمعا في المعونة وضخ النقد وايضا ذلك لم يجدي نفعا ، اذ من المستحيل ان ينهض اقتصاد دولة علي التسول في موائد الدول الاخري ..ومن بعد اوحي لهم شيطانهم بكأس اخري هي ان حسم التمرد والحركات المسلحة يعني عودة كل شي ، ولكي يهزموا التمرد ويقطعوا دابر الحركات المسلحة فتحوا الباب لفوضي التجيش وصارت قوات الجنجويد ومليشات المترزق اللواء فنشك حميدتي ذات كعب يعلو علي القوات المسلحة ، تمتلك احدث الاسلحة ، وترفل في نعيم الصرف البذخي والميزانيات المفتوحة ، ليدخل النظام بذلك نفسه في ورطة يصعب الفكاك منها والسيطرة عليها …وايضا لم يزل جسد النظام هامدا لا يستجيب للكؤس المتوالية رغم ضجيج من حوله ومعارك التعويض .. واخيرا فتحوا نافذة حوار الوثبة والذي سرعات ما تحولت توصياته الي مجرد كذبة عندما عمدوا الي تجريد التوصيات من مضمونها تكريسا للصلاحيات في قبضة النظام واعلانا بان الرئيس لا عهد له وان كفة صقور اعادة منتجة الانقاذ هي الراجحة ، وان المتريس حقا متتيس …. النظام الذي ظل يجلس ميتا لديه فرصة اخيرة للهبوط من تلة السلطة بهدؤ وروية وتسليم السلطة للشعب ، قبل ان يتهاوي من خلال بوابة الانهيار الاقتصادي او يدفع بيد الشعب دفعا يسقطه ارضا ، وعندها ستظل الابواب مشرعة لكافة الاحتمالات ، اذ لا يستبعد ان يتدخل النظام بعنفه المعهود عبر ايادي المرتزقة وقطعا لن يصمت الجيش علي اي ممارسات قد ترتكبها قوات اللوء فنشك حميدتي … هذا الميت النظام او النظام الميت لن تجدي معه كافة كؤس رد الروح ، وعلي القائمين علي جثمانه ان يسارعوا بدفنه وحده وينفضوا ويتركوا الشعب ليقرر مصيره ويشق طريقه ، ومهما كان القادم فانه لن يكون باي من الاحوال بمعشار سوء هذا النظام الذي بلغ في الفشل نقطة اللارجعة … قوموا لاسقاط النظام يرحمكم الله …