وزير الصحة الاتحادي بحر أدريس أبوقردة قال في تصريحات صحفية إن إصابة (180) طالباً من خلوة (عد بابكر) كان بسبب الاسهالات المائية، أبوقردة طمأن الرأي العام بأن أوضاع طلاب الخلوة مستقرة بعد خضوعهم للعلاج في مستشفيات البان جديد وأحمد قاسم والتميز، مؤكداً أن الأوضاع تحت السيطرة، مامون حميدة وزير الصحة الولائي كان قد أفاد بأن الطلاب أصيبوا بتسمم غذائي، بسبب طعام ملوث تم احضاره للخلوة من أحد بيوت المناسبات القريبة، وهو سبب الاسهالات وسط طلاب الخلوة!، هذا التصريح فوق أنه غير صحيح، وربما اشتمل على تضليل مقصود، لأن نفس المعلومات والتحليلات التي أستند عليها مامون هي ذاتها التي استندت عليها تصريحات أبوقردة، ولعلها مقصودة لأن المستشفيات التي تلقوا فيها العلاج تابعة للسيد مامون حميدة، و بذلك يستغرب أنه يعلن أسباباً غير صحيحة لحقيقة الاسهالات المائية التي أصابت طلاب الخلوة، مع استبعاد أن يكون سيادته غير مطلع على حقيقة التشخيص والعلاج الذي تم وانقذ حياة (180) شخصاً في مستشفيات تابعة لوزارته، وفي الحالتين فان السيد مامون عليه تحمل مسؤوليه تصريحاته الغير صحيحة، فهو إن كان يعلم بحقيقة ما جرى وصرح بغيره فهو كاذب، وإن كان لا يعلم فهو مدعي وغير أهل للمسئولية، مدللاً المرة بعد الأخرى انه يستخف بالرأي العام و لا يكترث للجهات التنفيذية و الرقابية التى كلفته بالوزارة، فهو كلما تكاثرت عليه النصال، مد لسانه مذكراً بان جهات عليا في الحكومة تدعمه، ما أتاه السيد مامون يستحق المساءلة والمحاسبة. أما الأسوأ من كل ذلك فهو ادعاء مامون بأن التسمم حدث بسبب تناول الطلاب لطعام من أحد بيوت المناسبات، هذا إطلاق للقول على عواهنه، ويسبب الاذى لأهل المناسبة ويشين سمعتهم، ويتعدى أثر هذه التصريحات الى الاضرار بالخلاوى وداخليات الطلاب والطالبات اللذين يشاركهم المجتمع من حولهم في فضل الزاد، وفي أيادي فاعلي الخير اللذين يقدمون الطعام لمحتاجيه و غيرهم، خاصة عندما يقدمون صدقة أو حتى (اللقيمات والبليلة). مثل هذه التصريحات الغير مسؤولة تحبط مبادرات خيرية عديدة، مخافة أتهامهم بتقديم الطعام، أو الشراب الملوث، أو يدعى عليهم ذلك، كما قال السيد مامون، جاء في الحديث (أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار) فقال: حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني، قال: حدثنا يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد، قال: قال أبو الدرداء يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟، قال:( قد يكون ذلك)، قال: فهل يزني المؤمن ؟ قال :(بلى، وإن كره)، قال: هل يكذب المؤمن؟ قال: (إنما يفتري الكذب من لا يؤمن)، إن العبد يزل الزلة ثم يرجع إلى ربه فيتوب، فيتوب الله عليه. إننا نبتهل الى الله أن يمن على مامون بالتوبة، و أن يغفر له ما اقترفت يداه في صحة المواطنين، وهذا بالطبع يستلزم اعترافاً بالذنب من مامون، السيد مامون مطالب بالإعتذار للرأي العام و لطلاب و أهالي منطقة عد بابكر. الجريدة