تواصل اسر شهداء مجزرة بورتسودان استعداداتها لاحياء ذكري شهداء مجزرة 29 يناير, كما هوعهدها كل عام. في ذلك اليوم المشؤوم سارت جماهير البجا في موكب ضخم متجها لمكتب الوالي في شكل سلمي حضاري, يحمل عريضة تطالب بالتفاوض السلمي مع قيادة مؤتمر البجا الكفاح المسلح بارتريا لوضع حد للحرب ولمشاكل الشرق, وتطالب بحق العمل ووضع حد للتهميش والاذلال وبالخبز. بينما كان الموكب يسير في شكله السلمي كما كان مخططا له, فوجئت الجماهير بحضور عربات عسكرية مجنزرة تحمل جنودا في لبس ميداني يحملون الاسلحة الثقيلة. وفجأة دون سابق انذار فتحت النيران علي الجماهير وتم تصفية ارواح 23 شهيدا واصابة المئات اصابات جسيمة. والقتلة لا زالوا طلقاء. الا ان الجهود المضنية التي بذلتها اسرالشهداء, التي استمرت لاكثر من عشرة سنوات, ادت اخيرا الي استصدار قرار من المحكمة الدستورية بفتح بلاغات ضد جناة تورطوا فى مقتل (23) مواطن اشتركوا في تلك المظاهرة السلمية. التحية والاجلال للمحامين الديموقراطيين الذي ثابروا وعملوا بعناد لتأخذ العدالة مجراها, رغم ما يتعرضون له هم انفسهم من اعتقالات ومراقبات ومضايقات. التحية والتقدير للاستاذة نجلاء محمد علي والاستاذ رفعت عثمان مكاوي والاستاذ حميد امام محمد والاستاذ محمد ابراهيم عبد الله وكل زملائهم الذين شاركوا في متابعة القضية حتي كللت مجهوداتهم بالقرار التاريخي الداعي لفتح بلاغات ضد القتلة. الاصرار البطولي لاسر الشهداء علي متابعة القضية حتي تقديم الجناة للمحاكمة يستحق التحية والاجلال فقد ظلوا ممسكين بالنار وقالوا في ثبات انهم لن يبيعوا القضية, ولن يساوموا في دماء الشهداء. التحية والتقدير للابطال حسين حسان, ابراهيم عمر, ابراهيم بلية, كرار عسكر, محمد كرار, ومحمد محمود وكل قيادات مؤتمر البجا التي ظلت ثابتة علي مبادئها لا تهادن ولا تساوم, رغم الاعتقالات والارهاب والتعذيب و المحكمات الجائرة. في احياء تلك الذكري تشارك جماهير الشرق بمختلف كياناتها السياسية ومنظمات الطلاب والشباب ومسرحي قوات مؤتمر البجا. يتوقع ان تقدم جماهير البجا والمغتربون واهل الشرق والكيانات السياسية دعمها لانجاح هذه الذكري.