نبدأ بتهنئة كل التلميذات والتلاميذ الذين اجتازوا مرحلة الاساس وانتقلوا الى مرحلة جديدة في حياتهم الدراسية والاجتماعية و التهنئة موصولة للاباء والامهات خاصة ولاولياء الامور والمعلمات والمعلمين الذين اسهموا في هذا الانجاز التربوي الاهم في حياة ابنائنا وبناتنا. لاننسى ايضا كل الذين لم يحالفهم التوفيق في هذه المرة لأن يستعدوا من جديد بجدية واهتمام وعزيمة اكبر والا يستسلموا لليأس فالحياة لا تتوقف عند محطة واحدة وانما هي سلسلة من الفرص التي لا بد من اغتنامها وتجاوزها للانتقال للمرحلة الاخرى بلا كلل ولا ملل وهذا يلقي مسؤولية اكبر على الاباء والامهات واولياء الامورتجاه هؤلاء والاخذ بيدهم وعدم تركهم فريسة للاحباط والقنوط واليأس. *طبيعي ان تحتفل الاسر بالناجحين والمتفوقين خاصة ولكن الاحتفال وحده لايكفي رغم اهميته المعنوية لتحفيزهم نحو المزيد من النجاح والتفوق وانما لابد من اعدادهم للمرحلة الدراسية والاجتماعية الجديدة التي لا تقل اهمية عن مرحلة الاساس التي اجتازوها خاصة وانها المرحلة الانتقالية قبل الالتحاق بالجامعات والعاهد العليا. ان ابناءنا وبناتنا يستحقون كل التقديرعلى ما انجزوه لانهم اجتهدوا وسط ظروف صعبة تعليميا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا رغم كل المعينات التي توفرت لبعضهم علما بان بعض هذه المعينات اذا لم يُحسن استخدامها فانها يمكن ان تأتي بنتائج عكسية, وعلى الذين تجاوزوا مرحلة الاساس ان يدركوا بانفسهم مضار تمضية الوقت امام مدخلات التقنية الحديثة في الالعاب والافلام وعلى الاخص افلام العنف. انه لمن المؤسف ان الحياة الاجتماعية والاقتصادية لم تعد كما كانت حيث الحوش الكبير والاسر الكبيرة بعد ان تقطعت الحيشان والاسر الى جخانين واسر صغيرة منغلقة على نفسها اللهم الا في المناسبات والاعياد متى ما تيسر ذلك فضعفت العلاقات الاجتماعية والاسرية واتسعت الشقة حتى بين الاهل والجيران, والحياة السوية تتطلب درجة مهمة من التواصل الحميم على الاقل عائليا لتنمية قدرات الصغار ومداركهم عبر الاحتكاك الايجابي مع الاخرين تحت مظلة الرعاية الاسرية الاكثر اهمية في هذه المرحلة الانتقالية في حياة فلذات اكبادنا. نعلم ان الحياة تعقدت و باتت المهددات الاخلاقية اكثرالا ان الاحتكاك الاجتماعي تحت الرعاية والمتابعة الاسرية مهم جدا وهناك ساحات متاحة للاسر للخروج مع الابناء والبنات اضافة للزيارات العائلية والجيرن بذات المتابعة المهمة لتدارك المهددات الماثلة والكامنة. دعوا شباب المستقبل يخرج من الغرف والبيوت المغلقة الى رحاب المجتمع المحيط للدخول في معترك الحياة على هدى وبصيرة مع امنياتنا لهم جميعا بدوام النجاح والتوفيق في حياتهم ومستقبل ايامهم.