في منطقة عدار، غربي الجنينة في ولاية غرب دارفور…مسلحون ملثمون يهاجمون سكناً لمعلمات، ثم يقتادوا معلمتيْن إلى مكان غير معلوم. ذلك تحت تهديد السلاح ويعتدون عليهن جنسياً، ثم بعد انتهاء الفعل الشنيع، يقومون بإعادتهن إلى مقر سكنهن مرة أخرى…يا لأخلاق هؤلاء المغتصبين…لم يرموهن في الطريق، بل أوصلوهن إلى سكنهن في أمن وأمان!! السلطات ألقت القبض على المتهمين، ويجري التحقيق في القضية، لكن بعضا من هذه السلطات الرسمية، اعتادت أن ( تلبس طاقية) كل فعل شنيع، إن كان فعلها أو غير فعلها… وزيرة التربية والتعليم بالولاية، نفت وقوع الاغتصاب على المعلمتيْن، وذهبت إلى أن ما حدث هو تحرش جنسي وليس اغتصابا.!! هل القضية في مستوى ودرجة الفعل، إن كان تحرشا أو اغتصابا، أم في الفعل نفسه..هب أنه تحرش جنسي وليس اغتصابا، فما المطلوب ؟ اعتذار للمعتدين ورد شرف لهم.!! الاستهانة بمثل هذه الجرائم، لا تعبر فقط عن ازدرائنا لحقوق الإنسان، بل تطعن في أخلاقنا وشرفنا جميعاً…مجرد مسامحة من يقوم بمثل هذا الفعل، هو مباركة الفعل ومنحه الأمان ليقوم بأشنع منه.! الدول التي تحتكم إلى الأخلاق قبل القانون، تردع مرتكبي الاعتداءات والانتهاكات الجنسية بأقسى أنواع العقاب، لأنها جريمة تقع على ضحية، يترتب عليها وضع نفسي واجتماعي أقسى من ذاك الواقع على قاتل. أمس، حكمت محكمة سنغافورية على دبلوماسي سعودي بالضرب بالعصا أربع مرات والسجن لأكثر من 26 شهراً.. جريمة الدبلوماسي أنه تحرش بمتدربة في فندق، كان الدبلوماسي يقضي فيه عطلته. نهاية 2014م، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية الإلكترونية، معلومات بشأن اغتصاب 200 سيدة في منطقة تابت، شمال دارفور على أيدي قوات حكومية، دون تحديد هوية هذه القوات. القضية، تم تداولها على نطاق واسع، إلى أن وصلت الأممالمتحدة، بينما السلطات الرسمية التزمت الصمت الفاضح. السلطات، إن كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية لم تتكرم –وقتها- بتوضيح الحقائق، لم تنفِ ولم تؤكد، بل جعلت القضية عائمة، والصمت في مثل هذه الحالات يميل باتجاه التأكيد. ما فعلته هذه السلطات وقتذاك، أنها منعت الفريق الأممي الذي يتبع لقوات حفظ السلام بدارفور "يوناميد" من دخول المنطقة للتحقق من صحة المعلومات التي عُزِّزت بتسجيلات صوتية. الآن، قضية عدار خرجت عبر الإعلام وخرجت السلطات الرسمية لتوضح ما ينبغي أن يكون.. أن تتحول قضية اغتصاب معلمتيْن إلى قضية محورية تُنهي مشهد الاغتصابات المتكررة في دارفور التي ارتسمت صورتها الذهنية لدى العالم بالاغتصابات أكثر من العمليات العسكرية . التيار