ها أنت ذا تخرج من غيهب السجن يا منعم عمر الدقير من رأوكَ بعد الخروج لاحظوا بإشفاق ضموراً بائناً في جسدك، لكنهم ربما لا يعلمون أنك قلت في إحدى قصائدك: "تجاوزنا ضمورَ الجسدِ بامتلاءِ الروحِ والنفسِ العميقْ" نعم .. الإرادة لا ترتهن للأجساد، بقدر ما هي إفراز روحٍ باسلة. لم يُغيِّبْكٓ السِّجنُ عنا، لأنك لستَ مقيماً في ذاتك .. كنت بيننا لأنك، غير الموقف، إنسان الشعر والحضور في الكتابة. من يتجرأٌ على سجن الشاعر ومحاولة إبعاده قسراً عن ضفاف الحلم؟ ولكنَّ الطغاةَ يفعلون .. لأنَّ الشِّعرَ المقاوم، كما الحلم النبيل، ممنوعٌ في الزمن السجين !! تذكر أنَّ كلَّ هذا الذي أدخلك السجن لا بدَّ أن يزول .. نهر الطغيان سيتوقف عن الجريان، وباب الزنزانة الثقيل سينكسر. غيمةٌ في قلب غيمة .. ذلك هو النثيثُ الهتونْ رجلٌ في صدره حلم، وامرأةٌ تنتظر الصباح .. ذلك شعبٌ أبي ووطنٌ حنونْ أنت ذاتك قلتْ: "قُمْ إلى حصانكَ مائلاً متمائلاً .. ضُمَّ إليك شيئاً من الرَّهبْ إِنْ لم تجِدْ ما تضمُهُ في القلبْ" دعْ لسجانك السهر، فهو لا يستطيع النوم لأنَّ فراشه مزروعّ بالشوك وأحلامه مملوءةٌ بالكوابيس وقطعان الوعول .. أما أنت فلتنمْ ملء الجفون، ثم قُمْ إلى حصانك وواصل حداءك للحلم النبيل. لك السلام والمحبة. (عمر الدقير).