* هو شارع شهير.. يعتبر من أهم شوارع عاصمة (عجبستان).. يقع شرق المقبرة العامة في جنوبها.. بجواره أشهر الأحياء في المدينة.. وأغلى المتاجر.. وأهم الشركات.. وبعد ذلك اليوم.. وما حدث في ذلك الشهر من تلك السنة (...؟!).. وبروز طبقة من الأثرياء (الجدد) من الذين امتهنوا الكلام والسياسة ظهرت فنادق ومتاجر ضخمة أخرى ومؤسسات خاصة.. وأصبح (الشارع) ضاجاً بالحياة.. والمال.. والأضواء الليلية.. والمطاعم.. ومحلات التجميل.. والتصوير.. لطبقة (ثرية).. ولدت فيه.. من رحم الفقر العام.. وأغلب (الولادة).. كانت.. من المال العام.. لذلك الكوكب البعيد..!؟! * فتاة جميلة.. أنيقة جداً.. تبدو عليها علامات الثراء (والعز وأكل الوز).. جاءته بصحبة حارس البوابة.. غرب الشارع.. (تشكي) من أن شقيقتها الصغرى.. الطالبة بثانوية عجبستان (العاصمة).. قد أدمت مخدر (الهيروين) غالي الثمن.. وأن بعض المال.. والمصاغ.. أصبح يختفي قليلاً قليلاً.. من خزانة المنزل..! * أجهشت بالبكاء.. وبعد فترة هدوء.. شرحت الأمر.. والتفاصيل.. (!؟).. (البيع) سراً كان يتم في قلب الشارع.. في أحد محلات التجميل الشهيرة.. يديره أجانب (من دولة مجاورة).. ويحرس المدخل الشمالي.. الجنوبي أجانب (من دولة أخرى)..؟!.. وإقليم داخلي بعيد.. اتفقا على اللقاء في المساء.. وكأي خطيبين يبحثان عن فستان زفاف.. دلفنا الى المحل.. عرفت مداخله ومخارجه.. وحتى مدير المحل الوسيم ذو الجنسية المجاورة.. * بعدها.. تمت مراقبة المحل الفخم.. مراقبة مستمرة.. عرفنا أسماء المترددين.. أماكنهم.. أعمالهم.. وصاحب المحل (الثري).. الذي يسكن (شرق) عجبستان.. جوار المستشفى الشهير.. والفخم وغالي الثمن.. * كانت هناك مراقبة ليلية.. وما كنا زميلي (....).. وأنا.. ندري أننا كنا (مراقبين) من دائرة خارجية.. تتولى الحماية للمحل الشهير.. أماكنها بالقرب من سور المقبرة الشرقي..!! * وفي ليلة باردة.. الساعة تقترب من التاسعة والنصف مساء.. ونحن نراقب حركة الدخول والخروج.. ونسجل أرقام السيارات.. لمعرفة أصحابها.. وأماكن سكناهم وأعمالهم.. إذا بنا نشاهد ذلك المسؤول (...).. يجلس داخل سيارته في طرف الشارع.. ويراقب (المارة) بمنظار ليلي.. وكنا في مرمى نظراته.. وفجأة بعد أن انسحبنا بهدوء لموقع آخر (شمال الهدف).. انطلقت رصاصات حيث كنا نختبئ ونراقب.. مزقتا صمت الليل في تلك الناحية من الشارع..َ!! * في الصباح.. طلب مسؤول (الإدارة).. بعد أن قرأ التقرير.. انسحبنا من الموقع.. وإنهاء العملية.. وأصدر أمراً بذلك.. بدعوى المحافظة على الأرواح.. صممت وزميلي أن نواصل سراً.. لمعرفة الملابسات.. وكيف لذلك (المسؤول).. أن يحمي مثل هؤلاء الأوغاد.. ولابد أن نعرف الثمن.. وكيف؟.. ولم تمر سوى أسابيع وبعد أن أخضعناه هو نفسه للمراقبة.. شاهدنا سيارة (صاحب المحل).. الفخم.. والفخمة في تلك الأيام.. تقف بجوار منزل المسؤول في ناحية من نواحي (جنوب) عاصمة عجبستان..!! * أضواء الطابق الأرضي كانت مضاءة.. في الصالون الفخم.. بعدها خرجا سوياً.. المسؤول ودع صديقه (صاحب المحل) في ذلك الشارع.. شرق المقبرة.. ركب الأخير سيارته وانطلق شرقاً..!؟! * ولم تمر سوى بضعة أشهر.. حتى ظهر محل ملابس في منتهى الفخامة أيضاً.. يديره أحد أقرباء المسؤول.. وبه بضعة (غيد حسان) من جنسية بلد مجاور.. وبعد قليل جداً من السنوات.. ترك المسؤول الوظيفة العامة.. وصار يدير المحل.. والذي (تولدت) من داخله عدة محلات في أرجاء متفرقة من عاصمة عجبستان..!! * أيضاً.. ظهرت عمارة أخرى.. في منتهى الجمال.. من عدة طوابق.. في ذلك الحي جنوب العاصمة.. المسؤول السابق.. صار نجماً اجتماعياً.. وسط أهله ومعارفه.. وأشباهه من (أثرياء) الغفلة.. في كوكب عجبستان.. الذي ما زال يحبث عن (العدالة).. وبشدة وسيجدها بإذن الله.. يوماً (ما)..!! * الكثيرون تركوا أعمالهم.. وهاجروا.. خاصة أولئك المنوط بهم البحث عن الحقيقة.. تركوها لمهن أخرى.. أو بلاد أخرى.. مما أفسح المجال.. (للثعالب) أن تسرح وتمرح.. كبارها وصغارها..!؟! * ومن الأشياء الملفتة للنظر.. بعد كل هذه السنوات في عاصمة (عجبستان).. أنها صارت مظلمة ليلاً.. حتى في أهم شوارعها.. شمالاً وجنوباً.. وفي الوسط.. أما نهاراً فهي مدينة في منتهى القذارة أوساخها منتشرة في كل مكان.. ولكنها بدون شك لن تضاهي (قذارة) بعض النفوس الجشعة..!! * الشارع شرق المقبرة.. ما زال مليئاً بالمال الحرام.. والجريمة خاصة ليلاً..!! * حسب المعلومات الواردة.. من ذلك الكوكب البعيد.. * الله كريم.. الجريدة