أكدت كبيرة الباحثين بقسم افريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش ، جيهان هنرى ، ان الصورة الجديدة التى تسوقها حكومة السودان عن نفسها باطلاق سراح عدد من السجناء والمعتقلين السياسيين صورة غير قادرة على تمويه الحقيقة القاسية وينبغى ألا تخدع احداً. وأوضحت جيهان هنرى فى مقال بموقع منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم 14 مارس ان عمر البشير افرج الاسبوع الماضى عن (193) من المقاتلين الدرافوريين الذين قضى بعضهم (9) سنوات بالسجن ، كما الغى عقوبة الاعدام عن (66) آخرين ، وأفرجت محكمة بالخرطوم عن ثلاثة من نشطاء المجتمع المدنى بعد عشرة اشهر من الاعتقال . وأضافت ان هذه التطورات التى تجد الاشادة من قبل المتفرجين من على البعد تلمع صورة السودان فى وقت يطور فيه عمر البشير – المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب فظائع فى دارفور – تحالفاته الدبلوماسية مع دول الخليج واوروبا والولاياتالمتحدةالامريكية . فى يناير خففت الولاياتالمتحدة العقوبات الاقتصادية ضد السودان ، وخصص الاتحاد الاوروبى اموالاً ضخمة للسيطرة على الهجرة . وأكدت ان اطلاق سراح هؤلاء السجناء قطعة نموذجية فى كتاب التلاعب السياسى لعمر البشير و لا يشير الى تغيير حقيقى فى سجل حقوق الانسان السيئ بالسودان. وتوضح نظرة اعمق ان جهاز الأمن السودانى المتضخم يعتقل النشطاء لفترات متطاولة ، وعادة ما يتهمهم بالتجسس وغيرها من الجرائم التى يعاقب عليها بالاعدام لترويعهم واخراسهم . وكذلك يستهدف جهاز الأمن النساء الناشطات بالعنف الجنسى وتشويه السمعة . وأضافت ان المدافع عن حقوق الانسان د. مضوى ابراهيم ظل محتجزا منذ 7 ديسمبر ، دون توجيه تهمة ، واضرب مرتين عن الطعام احتجاجا على ذلك . كما اعتقل سائقه و(7) آخرين ، بما فى ذلك الناشط الدرافورى حافظ ادريس الذى لا يزال فى الاعتقال دون تهمة وتفيد مصادر موثوقة انه تعرض للضرب المبرح . ويحتجز نشطاء آخرون أقل شهرة ليس فقط فى السجون الرسمية وانما فى مبانى غير معروفة ومكاتب ومنازل خاصة – نسخة اليوم مما عرف ببيوت الاشباح فى التسعينات حيث كان التعذيب وسوء المعاملة أمرا شائعا . معتقل سابق عضو فى حزب المؤتمر السودانى المعارض ، تم اعتقاله لخمسين يوما بعد الهجمة على (العصيان المدنى) نوفمبر 2016 ، تعرض للضرب الشديد من قبل عناصر جهاز الأمن الى درجة انه بحاجة لعملية جراحية ، قال لى (انه رأى معتقلين آخرين تعرضوا للضرب بل وللصعق بالكهرباء فى الاعتقال). وأضافت جيهان هنرى ان السبب وراء هذه الاساليب العنيفة والقمعية كان واضحا على الدوام لهولاء المعتقلين : أحد قادة المعارضة ، أب لإثنين ، اعتقل ل(55) يوما فى هجمة نوفمبر ، أوضح لى (الهدف قتل ارادتنا من أجل التغيير) ، وفشلت الحكومة السودانية فى ذلك ، كما يؤكد تزايد تحركات الاحتجاج ، والمحزن ان الحكومة لا تزال تحاول . (نص المقال أدناه): https://www.hrw.org/news/2017/03/14/sudans-new-image-cant-disguise-harsh-reality