اكد الفريق مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان استقالة القائد عبد العزيز آدم الحلو من قيادة الحركة . واشار تصريح رئيس الحركة الشعبية اليوم 18 مارس الى ان الخلاف الفكرى السياسى الرئيسى الذى ادى الى الاستقالة يتمحور حول دعوة الحلو لتبنى (تقرير المصير لجبال النوبة). ويحظى الحلو يتقدير واسع وسط القوى الديمقراطية السودانية ، لاسهاماته المشهودة فى الكفاح المسلح للمهمشين ، والتزامه القانون الانسانى الدولى فى الحرب ، ولنزاهته التى اختبرت لعقود ، اضافة الى تواضعه وزهده. وتوضح استقالة الحلو التى ننشر نصها عددا من الاسباب التى أدت لاستقالته ، من بينها خلافات تنظيمية وشخصية ، ولكنها تؤكد ان الخلاف السياسى الرئيسى يتمحور حول (حق تقرير المصير لجبال النوبة) وما يستتبعه من ضرورة وجود الجيش الشعبى فى مقابل الجيش الحكومى . وتأسست الحركة الشعبية تاريخياً لتحقيق السودان الجديد – السودان الذى يحتفى بتنوعه التاريخى والمعاصر ويكفل المساواة على اساس حقوق الانسان غض النظر عن المعتقد والعنصر والنوع . ولكن مع تطاول امد الحرب وارتفاع كلفتها الانسانية ، وتحت ضغط القوميين الجنوبيين ، وفى ظل نكسات عسكرية ، وانهيار الحليف الاقليمى الاساسى (نظام منقستو) ، وبدفع دوائر دولية واقليمية ، تبنت الحركة الشعبية شعار تقرير المصير ، مما يشير الى انه كان تراجعا وليس تجليا لرؤية السودان الجديد ، وللمفارقة فان المبادرين بطرح الشعار – رياك مشار ولام اكول وغيرهم – رغم مزايدتهم وتقسيمهم الحركة الشعبية وتسميمهم للرأى العام فى الجنوب ، تحالفوا مع العدو ولم يسهموا عمليا فى تحقيق شعارهم . وواضعين فى الاعتبار تجربة جنوب السودان فان الدعوة لتقرير المصير فى جبال النوبة تجد معارضة واسعة وسط القوى الديمقراطية السودانية ، وبالتالى فان تبنيها سيؤدى عمليا الى عزل الحركة الشعبية ومن ثم الى اضعافها ووضعها فى مرمى نيران النظام الاجرامى الدموى . وتتناقض سجايا الحلو الشخصية جذريا مع خصائص اناس من طينة رياك مشار ولام اكول – فليس الحلو ممن يمكن ان يلتحقوا بصفوف العدو متذرعين بعيوب الرفيق ! وللحلو بحكم موقعه دع عنك اسهاماته التاريخية الحق فى ان يفكر بحرية ، ونتوقع منه فى (حريات) بديمقراطيته المعهودة ان يضع فى الاعتبار الرأى الغالب وسط القوى الديمقراطية والقاضى بان تقرير المصير لن يفيد جبال النوبة ولا السودان ولا الحركة الشعبية ، فضلا عن ان انقسام الحركة الشعبية ، مهما كان السبب ، سيضعف أهم قوة فى مواجهة النظام الاجرامى الدموى . وترجو (حريات) ان يسحب الحلو استقالته وان تحفز الاستقالة جهدا قياديا استراتيجيا ومستداما لتعزيز الديمقراطية الداخلية والمؤسسية والمحاسبية فى الحركة الشعبية بما يرفع من جاذبيتها ويؤهلها لدورها الطليعى ضمن القوى الديمقراطية السودانية . http://www.hurriyatsudan.com/?p=220072 http://www.hurriyatsudan.com/?p=220070