اشترى المشير البشير مزرعة خاصة جنوبالخرطوم بمبلغ (20) مليون دولار . وأكد مصدر موثوق ل (حريات) إن المزرعة تقع بمنطقة بتري – مربوع السبيل – جوار سوبا غرب وتبلغ مساحتها (200) فدان . واشترى البشير المزرعة من السيد عبد اللطيف الكوباني بمبلغ(20) مليون دولار بشيك حرره طه عثمان مدير مكتب البشير من حساب البشير الخاص الذي يمول عن طريق ما يسمى ب ( المال الخبيث) – فوائد إيداعات حكومة السودان بالخارج – ومن مبالغ أخرى تفرض كاتاوات على بعض السلع مثل ( 10) جنيهات تضاف لسعر كل جوال سكر و (50) قرشا لفاتورة كل هاتف لتغذية الحساب . هذا وتقوم شركة مقاولات خاصة ببناء فيلا للبشير داخل المزرعة التي تطل على النيل وعلى الشارع الرئيسي . وبعد ذيوع الأخبار عن فساد البشير وأسرته واتهام اوكامبو له بحيازة مبلغ ( 9) مليار دولار قام البشير بتسجيل المزرعة باسم سعود البرير عضو المؤتمر الوطني ورئيس اتحاد أصحاب العمل . وتؤكد هذه الواقعة وغيرها ، ما ظلت تردده (حريات) بان فساد الإنقاذ فساد شامل ، يرتبط بآيدلوجيتها التي ترى العلاقة بالدولة كعلاقة غنيمة ، وترى في حزبها الحزب الاسلاموي بدءا جديدا للتاريخ ، في استهانة بالتجربة والحكمة الإنسانية التي طورت كثيراً من النظم والمؤسسات والآليات الكفيلة بتقييد الفساد ، إضافة إلى كون الإنقاذ سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتحطم بالتالي تلك النظم والمؤسسات والآليات ، كحرية وسائل الإعلام ، واستقلال القضاء ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخابا حراً ونزيهاً . وبدون كفالة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فان ما تعلنه الإنقاذ عن مكافحة الفساد ، حتى ولو كان صادقاً ، مجهود عبثي ، لأن البيئة القائمة تفرز الفساد كما تفرز الكبد المادة الصفراوية ، ولذا لا معنى للقبض على مفسد ، في حين تفرخ بيئة الإنقاذ عشرات المفسدين في مكانه ! ولكن الحقيقة أن حملة مكافحة الفساد الحالية لا تعدو كونها حملة علاقات عامة ، وذلك لان أهم مراكز الفساد المركز المرتبط برئيس النظام وإخوانه وشركائهم .