يا للفاجعة .. يا للألم .. كنا نفاخر به وبانجازاته .. ولكن نجم الشرق هوي. جاء خبر وفاته بالمملكة السعودية يوم 7 أبريل 2017 كالصاعقة, ذهلت قبائل شرق السودان بالنبأ وبفقدان نجم هوي, وبإنطفاء نور كوكب شامخ ممن بذلوا كل طاقاتهم لنشر العلم والمعرفة, وسعوا لانماء الشرق ليلحق بباقي اجزاء القطر, التي سبقته في التطور والعمران. كان سلاحه في ذلك الفكر ويراعه وكراسته. كتب والف واثري الأدب ومراجع تاريخ السودان بدرر غالية قلما تجد مثلها, مؤلفاته عن شرق السودان وقبائله فريدة في نوعها. كتب في الادب, ونظم الشعر وله عدة دواوين شعر مطبوعة, كما الف كتب أطفال للجيل الناشئ. عمل الراحل كاستاذ بوزارة التعليم بعد تخرجه من كلية غردون في منتصف القرن الماضي, ولكنه كان علي قناعة تامة بأن إعداد الاجيال القامة لا يتم بالقاء المحاضرلت وبالسوط, بل بترسيخ القدوة والأخلاق الفاضلة والتواضع, فكان حاضرا في مداولات الجمعيات الادبية المدرسية, وممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم التي برع فيها. فقيدنا علم من اعلام السودان البارزين وواحد من خيرة معلميه وابرز كتابه المتخصصين في تاريخ الشرق. انه: أستاذ الأجيال ضرار محمد صالح ضرار والده هو المؤرخ الشهير الذي كان يطوف كل انحاء الشرق بحثا عن المعلومة, وجمع عن اهله الكثير القيم, اتصل بشيوخ القبائل ورموزها, وراي حجم معاناة الانسان بنفسه, فكتب ودافع. حين انعقد المؤتمر التأسسي لمؤتمر البجا عام 1958 كان الاستاذ ضرار حاضرا, رغم ان لوائح الخدمة المدنية حينذاك تحظر مشاركة موظفي الدولة في النشاط الحزبي, وتعرضهم للمحاسبة, لكنه لم يبالي, وقدم ورقة قيمة كتبها والده, يتألم للاهمال الذي يتعرض له الشرق, يطالب بالتنمية, وبالتعليم, وبوحدة الصف, وباللامركزية. ووافق المؤتمر علي جميع مقترحاته. برحيل الاستاذ ضرار صالح ضرار فقد الشرق واحدا من اعظم ابنائه . تغمده المولي بواسع الرحمة والمغفرة واسكنه جنات الفردوس والهم اهله الصبر والسلوان وخاصة ابنه طيار سيف الدولة وابنته دكتورة هند وأشقاءه القاسم والصديق وسليمان وشقيقته الدكتورة آمنه ضرار. تعازينا لجميع اهل الشرق في الفقد العظيم. د. ابومحمد ابوآمنة مؤتمر البجا –المتب القيادي