قال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال لإذاعة صوت أمريكا أمس الجمعة إن سبب عدم ذهاب عمر البشير للرياض وراءه الاتهامات الصادرة عن المحكمة الجنائية بحقه، (وهذا أمر محرج ولا نريد أن نعقد الأمور). وقالت الإذاعة في نشرتها الدورية الخاصة بجنوب السودان أمس، إن البشير فوّت قمة الرياض المفترض لترامب حضورها، وإن الحكومة السودانية قالت إن الرئيس عمر البشير اختار تفويت قمة الرياض التي من المقرر للرئيس الاميركي دونالد ترامب حضورها لأن البشير لا يريد أن يخل بالعلاقات السودانية الأميركية. الجدير بالذكر أن وكالة السودان للأنباء الرسمية ذكرت صباح الجمعة إن البشير اعتذر للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن حضور القمة ل(أسباب خاصة). وذكر وزير الاعلام أحمد بلال إن الخرطوم تعترف بأن اتهام البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية يجعل من الصعب عليه مقابلة الرئيس الامريكى. وقال لإذاعة صوت أمريكا VOA (نشرة جنوب السودان تحت الضوء South Sudan in Focus): "إن وضع الرئيس في المجتمع الدولي مرتبط بالاتهامات الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وهذا أمر محرج ولا نريد أن نعقد الأمور". ويقول بلال إن لقاء البشير قد يتسبب فى مشكلة لترامب الذي يتوقع أن يقرر حول رفع العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولاياتالمتحدة على السودان فى عام 1997. وقال بلال: "إذا التقى الرئيس سيشكل ذلك مزيداً من الضغوط، إضافة لأنها ستكون فرصة للمعارضة هناك لخلق بعض المشاكل حول رفع العقوبات". يذكر ان الرئيس البشير مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية التى تتخذ من لاهاى مقرا لها لارتكابه جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى منطقة دارفور السودانية. وكان السودان أعلن في وقت سابق يوم الجمعة أن البشير سوف لن يحضر القمة الاسلامية العربية الأميركية في العاصمة السعودية حيث من المتوقع ان يلقى الرئيس ترامب خطاباً عن "الأمل في رؤية سلمية للإسلام". وذكر إسماعيل إبراهيم، المحلل السياسي المقيم بالخرطوم، أنه طالما لدى البشير مذكرات اعتقال معلقة ضده، فمن غير المحتمل أن يجتمع بالرئيس الامريكى. وقال وفقما أوردت إذاعة صوت أمريكا: "لا أعتقد انه يمكن السماح له بحضور اجتماع برئاسة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وأضاف: هذا من شأنه أن يفتح ملفاً معقداً للغاية، وينبغي له ألا يحاول الحزض في مثل تلك المياه أو الذهاب لتلك الأماكن الآن. وقال إبراهيم إن البشير يجب أن يركز على صنع السلام فى وطنه. وتواصل الحكومة السودانية قتال المتمردين في دارفور وفي ولايتين على طول الحدود مع جنوب السودان. أضاف إبراهيم: "يجب أن يركز الرئيس على كيفية تحقيق السلام فى البلاد وتوحيد ما يسمى بالأصدقاء الداخليين، وأن يقوم بإحضار أولئك الذين لم ينضموا بعد للحوار حول عملية السلام فى السودان، وآمل ان يؤدى ذلك فى النهاية الى رفع العقوبات التي فرضت على السودان تماماً ".