* مرة أخرى تدب في أحشائنا الفجيعة باغتصاب الطفلة (ضُحى) ذات ال(6) سنوات؛ وقتلها بطريقة بشعة هيجت الأحزان والغضب.. فقد حملت الأخبار من مدينة نيالا تفاصيل صادمة عن هذه الجريمة الكبرى. * الطفلة التي كانت أسرتها تنتظر (ضحى الغد) لتفرح بها خريجة أو عروس تغتالها يدٌ تبدو كأيدي البشر.. هي يد وحش أعماه الجهل واستحكم في ذاته تفكير ظلامي؛ لو قلنا إنه (حيواني) فربما ظلمنا الحيوانات.. فمغتصب الأطفال لو تأملنا فِعله بحدة العقل؛ لاستبان أقل مرتبة من أقذر الحيوانات..! لم يكتفي الوحش بالاغتصاب وهو الجريمة الأشنع.. فقد تحركت بداخله الشرور ليزهق نفسها البريئة.. قيَّدها وحشا فمها بمناديل الورق حتى لا يُسمَع استنجادها وهي الطفلة الضعيفة..! * لو تخيلنا لحظة الإغتصاب.. لو تخيلنا اللحظة التي تصعد فيها أرواح الأطفال تحت براثن المغتصبين.. لو تخيلنا الرعب الذي يسبق تلك اللحظة.. لو تخيلت أنه طفلك أو طفلتك.. لو تخيلنا كل ذلك لأيقنا بأن (الإعدام شنقاً) سيكون رحمة للمُغتصِب..! لماذا تبدو القوانين قاصرة إزاء هذا الجرم المهول؟! لست أدري.. لكن لو كان الأمر عندي لما ارتضيت لمغتصِبٍ أن يُعدَم كأي قاتل آخر..! * الاغتصاب مستمر.. فهلا راقبنا أطفالنا؛ وقللنا الثقة في من يحيطون بنا؟ قد تبدو وجوههم طيبة ومبتسمة؛ قد يكون تعاملهم حسُن.. لكننا لا نرى سوادهم..! * ربي نسألك صبراً جميلاً لأسرة المأسوف على فراقها (ضُحى).. اللهم صبِّر قلوب أهلها أجمعين. تذكرة: * قلتُ مرة: جرائم اغتصاب الأطفال تنبه الآخرين للاحتراز منها (أو هكذا يجب أن تحرص الأسر على سلامة أفرادها في وجود الذئاب) وهي من الجرائم التي تبدو شناعتها حتى في (التخيُّل) ناهيك عن مشاهدة الضحية التي تعذبت؛ تحطمت؛ أو لقت ربها جراء ذلك.. والإغتصاب من الجرائم التي تتعدى فيها الكآبة إلى الجميع.. فكيف هي مشاعر أهل (المجني عليه) سواء كان طفل أو طفلة؟! إنها كآبة مختلجة بالغضب والأسف..! لذلك لو كان هنالك شيء أشد قسوة من إعدام (المُغتصِب) لقوبل باستحسان منقطع النظير..! * في مضمار الاغتصاب والبشر (الذئاب) لم يبح صوت صديقنا المحامي عثمان العاقب وهو يقود حملات التنوير لسنوات طويلة حول (جرائم اغتصاب الأطفال) وحقوق الطفل… تراه دائماً مع مجموعة من خيرة الناس؛ ينادي بإعدام مغتصبي الأطفال في ميدان عام.. إنها دعوة يجب أن تكون حاضرة في أذهان الكل حتى تُحقق؛ ليأخذ منها المجتمع العِبر..! لكن هل يتعظ (البشر الذئاب) ويأبهون بالمكان السحيق الذي ينتهون إليه؟! أعجبني سؤال العاقب واستدراكه العميق في مقالة قصيرة؛ يقول: (كيف نحافظ على أبنائنا؛ أم أفضل ألا ننجبهم طالما لا نستطيع حمايتهم)!؟ * وأقول لصديقي العاقب: بل علينا منحهم جرعات الثقة والصراحة والمحبة والتحذير؛ والعناية (بالتي هي أحسن).. إن طفلك سَيَعِي (توجيهاتك) إذا أحبك وكنت مثاله المستقيم..! * قلت مرة إثر صدور الحكم بإعدام مُغتصِب وقاتل الطفلة (شهد): أن تُغتصب طفلة وتُرمَى جثتها في بئر؛ فإن إعدام قاتلها بالشنق لا يشفي الغليل (بتفكير الأسوياء العادي) فلو عُوقِب المجرم بقدر وحشيته عقاباً مرئياً للكافة؛ لكان ذلك أفيد (للموجوعين) وللمتفرجين الذين لا يجمعهم بالمشهد شيء أكبر من رعشات الحسرة والغيظ..! * ثم.. من الروادع (الإشهار) فلو اسماء المجرمين أُشيعت لانتبهت أسر كثيرة للمحافظة على أبنائها من الانحرافات؛ اتقاء العار.. رغم أن جُرم (الفرد) لا يعني التطاول على الأسر المنكوبة أيضاً بالجريمة..! لكن لو علمت أيَّة أسرة بأن المصير سيكون سيئاً حال انحراف أحد أبنائها؛ فإن ذلك يرجِّح عنايتها به (قبل وقوع الفأس في الرأس)..! أعوذ بالله الجريدة