الرأى اليوم قطر والخليج صلاح جلال – بذلت المملكة العربية السعودية فى الآونة الأخيرة مجهودا كبيرا على المستوى العربى والإسلامى وعلى المسرح الدولى لتموضع نفسها كقوة قائدة إقليمياً ممثلة للعرب والمسلمين وكانت قمة نجاحها عقد قمم الرياض الأخيرة مع الولاياتالمتحدة قمة لمجلس التعاون الخليجى وقمة للعالم العربى والإسلامى. – وبذلت المملكة العربية السعودية مجهودا مقدرا لتسوق نفسها فى ثوب جديد للمجتمعات الغربية وعلى الساحة الدولية من خلال البرامج والأنشطة التى صاحبت القمم الثلاثة بالرياض . – خرجت دولة قطر مباشرة بعد قمم الرياض وجلست على حوض من طين رطب وبدأت فى حصب وتشويه ما تريد إنجازه الدبلوماسية السعودية : – أول رسائلها للعالم كانت أن الخليج ليس موحد خلف المملكة العربية السعودية ، وبالتالى سددت طعنة نجلاء لمجلس التعاون الخليجى من حيث الشكل والمضمون . – ثانيا سددت دولة قطر ثانى طعنة قاتلة لتوجهات المملكة العربية السعودية لقيادة العالم السنى وتجييشه ضد سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية التوسعية . خرجت قطر معلنة أنها لا تلتزم بقرارات قمم الرياض فيما يتعلق بإيران كشريك فى الإقليم لا يجب عزله بل يجب التعاون معه . – وجاءت ثالثة الأثافي القطرية عند غضبتها المضرية لإتهامها بتمويل الإرهاب والتعاون مع المتطرفين فقد إتضح ذلك من الفاول Foul play فى كلمة الرئيس ترامب التى أشار فيها لمنظمة حماس كجماعة إرهابية على قدم المساواة مع داعش التى أعلن الحرب عليها مما أثار حفيظة دولة قطر التى تستضيف قيادات حماس والأخوان المسلمين المصريين . وقد جاء دعم الرئيس الأمريكى للرئيس عبدالفتاح السيسي واضحاً وتمت مجاراة ذلك من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز فى تعقيبه على خطاب الرئيس السيسى بقوله ان المملكة العربية السعودية تقف مع مصر بكل قوة . وقد أيد هذا لاحقا بزيارة وزير الخارجية السعودى لمصر أمس الذى أكد موقف المملكة الداعم للنظام فى القاهرة . – وتداعت الأحداث من خلال نظرية الدومينو المعروفة وبدأت مضاعفات الموقف القطرى الخليجى فى الإتساع فقد جاءت تصريحات الأمير القطرى المنفية على موقعه الرسمى الداعمة لإيران وضاربة عرض الحائط بالإجماع الخليجى الذى حاولت صناعته الدبلوماسية السعودية النشطة هذه الأيام مما يشكل تحديا لتوجهات الملك سلمان الإقليمية . – وإنفجرت معارك إعلامية ضارية ضد قطر شملت كل عواصم الخليج مما أفسد بهاء النسيج السعودى فى قمة الرياض التى قالت بوحدة الموقف الخليجى بناء وسياسات . – الموقف القطرى فى الخليج مرشح لمزيد من التدهور فى الأيام القادمة خاصة بعد إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية بين خمس دول والدوحة اليوم . اضافة الى التوتر الحاد فى العلاقات القطرية الإماراتية التى ترفض مجمل سياسات الدوحة فى المنطقة . – المحور القطرى التركى الداعم لحركة الأخوان المسلمين فى المنطقة يتعرض لمضاعفات واضحة فى الجبهة السورية وبالنسبة لتركيا خاصة بعد تحرير الموصل . – كما يظهر تقدم الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر من خلال الدعم السعودى والإماراتى والمصرى واقعا سياسيا جديدا فى ليبياعنوانه البارز خسارة المحور القطرى والتركي والسودانى فى ليبيا ، وقد دعم هذا المحور المجموعات الليبية المتشددة مثل جماعة بيت المقدس وأنصار الشريعة بقيادة بلحاج وكتائب الغرياني وأبوسهمين التى تتوالى هزائمها على يد قوات حفتر المتقدمة لفرض سيطرتها على كامل التراب الليبى وتشكيل نظام ذى مصداقية وقدرة على السيطرة لإنتشال ليبيا من الفوضى وهذا عين ما تحتاجه الإستراتيجية الأوربية لوقف الهجرة بالسيطرة الكاملة على السواحل الليبية . -المأزق القطرى فى الخليج بتداعياته الممتدة من اليمن إلى ليبيا سيجعل نظام الإنقاذ فى الخرطوم يسير على رمال متحركة ، تضعف هامشه على المناورة وتلزمه بخيارات سياسية ودبلوماسية مُرة ومحرجة . صلاح جلال.