* بقوة عين أو بقوة (دماغ) لست أدري؛ أطلق بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية هراء سيرتد على وجهه عاجلاً وليس آجلاً؛ وهو يفتري علينا رغم ظلم فادح ظللنا نتعرض له ولا نبوح بالكثير من تفاصيله للناس؛ حتى لا نسقط في درك (الأنانية) بينما الوطن كله غارق في هوة المظالم والدماء والفساد.. يبدو أن الظلم لم يشفي غليل حكام السودان؛ فهداهم التفكير إلى حيلة الكذب الصريح في حقنا؛ عسى أن تتحقق مآربهم على أي مستوى (محلي أو دولي) لا يهم.. وحين يكذب نائب الرئيس فليس في هذا الفعل المشين الدنئ ما يثير دهشتنا؛ لأن الرئيس نفسه ظل على ذات المنوال منذ انقلابه. * نعم.. لا إثارة في الأمر.. لكن لابد من وضع نقاط كثيرة فوق حروف نائب البشير؛ فهي قبيحة ولن نقول خطيرة.. ستكون أخطر لو تركناها بلا رد.. وسأتواضع باللغة التي يفهمها بكري لأكشف بعض الأوراق (على مهل). النص: * أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، عدم وجود صحفيين موقوفين من الكتابة الصحفية، ولفت الى توقف صحفيين إثنين لغرض شخصي لا علاقة للحكومة بهم. جاء ذلك في افطار لإتحاد الصحفيين السودانيين. 1 يقصد بالصحفيين الإثنين (د. زهير السراج وشخصي الضعيف). * سأتجاوز عن عمد ومحبة ما يتعلق بالزميل العزيز د. زهير السراج؛ فكلانا (واحد) في الهَم.. وزهير الكاتب أقدر على التعبير مني حول تجربته مع المنع من الكتابة (بأوامر جهاز الأمن). 2 يقيناً بكري يقصد ب(الغرض الشخصي) شيئاً خبيثاً.. فإن لم يكن صاحب الغرض الشخصي خبيثاً فماذا يكون؟! 3 عبارة (توقف صحفيين إثنين عن الكتابة) التي قالها الفريق بكري هي بمثابة إشارة مغروضة من نائب الرئيس بأنني ظللت أخدع القارئ طوال مدة إيقافي من الكتابة في صحيفة الجريدة؛ ابتداء من ديسمبر 2016 وحتى اليوم.. والعبارة توحي بأن المنع الذي تعرضتُ له أمنياً في جميع الصحف التي عملت بها خلال السنوات الفائتة؛ قد يكون أيضاً إدعاء مني لتشويه صورة الحكومة؛ أو أنني أمارس ابتزازاً بتوقفي (الاستهبالي) عن الكتابة..! 4 الغرض الشخصي لم يوضحه بكري ولن يستطيع توضيحه لأنه ينطق عن الهوى؛ فهل شاهَدَ جهاز أمنهم أرجلنا تتسكع أمام (السفارات الأجنبية) في الخرطوم نستجدي عطفها (بعد توقفنا الشخصي عن الكتابة)؟ ربما أوحوا لبكري بذلك وربما أوحى له (خياله)..! 5 الغرض الشخصي الذي يعنيه بكري قد يكون هو بحثنا عن (البطولة) في بلاد ظلت البطولة المطلقة فيها (للإرهاب)؛ وللأمراض الفتاكة وللقتل الجماعي؛ ولكوارث البشير؛ ولأيدي المتأسلمين القذرين الذين دمروا كل شيء. 7 من الذي أخبر بكري بهذا (الغرض الشخصي).. هل هو رئيس اتحاد الصحفيين أم مدير جهاز الأمن؟! * الآن وبعد أن نضع النقاط لنائب الرئيس المتسرِّع؛ هل سيعتذر لأنه كذب أم ستأخذه العزة بالإثم؛ فلا يبالي بالفضيحة؟ ألا يستحي وهو يفتري علينا في رمضان بلا تثبُّت؟! فإذا كان كوادر جهاز الأمن أو اتحاد الصحفيين خدعوه بأننا (حردانين) من الكتابة لأغراض شخصية وصدّق ذلك فهي مصيبة كبرى؛ وإذا كان يخدع نفسه فلا غرابة.. لقد أُسِسَت حكومته على الخداع المحض..! * تعالوا مع بكري نتأمل هذه النقاط الجديدة: 1 الكاتب حين يخدع جمهوره يسقط تماماً؛ فما بال نائب الرئيس يشوِّه سمعتنا في عقل القارئ الكريم باعتبارنا نضلله بهذا التوقف (الشخصي) عن الكتابة بصحيفة الجريدة الورقية؛ وباعتبار أن الحكومة بريئة من إيقافنا..! 2 إذا كان رئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي وسوَس للفريق بكري بهذه الفرية المنكرة فهو مطالب بإعتذار عن فضيحته الشخصية؛ وإذا كان بريئاً من الوَسوَسة فكان عليه في ذات الموضع الذي انطلقت منه أكاذيب بكري أن يصححه أمام الملأ بالقول: (لقد أخطأت) فهي تكفي.. لكن الرزيقي يقدس (رِزقه) على حساب ضميره كما ثبت من خلال مواقفه المتخاذلة؛ فها هي أضاليل نائب الرئيس تمر أمامه وكأنها (غنيمة).. لماذا لا يكون شجاعاً في الحق؛ وهو يعلم تماماً الجهة التي منعتنا من الكتابة؟! إذا كان لا يعلم فليخرج مؤيداً ل(خيال) الفريق بكري ومؤكِداً كذبنا نحن..! ليس شرطاً أن يتصدى رئيس الإتحاد لتصحيح بكري ومراجعته؛ ولنعتبره جباناً يخاف على منصبه وامتيازاته.. ألا يوجد رجل آخر في الإتحاد رجل طويل عريض ليصدع بالحق؟! 3 هل جهاز الأمن والمخابرات؛ وَسوَس لبكري بأنني وزميلي الآخر توقفنا عن الكتابة لأغراض شخصية؟! على الجهاز أن (يفضح) أغراضنا الشخصية هذه ولا يبالي؛ أو عليه الإفصاح: لماذا أوقفنا.. بأيّ سبب وبأيّ قانون؟! أم سيأخذه الكِبَر للمزيد من العبث معنا؛ كما فعل أثناء قضيتي مع صحيفة (الأهرام اليوم) وتلك قصة أخرى تمسح بهم الأرض؛ لا يتسع لها المجال..! 4 على الفريق بكري حسن صالح الذي لم أقابله ليسمع مني (ولا أسعى لذلك البتة) عليه أن يكون (مسؤولاً) حينما يتحدث؛ فلا يكذب (على حسابنا) وينتظر أن نصفق له أو نسترضي حكومته الرخيصة؛ فالكبير عندي هو الله..! والله يشهد: (لو اجتمعت كل الأمة حول هذه الحكومة فاجتماعها غير ملزم بالنسبة لي)؛ إنما يعنيني ما كان صواباً وحقاً.. شاء من شاء وأبى من أبى.. فإن رأى أحدكم ما نكتبه ليس الصواب فردوا علينا بصوابكم أمام الملأ؛ أما القمع الأمني فهو لن يثنيني فأخسر نفسي.. لقد كرهت الخسارة في انكسار المؤسسات الصحفية ورجال كثر صاروا دمى حقيرة للسلطان رغم الشوارب وعلامات الصلاة..!! على الفريق بكري الذي يجلس في القصر الجمهوري أن يتحرى الصدق ويعلم أن أي (صبي وسخان) داخل الحكومة يمكن أن يوقف أكبر (صحفي نظيف) عن مزاولة مهنته.. وزيادة للموضوع سأقطع له الشك باليقين؛ فماذا هو فاعل: 1 جهاز الأمن بقيادة محمد عطا هو (المانع الأول) للصحفي. 2 وزير الإعلام وتابعه الآخر لهما أيضاً سلطة المنع.. وعلى الوزير أن ينكر ما نقوله لنخرج له بعض (الأفعى) فتلتهم عصا نفاقه..! 3 الجهات العليا؛ وهي جهات مجهولة بالنسبة لدينا ومعلومة للفريق بكري؛ تظل حاضرة كمقصلة للصحف والصحفيين. * أن أتوقف عن الكتابة في الصحف كل عام لغرض شخصي فهذه نكتة (بايخة) وما ورد في الخبر أعلاه لا عذر لنائب الرئيس فيه؛ سواء كان مغشوشاً أو غشّ نفسه (كما هو حال قادة السلطة الآخرين) حتى صار رذاذ أنفاسهم كذباً حامضاً..! أعوذ بالله الجريدة (الصفحة المحظورة).