لو كان الكاتب القصصي والروائي نجيب محفوظ حياً إلي يومنا هذا لأخرج نسخة جديدة معدلة من كتابه(الكرنك) يضيف فيها شخصية الصحفي المتجوسس، لكتابه مع الشخصيات الأخرى مثل رجل الأمن والراقصة في الملهي ،وهي شخصية يلعب دورها بامتياز الأخواني عبد المحمود الكرنكي،الذي لا شك أنه تأثر بكتب أجاثا كريستي،أو آرثر كونان دويل،فنسج خياله القصص تلو القصص المختلقة عن الحزب الشيوعي.أما هذه الهضربة التي يعاني منها فلها حكاية لا يتسع هذا المجال لذكرها. ومن الخيالات التي نسجها مؤخراً،حكايته عن دفتر الحضور والغياب في اجتماعات المكتب السياسي للحزب الشيوعي(ونزيده علماً بأنه لا يوجد دفتر،بل محضر اجتماع يدون في صدره أسماء الحضور والغائبين والمعتذرين)،وقوله أن أعضاء المكتب السياسي وهم في حدود (73-83) كما ذكر باتوا يتغيبون عن الاجتماعات،ولم يكتف بهذا بل أضاف أن تركيبة عضوية المكتب أدت لهذا الغياب،خاصة الزملاء ممثلي الولايات أو ممثلي الخارج ..ياله من استنتاج ..بائس ..ودرس مجاني يعطيه لنا الكرنكي لتغيير لوائح الحزب في المؤتمر السابع القادم،من أجل تقليص عدد هؤلاء مستقبلاً لحل مشكلة الغياب في دفتر حضور وغياب الكرنكي.. والكرنكي وهو يسهب في هذه الإدعاءات التي لا شك انها تنطلي على عضوية تنظيمه الأخواني،فيظنونه شخصية خطيرة قادرة على لبس طاقية الإخفاء وحضور اجتماعات المكتب السياسي للحزب الشيوعي،والإطلاع كمان على التقارير التنظيمية،ونسخها ونشرها في صحيفته التي يكتب بها،يريد أن ترتفع أسهمه في سجل السدنة عسى ولعل أن يتذكروه في التشكيل الوزاري القادم. ولعلم الكرنكي،وحتى نفسد عليه أحلامه وخيالاته،فإن المكتب السياسي تنتخبه اللجنة المركزية من بين أعضائها في أول جلسة بعد المؤتمر لمتابعة وتنفيذ قراراتها بين الإجتماعين،وبالتالي فعضويته أقل من اللجنة المركزية،واللجنة المركزية التي انتخبها المؤتمر السادس في يوليو 2016،مكونة من 51 عضواً،أعلنت أسماؤهم في مؤتمر صحفي على رؤوس الأشهاد،فكيف لمكتبها السياسي أن يتكون من 73-83 عضواً،ربما تشابه على صاحبنا البقر فلم يعد يميز بين المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي. ومن نكد الدنيا على الكرنكي وأمثاله،أن الحزب الشيوعي ظل وسيظل باقياً،وأن خطه السياسي وبرنامجه يلقيان المزيد من التأييد والدليل هذه العضوية الكثيرة من الشباب التي تلج صفوفه،والدليل هذه الجبهة المعارضة الواسعة-والحزب الشيوعي في قلبها- التي لا هدف لها إلا إسقاط نظام الكرنكي وهو هدف يقترب.. وقريباً وليس بعيداً مما نرمي إليه فإن الحزب الشيوعي صاحب المبادئ لا يتنكر لمنسوبيه،بمثلما تنكرت عضوية الجبهة الإسلامية لواحد من قياداتها وكان صحفياً وعينه النميري المخلوع رئيساً لمجلس إدارة صحيفة مستقلة كانت مصادرة،فدار الزمن دورته،والرئيس رئيساً والشيخ حبيساً والمصالح أهم من(المرشد)،ولما قال(صاحبهم)مالا يودون سماعه،اتهموه بالخرف والجنون،لتحكم المحكمة بذلك وتأمر ذويه بضبط سلوكه،وكادت ان تقول لهم ودوه الشكينيبة.. وكانت الجلسات بالخرطوم وليست لندن التي لا ينساها الكرنكي وللمقال بقية [email protected]