يسعد المرء بالاهتمام الملحوظ رسميا ومجتمعيا بالأداء الصحفي لأن الصحافة لسان الشعب ويهمنا جميعنا أن تتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل الارتقاء بالأداء الصحفي وتحسين بيئة العمل وأوضاع الصحفيين.. العنصر المهم لحسن الأداء والتجويد. أمس الأول عقد المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالتنسيق مع مركز سموات لدرسات الإعلام والرأي العام مؤتمرا صحفيا بقاعة الشارقة لعرض نتائج دراسة الأوضاع المهنية للصحافة السودانية للعام 2010 والتي أعدها مركز سموات. للأسف لم تكن مشاركة الصحفيين بالحجم الذي يتناسب مع طبيعة الموضوع الذي تناول قضية مهنية مهمة، خاصة في ظل الأوضاع الحالية لكثير من المؤسسات الصحفية التي تلقي بظلالها السالبة على أوضاع الصحفيين وعلى الأداء الصحفي . ليس المجال هنا مجال استعراض للدراسة التي لم تُملَّك للصحفيين حتى الآن وقد أشار مدير مركز سموات لدى استعراضه الدراسة إلى أنه استعرض بعض نتائجها وأن الهدف من ” لقاء الشارقة” هو الاسترشاد بالآراء والملحوظات التي تطرح فيه لاستكمال الدراسة قبل صدورها في شكلها النهائي . من الصعب إصدار الأحكام على الأداء الصحفي من خلال دراسة مهما اجتهد القائمون عليها لأن الأداء الصحفي يختلف من مؤسسة صحفية إلى أخرى، وأنه من الصعب تعميم الأحكام والنتائج على كل المؤسسات الصحفية. من بين النتائج التي خرجت بها الدراسة أن الصحف تهتم بالخبر على حساب الأنماط التحريرية الأخرى، وهذا كما ذكرت في مداخلتي تعميم مخل فهناك صحف تهتم بكل أنماط العمل التحريري وتفرد مساحات كبيرة للتحقيقات والتقارير الصحفية ولمواد الرأي والثقافة والرياضة والاقتصاد والمنوعات…الخ. الحديث عن أهمية الحرص على ذكر مصادر الأخبار والالتزام بالإجابة على الأسئلة الخمسة المعروفة لاستكمال عناصر الخبر يستحق الاهتمام ليس فقط للصحفيين بل لوكالات الأنباء التي يخلط بعضها بين الخبر والرأي، وكثيرا ما يلون الخبر سياسيا دون أدنى اعتبار للمقاييس المهنية. أشارت الدراسة إلى ضرورة التأكيد على حرية الصحافة لأنها المقدمة الضرورية لبناء مجتمع ديمقراطي يتسم بالمصداقية، كما أكدت الدراسة أهمية تحسين بيئة العمل الصحفي والتزام المؤسسات الصحفية بتحسين أوضاع الصحفيين والاهتمام بشؤون الولايات. هذه الدراسة تحتاج إلى مزيد من التداول والتفاكر حولها، ونرى أن تطبع وتوزع على رؤساء التحرير وكوكبة من الممارسين للعمل الصحفي لمزيد من الاسترشاد بآرائهم قبل إصدارها في شكلها النهائي.