وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، الفترة المنصرمة من عمر حكومة ما بعد حوار الوثبة بأنها، "كانت استمراراً لمسيرة سابقاتها من حكومات الإنقاذ في الفشل وحصاد الهشيم". وقال الدقير، تعليقاً على ما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس الوزراء ل"التيار" إنه بعد ستة أشهر من عمر هذه الحكومة ما زال خطابها – في مواجهة قضايا الإصلاح ومحاربة الفساد ومعالجة مشكلة تدني الإنتاجية وتحسين بيئة الاستثمار وغير ذلك – مسبوقاً ب "السين والسوف"، بينما يندفع الواقع في كل الفضاءات إلى أقصى حدود الرداءة والتيه. ورأى الدقير أنَّ الحكومة تنظر إلى "الأشياء تتداعى" أمامها وهي عاجزة عن الفعل واجتراح الحلول بسبب غياب الرؤية وغياب إرادة التغيير. وأضاف الدقير أنه من الخطل تناول الأزمة الاقتصادية الخانقة من المنظور الاقتصادي الصرف معزولاً عن المنهج السياسي لنظام الإنقاذ المبني على لا شيء غير الحفاظ على السلطة واستدامة احتكارها، وهو منهجٌ لم تُزَكِّه مسيرة ما يقارب الثلاثة عقود من الحكم العضوض ولم يشكل رافعة لأية أهداف وطنية كبرى لأن نقيض هذه الأهداف يتشكل كمعادل موضوعي لنزعة احتكار السلطة واختزال الدولة في حزب المؤتمر الوطني وإقصاء الآخرين من حقهم في صياغة مصير وطنهم. وأوضح أنَّ مؤتمر رئيس الوزراء خلا من الحديث عن قضايا من المفترض أن تكون في صدارة أولويات الحكومة مثل استمرار الحرب وتردِّي الواقع الحقوقي وانتهاك الحريات الأساسية، كما أنه لم يقدم جرد حساب بشأن تنفيذ المئات من توصيات ما يسمى بالحوار الوطني التي لم يُنَفَّذ منها غير تغيير اسم الحكومة وقسمة مقاعدها و"إعادة عقارب الساعة للوراء"!! وتابع "نظام الإنقاذ يسير بنهجٍ بئيس في طريق مسدود، غير مُتَّعظٍ بمصائر الأنظمة التي سبقته بالسير بذات النهج وعلى ذات الطريق". (نقلا عن صحيفة التيار).