1 *** في بادرة ليست بالغريبة علي السودانيين الذين تعودوا منذ امد طويل فاق الربع قرن سماع عجائب التصريحات من البشير، ان سمعوا منه في يوم الثلاثاء 7 نوفمبر الحالي 2017، انه يعتزم التخلي عن الحكم في البلاد مع نهاية دورته الرئاسية الثانية عام 2020، وتسليم السودان لخليفته !!، لم يهتم احد من المواطنين علي الاطلاق بخبر تخلي البشير عن الترشيح، لانهم يعرفون ان البشير دائمآ يظهر عكس ما يبطن، كثير الوعود والتعهدات التي قطعها علي نفسه بانجازها وما رأت النور، عمر البشير فاق في الكذب (مسليمة الكذاب) ، ما توقفت الاكاذيب منذ عام بيانه العسكري الاول حتي يومنا هذا. 2 *** ولكي يثبت البشير صدق تصريحه السابق بعدم نيته في الترشيح مرة اخري عام 2020 ، قام باطلاق (فقاعة) اخرىي اقوى بكثير من تصريحه السابق في يوم 7 نوفمبر، في الجزيرة، حيث اعلن أمام حشد جماهيري في ولاية الجزيرة التي زارها في يوم الخميس 16 نوفمبر الحالي 2017، نقلته محطات تلفزة محلية وقال: (سأدعم ترشيح والي الجزيرة محمد طاهر أيلا لمنصب الرئيس إذا رشحه مواطنو الولاية في الانتخابات المقبلة)!! 3 نشرت صحيفة (اسبوتنك) في يوم السبت 18 نوفمبر الحالي 2017، خبر، جاء في سياقه ما يلي: (أوضح رئيس تحرير صحيفة سودانية أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام، عن دعم الرئيس السوداني ، عمر البشير، لأحد حكام الولايات السودانية، في الانتخابات الرئاسية في العام 2020 ، بأنه حديث خرج عن سياقه، مشيرا إلى أن كل الأدلة ترمي إلى أن الرئيس البشير سيخوض الانتخابات مرة أخرى بضغوط من القوى والأحزاب السياسية التي شاركت الحوار الوطني. وعلق رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" السودانية، أشرف عبد العزيز، يوم الجمعة، حول حديث الرئيس السوداني، وإعلانه عن ترشيح أحد قادة حزبه ووالي لولاية "الجزيرة"، (محمد طاهر إيلا)، قال: "طبعاً، إن حديث الرئيس البشير، هذا كان أمام حشد لجماهير أثناء زيارته لولاية الجزيرة، وقصد منه هو دعم الوالي، إيلا، في صراعه ضد خصومة في المجلس التشريعي للولاية والذي حله مؤخرا حسب قانون الطوارئ، علماً، أن الوالي ومخاليفه في المجلس التشريعي، ينتمون سواء في ذات حزب المؤتمر الوطني). *** انتهي خبر "سبوتنك"، وبقي السؤال المحير يراوح مكانه :"هل يفي البشير بوعده، ويلتزم بكلمته ولايترشح مجددآ في انتخابات 2020… ام كالعادة سيمارس الكذب في شأن الترشيح ، كما كذب من قبل في عام 2015، وسيفرض نفسه مرشح الحزب عام 2020؟!! 4 *** من اجل معرفة الحقيقة بصورة واضحة حول تصريح عمر البشير، وان كان فعلآ لن يترشح في الانتخابات القادمة ، قمت بعمل اجراء لقاء مع صحفي مخضرم في الخرطوم ، له باع طويل في الخبرة الصحفية فاقت الاربعين عامآ، وعنده علاقات وطيدة قوية مع كبار النافذين في القصر وبالسلطة الحاكمة ، وجري بيننا الحوار التالي: السؤال الاول: ********** هناك غموض شديد ، وابهام حول تصريح البشير عدم الترشيح في انتخابات عام 2020، عند من الخبر اليقين؟!! الاجابة: ****** اعتقد ان ، الشخص الوحيد في السلطة الذي يعرف حقيقة موقف البشير من الترشيح او عدمه، هو الفريق اول ركن مهندس محمد عطا المولى مدير جهاز الامن والمخابرات، وما عداه من شخصيات اخري لا احد!! السؤال الثاني: ********** وماذا عن النائب الاول الفريق بكري حسن صالح، والمهندس إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية ومساعد رئيس الجمهورية؟!!، هل هما ايضآ لا يعرفان شيء عن حقيقة ترشيح البشير؟!! الاجابة: ******* الاعضاء النافذين في حزب المؤتمر الوطني وغيرهم ايضآ من صغار الاعضاء في الخرطوم، يعيشون هذه الايام في اجواء مليئة بالغضب العارم ، والسخط الشديد بسبب تصريحات البشير الكثيرة الخاصة بانتخابات ابريل 2020، ودون استشارة احد منهم في هذه التصريحات التي يطلقها بعيدآ عنهم، ولا يهتم او لا يحترم اراء الاخرين، الذين اصبحوا في حكم "المهمشين" داخل الحزب!! *** لا اعتقد ان بكري حسن صالح ، وابراهيم محمود، علي دراية بحقيقة موقف البشير من الترشيح القادم عام 2020!! السؤال الثالث: *********** اعضاء حزب المؤتمر الوطني، لماذا لا يواجهون البشير ويطلبون منه وضع النقاط فوق الحروف، وتحديد موقفه من الترشيح او عدمه بصورة رسمية تعلن جهارآ نهارآ ؟!! الاجابة: ****** من يضع الجرس في رقبة القط؟!! السؤال الرابع: *********** لماذا لا يقوم الحزب باختيار مرشحه الرئيسي في انتخابات عام 2020 فورآ ؟!!.. ماذا ينتظر؟!!، ولماذا يسكت علي تصرفات البشير الانفرادية ؟!! الاجابة: ****** رئيس الحزب الحاكم عمر البشير، علي علم تام بكل ما يدور في داخل اروقة الحزب، ويعرف كل صغيرة وكبيرة فيه، ويعرف كل ما قيل عنه، ويعرف من هم الغاضبين من تصريحاته…ويعرف تمامآ ان لا احد سيتجاسر ويقف في وجهه ويطلب منه توضيح بخصوص الترشيح، …البشير يعرف ان كل ما يدور الان من نقاشات غاضبة ضده ، ما هي الا (زوبعة في فنجان) لا اكثر ولا اقل!! السؤال الخامس: *********** ما حقيقة قصة البشير مع والي ولاية الجزيرة محمد طاهر أيلا ؟!! لماذا خصاه البشير بكل هذا الاهتمام دون باقي الولاة في الولايات الاخري؟!! لماذا رشح البشير أيلا، وقال انه سيدعمه في الانتخابات القادمة لمنصب البشير؟!! الاجابة: ****** وهل تصدق كل ما يبدر من البشير من تصرفات، او تصدق ما يصرح به ؟!!، ان كل ما قاله في الجزيرة سينساه بمجرد دخوله الخرطوم!!، وهي ليست المرة الاولي ولن تكون الاخيرة في عدم احترام البشير لوعوده ، والشيء الذي اعرفه عن البشير من خلال خبرتي به ، انه ما من ولاية من ولايات السودان وزارها، الا و(لمع) الوالي فيها (تلميع) مبالغ فيه ، واصبحت هذه العادة تجري في دواخله ولا ينساها كلما زار ولاية من الولايات !!..لذلك لم يكن غريب علي الاطلاق، ان (لمع) أيلا ، ولكن البشير (زودها حبتين)!! *** البشير مستقبلآ لن يدعم أيلا، لان المرشح الحقيقي القادم سواء من طرف البشير او الحزب القادم سيكون 100% (عسكري). السؤال السادس: *********** من هو صاحب الكلمة الاولي والاخيرة في ترشيحات الحزب في عام 2020؟!! الاجابة: ******* هو الفريق اول ركن مهندس محمد عطا المولى مدير جهاز الامن والمخابرات!! السؤال السابع: *********** وماذا عن دور "المجلس الاربعيني"، و"الحركة الاسلامية السودانية"؟!! الاجابة: ****** لا وجود لهما في الساحة السياسية ، حتي ان وجدا فالكلمة لجهاز الأمن ، حتي ترشيح عمر البشير متوقف علي موافقة امنية. السؤال الثامن: ************ هل تعتقد ان البشير سيتراجع عن تصريحه السابق عدم الترشيح ، ويقوم مجددآ مرة اخري بالترشيح ؟!! ، ويقوم المجلس الوطني بتعديلات في الدستور لصالح البشير؟!! الاجابة: ****** ان من يراقب الساحة السياسية بدقة ، يجد ان جهات رسمية وحزبية واعلامية قد نشطت علانية لصالح ترشيح عمر البشير لولاية جديدة تبدأ من عام 2020، واصبح هذا النشاط مدعوم وممول من حزب المؤتمر الوطني، حتي الصحف المحلية اصبحت تكتب كثيرآ عن البشير "الرئيس القادم بقوة"!! السؤال التاسع: *********** وماذا عن المعارضة؟!! الاجابة: ****** كل يوم تزداد عليه المضايقات بصورة كبيرة من قبل السلطات الأمنية ، حتي لا يكون خميرة "عكننة " تعرقل سير الانتخابات، وسيظهر قريبآ قانون جديد للصحافة في البلاد، اشبه بالقانون الذي وضعه نظام النميري في السبعينات، مما جعل ان يكون وقتها في السودان كله فقط اربعة صحف محلية!!، جهاز الأمن نشط منذ فترة طويلة في التضييق علي الحريات بشكل سافر، مما حدا بالحكومة الامريكية ان تلفت نظر الحكومة في الخرطوم، الا ان رفع اسم السودان من قائمة (الدول الراعية للارهاب) مربوط ربط وثيق بازالة المعوقات والاعتراضات التي تقف حجر عثرة في طريق الحريات، لكن حكومة الخرطوم لن تقوم بعمل اي شيء في سبيل عودة الحياة الطبيعية في السودان الا بعد عام 2020 !! السؤال الاخير: وماذا عن الشارع السوداني؟!! ******************* الاجابة: ******* لا جديد فيه ، مغيب ومهمش، وحاله اصبح مثل حال "أهل الكهف"، كل شيء في الدنيا تغير وتبدل …الا حاله!! [email protected]