صارت النسوية وظيفة وايدولوجيا ، وهي ايدولوجيا تنطلق من الدفاع عن المرأة كذات يجب ان تتحمل ذات التكاليف وتتمتع بذات الحقوق التي ل وعلى الرجل…ازداد عدد الفيمنستيات حتى اصبحت الفمنستية موضة .. وهي تنادي بالتحرر ، رأينا نساء كحنة ارندت وتلك الاخرى صديقة سارتر سيمون دي بوفوار وغيرهما وهما يشقان صخر الذكورية المطلقة حتى تحولتا هما نفسيهما الى ذكور … جاءت كاتبات واديبات عربيات وتبنين هذا الخط كأحلام مستغانمي التي أخذت توزع نصائحها للفتيات على التمرد ضد الرجل(ثوري ، تمردي ، قولي لا) ثم تركتهن وخضعت هي لملياردير عربي وتزوجت منه ضاربة بنصائحها عرض الحائط في حين بقى الفتيات يقدسن تلك النصائح فانهارت بيوتهن وتشرد اطفالهن. لقد نسي الفيمنستيات أن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة نزاع بل تكامل ، وليست خضوع وتمرد بل تفاعل وتبادل ، ان العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تحتاج لذكاء عاطفي عند الطرفين ليديرا هذه العلاقة بأحسن ما يكون… وعلاقة المرأة بالسلطة والحكم والمجتمع هي علاقة حقوقية وليست علاقة تحدي … العناد والتمرد والتحدي للأسف الشديد صار هو خطاب الفيمينست: تمردي ، ثوري ، قولي لا …الخ ..كلها خطابات لا تختلف عن اي خطاب عنصري لعقول تشعر بالاضطهاد والدونية. ولا تملك احساسا بالانتماء الانساني الكلي مع الرجل ، ولا الانتماء الكوني بحيث تكون حركة المرأة حركة منتجة للانسانية ككل قبل ان تكون منتجة لذاتها ، حاول ان تبحث عن اي امرأة فاعلة ومنتجة ومبدعة ستجدها نقية وبعيدة عن حركة التثوير الفيمنستية هذه ، طبيبات ، رائدات فضاء ، مهندسات كزهاء الحديدي وغير ذلك ، متزوجات من رجال ومحبات لازواجهن واطفالهن ، وليس لديهمن اي مصطلحات تمرد او تحدي كقولي لا ..وثوري وخلافه… ان المرأة تزداد تألقا ونجاحا اذا كان خلفها رجل ذكي ومحب..او تنهار اذا اختفى الحب والتفاهم بينهما … والمطالبة بحقوق المرأة لا يمكن ان تكون اكثر قوة بدون مشاركة الرجل ، ولا مصادرة حقوق المرأة تتم عبر رجال فقط…فأكثر من يضطهد المرأة هن نساء أيضا لديهن نزعة مشابهة ومعاكسة لنزعة الفيمنسيت وهي الوقوف ضد المرأة لصالح الرجل وهذا ايضا نوع من شعورهن بالدونية ومحاولة نفي تهمة الانثوية عنهن ..كما نسمعه ونراه من النساء الإسلامويات في الوزارات ووسائل الاعلام … ليس تدينا منهن بل محاولة للتشبه بالرجال باعتبار ان الرجال هم من لهم القوامة .. وهن في حقيقة انفسهن لديهن شعور باحتقار لانوثتهن لذلك تجدهن لا يهتمين ابدا بمظهرهن العام بل يتعمدن اظهار قبحهن شكلا ومضمونا…. إذا كان للنزعة الفيمنستية ان تحيا فلن يكون ذلك عبر التمرد والثورة وقول لا بل عبر العقلانية والاستنارة .. والمشاركة الفاعلة مع الرجل كتفا بكتف … ما يحدث الان من الهتافات النسوية هو تدمير الحركة النسوية نفسها وتحولها الى حركة عدائية عنصرية .. وهذا توهان يفضي الى فنائها.