مقدمة: (أ) نشرت صحيفة "السودان اليوم" بتاريخ السبت 27/يناير الحالي 2017 تصريح قائد ثاني قوات الدعم السريع اللواء عبدالرحيم حمدان دقلو(اخ المدعو المدعو الاخر "حميدتي") وقال فيه بالحرف الواحد:(ترشيح البشير في انتخابات 2020م على رأس اي زول…الرئيس نحن عايزنو ومبتهجين بيهو)!! ، وهو تصريح غريب للغاية لثلاثة اسباب: السبب الاول: ********* بخلاف قوات "الدعم السريع"، لم تبدي اي مؤسسة عسكرية اخري في السودان رأيها في ترشيح عمر البشير ، ولم نقرأ او سمعنا ان ضباط وجنود القوات المسلحة، او الضباط ورجال الشرطة في وزارة الداخلية، او من ينتمون لجهاز الأمن قد ايدوا ترشيح البشير لولاية جديدة تبدأ عام 2020!!، طوال العقود الماضية لم يصدر من أي قوات رسمية حديث سياسي أو دعم لمرشح في الانتخابات، بل يشترط على كل من يرغب في دخول الملعب السياسي أن يخلع البزة العسكرية واستبدالها بالزي المدني، وهو ما فعله الرئيس البشير نفسه قبل سنوات خلت، ولذا اعتبر البعض دعوات (الدعم السريع) لترشيح البشير تخالف القواعد والأعراف العسكرية ، الخبير العسكري الفريق عثمان بلية، اكد إن القوات العسكرية واجبها الأساسي حماية الوطن والأرض والعرض والعقيدة والدستور وليس من أولوياتها التدخل في الشؤون السياسية، مضيفاً في حديث اجري مع جريدة (الصيحة)، إن ترشيح البشير قرار سياسي في يد الشعب وليس بيد القوات العسكرية، وأن أي أحاديث تصدر من قوات رسمية تدعم ترشيح شخص محدد تعتبر أحاديث غير سليمة وعلى القوات المسلحة بكافة أنواعها ترك الخيار للجماهير لتقوم بحماية الدستور والوطن والعرض. في المقابل يقول الخبير العسكري العميد (م) يوسف عبد الفتاح إن الذي يملك الحق الأصيل في ترشيح البشير هو المؤتمر الوطني وليس أي جهة أخرى سواء كانت عسكرية أو مدنية، وقال ل (الصيحة) إنه يصح للدعم السريع أن تنتخب البشير في حالة ترشيحه للانتخابات، ولكن لا يحق لها تبني ترشيحه وعليها كقوات نظامية أن تنأى بنفسها عن العمل السياسي.(موقع "السودان اليوم" 28 يناير، 2018) *** وبقي السؤال مطروحآ بشدة، من دفع قوات "الدعم السريع" لنصرة عمر البشير في الانتخابات القادمة ؟!! السبب الثاني: ********* تصريح قائد ثاني قوات "الدعم السريع" اللواء عبدالرحيم حمدان دقلو لم يكن الاول من نوعه، فقد سبق ان صرح قائد قوات (الدعم السريع) الفريق محمد حمدان دقلو الشهير ب (حميدتي) في حفل تخريج حشد من قواته، بأن الدستور ليس قرآناً منزلاً، وينبغي تعديله من أجل إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة!! (موقع "السودان اليوم" 28 يناير، 2018). السبب الثالث: ********* تصريحات القادة في قوات "الدعم السريع" لم تظهر الا بعد ان ارتفعت اصوات كثيرة من قبل نواب في المجلس الوطني طالبت بعدم تاييد ترشيح البشير لولاية جديدة، وانه قد ان الاوان ان يستعد للرحيل، ارتفعت ايضآ اصوات كثيرة من داخل حزب المؤتمر الوطني تطالب بترشيح الفريق اول ركن بكري حسن صالح، ونشرت الصحف المحلية رغبة الكثيرين من شخصيات الرعيل الاول والثاني والقدامي في الانقاذ ترشيح بكري، كل هذه المظاهرة الاعتراضية لم يتوقعها البشير، ولم يتوقع ايضآ ان يسكت بكري، واستغرب انه لم يبدي اي نوع من الاعتراض علي ترشيحه!! *** ولما كان بكري رجل عسكري وعنده كلمة ومهابة وسط ضباط وجنود القوات المسلحة، قرر البشير ان يزج بقوات "الدعم السريع" في اتون صراعه ضد من يرفضون ترشيحه!!، وان يسمح لحميدتي ان يطلق ما شاء له من تصريحات وتهديدات للجميع ولكنها في الاساس موجهه لبكري منافسه الوحيد في الانتخابات القادمة، تهديدات وتصريحات حميدتي وشقيقه رغم انها كانت في ظاهرها عائمة وغير مقصودة، الا انها وبلا شك ينطبق عليها المثل المعروف:( اياكٍ اعني واسمعي ياجارة)!! المدخل الاول: ********** لم يعد يخفي علي احد، ان هناك صراع حاد بين البشير ونائبه بكري، وان البشير تعمد ان يزيد من حدة الصراع، فقام بتكوين (مجالس سيادية) حلت محل حكومة بكري!!، كانت حركة من البشير هدفها تهميش بكري وتقليص صلاحياته، وبعدها سيتم حل الحكومة بحجة ان رئيس الوزراء فشل في رفع المعانآة عن الشعب، وفشل فشل ذريع في وقف انهيار الجنيه السوداني!! المدخل الثاني: ********** هناك سؤال مطروح بشدة في الشارع السوداني: (هل حقآ النائب الاول بكري لا يعرف ماذا يضمر له البشير من مكائد ودسائس…ام ان بكري يعرف كل شيء ، ومستعد تمامآ لمفاجآت البشير، حتي لو دعا الحال لمواجهة مع قوات حميدتي الموالية للبشير، وعملآ بالقول المعروف (لا يفل الحديد الا الحديد)؟!! المدخل الثالث: ********** رغم ان مصلحة الارصاد في السودان قد اكدت علي استمرار حالة برودة الطقس طوال الايام القادمة، الا ان الاحداث السياسية، والتطورات الخطيرة التي وقعت في الاونة الاخيرة ، وما بدر من شد ومد حاد بين السياسيين، كلها عوامل قد ساهمت الي حد كبير في (سخانة) الطقس!!…والجميع في انتظار (كما في افلام الكابويات) لمن الغلبة في النهاية : ديجانقو ام سارتانا؟!! [email protected]