معلومات مؤكدة تفيد باستمرار تهريب الذهب بمطار الخرطوم، فقد أفادت المعلومات أن السلطات ضبطت الجمعة راكب على سلم إحدى الطائرات المغادرة إلى دبي وبحوزته 4 كيلو سبائك من الذهب الخالص.. وتم التحفظ على الذهب واعتقال الراكب الذي عبر من خلال قاعة كبار الزوار (vip)، كما تم القبض على إحدى الموظفات. ولا تزال التحريات مستمرة بهدف كشف كيف تمت العملية. بعد إجراءات أشرفت عليها لجنة رئاسية زارت المطار، من جهة أخرى كثرت شكاوى القادمين عبر المطار من فقدان مقتنيات وهواتف نقالة من أمتعتهم، في حين اكتفت السلطات بتنبيه شركات الطيران لركابها من مغبة وضع أشياء ثمينة في الحقائب. في نهاية فبراير الماضي كشف موسى كرامة، وزير الصناعة، عن تفاصيل جديدة حول عمليات تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم إلى خارج البلاد خلال العام 2015م، وقال أمام البرلمان أمس، إن الإنتاج المعلن من الذهب غير حقيقي، لجهة أن الإنتاج الحقيقي بلغ (250) طناً في العام وليس (100) طن. وأشار الوزير إلى أن المعلومات كانت تشير إلى أن الإنتاج (70) طناً والصادر (25) طناً، وكشف أن الكمية الحقيقية آنذاك (102) طن تم تهريبها إلى الخارج عبر المطار. وكان وزير التعاون الدولي إدريس سليمان كشف عن تشكيل لجنة بواسطة رئاسة الجمهورية لسد منافذ تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم. وقال إدريس في تصريحات صحفية إن ما نسبته (75%) من الذهب الذي ينتجه السودان يهرب بمساعدة شبكات وفئات فاسدة بمطار الخرطوم تسهل للمهربين، مبيناً أن عشرات الأطنان من الذهب تهرب سنوياً عبر المطار. منذ بداية العام (خلال شهرين) تم الإعلان عن ضبط ذهب تقدر قيمته بحوالى (18)مليون ج،وتقدر الكميات المضبوطة وفقآ لذلك بحوالي (20)كيلوغرام. حسب البيانات المعلنة فإن استمرار تهريب الذهب لا يزال مستمراً، وإن كانت الكميات المضبوطة لا تعطي أي مؤشرات حول الكميات التي تم تهريبها بالفعل. ولا شك أن استمرار التهريب يكشف عن فوضى عارمة في المطار، إذ يكفي أن يدفع أي مسافر مبلغاً من المال ليحل ضيفاً على قاعة كبار الزوار، ويستمتع بالتسهيلات التى تشمل حسب الوقائع التغاضي عن تفتيشه، كما تسبقه أمتعته الشخصية إلى الطائرة وربما يحملها أحد العاملين في المطار. خطورة هذه الثغرات الواضحة أنها من الممكن أن تكون منفذاً لتهريب العملات الأجنبية والأسلحة والمخدرات، المنافذ سالكة لتهريب حتى البشر، أو هروبهم، اذا صحت المعلومات حول هروب بعض المطلوبين بجوازات أجنبية وعبر المطار أيضاً. إن هذا الأمر وصل مرحلة ليشكل خطراً حتى على الأمن القومي للبلاد؛ فمن يخطط ويستغل قنوات تهريب الذهب وغيره إلى الخارج، يستطيع استخدام نفس القنوات لتهريب أي شيء لداخل البلاد. من المسؤول عن الفوضى التي تضرب المطار؟