محمد وداعة كشف مبارك الفاضل المهدي، نائب رئيس الوزراء ورئيس القطاع الاقتصادي بحكومة الوفاق الوطني، عن حقائق ومعلومات جديدة عن الأزمة الاقتصادية الأخيرة. وقال: إن مؤامرة تخريب الاقتصاد السوداني انطلقت من داخل النظام واستخدمت أجهزته لتنفيذ الأهداف. وقال الفاضل في تصريحات لصحيفة الأخبار الصادرة اليوم (الأثنين) الماضي لو أن "المؤامرة كانت من خارج النظام لما استطاع من يقفون وراءها فعل شيء مثل تهريب الذهب". وأشار إلى وجود إجراءات قانونية وأمنية وتحقيقات اتخذتها الحكومة وأجهزتها مع كل العناصر التي شاركت في العملية بمن فيهم التجار. واتهم وزير الاستثمار بعض القيادات لم يسمهم داخل النظام الحاكم بتدبير مؤامرة سياسية لإسقاط الحكومة بإحداث انهيار اقتصادي استهدفت العملة الوطنية، وخلقت هلعاً واضطراباً في السوق أدى إلى رفع التجار لسعر الدولار، ودفعت البعض للهجوم على البنوك لأخذ أموالهم والدولارات على أساس أن العملة الوطنية انهارت. وقال إن القيادات استخدمت نفوذها لتهريب الذهب.. مبارك الفاضل يشغل منصب وزير الاستثمار ونائب رئيس الوزراء ، وهذا هو وصفه الحكومة التي يشارك فيها، مبارك يعلم هذا وأكثر منه، ومنذ أن كان مساعداً لرئيس الجمهورية، بل يعلم أكثر من هذا منذ أن كان أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي.. لذلك جاء حديث مبارك يتصنع الدهشة ولم يجد أي عبارات لإدانة النافذين في الحكومة الذين يهربون ويخربون ويتاجرون في الدولار ويرفعون الأسعار، مبارك يعيب على أهل الوطني فسادهم، ويكاد يرتكب نفس أعمالهم الفاسدة، عبر رئاسته لإحدى لجان صوامع الغلال. ويرجح توصية لجنته على اللجان الأخرى.. ويشتبه في أن الفرق في السعر لنفس المواصفات يبلغ ملايين الدولارات.. كان على مبارك الفاضل و قد فضح أهل الوطني أنفسهم في خضم صراعاتهم أن يدين القيادات التي استخدمت نفوذها لتهريب الذهب، وبحكم منصبه يقرر تشكيل لجنة للتحقيق على الأقل في موضوع تهريب الذهب. الآن فهمنا لماذا لم يكن للذهب دوراً في مساندة الجنيه أمام الدولار.. ولا أي دور في اعتماده ضامن لتعاقدات الحكومة الآجلة. الحكومة مكنت شخص واحد من مبلغ 600 مليون دولار من بنك التجارة.. لتمويل الوقود بضعف سعره.. القرض في الأصل مخصص لتمويل القطاع الخاص السوداني، القرض وجماعتوا الآن في خبر كان عدا بدر الدين.. ما جرى و يجري تم بعلم مراجع عليا في الحكومة. الجريدة