قال معارضون سودانيون ل(الشروق) إن دخول قوات الحكومة السودانية لأبيى هى محاولة من المؤتمر الوطني لجر البلاد بطرفيها إلى حرب يستطيع من خلالها تكميم الأفواه وقمع الحريات، ليحصن نفسه من حلقة سودانية من مسلسل الربيع العربي الذى أطاح حتى الآن بالرئيسين المصري حسنى مبارك والتونسي زين العابدين بن على. وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ين ماثيو فى تصريحات للشروق ( إن حكومته تدعو المجتمع الدولي للتدخل، رافضا أن (ينجر الجنوب إلى الحرب) ، مع تشديده على احتفاظ الجنوبيين بحق الدفاع عن النفس. وأضاف: (نعيش منذ ما قبل الاستفتاء فى سلسلة لا تنتهى من الاستفزازات، ينفذها المؤتمر الوطنى (الحزب الحاكم فى الشمال) لجر الجنوب للحرب، لأن هناك أجنحة داخل المؤتمر ترى أن مصلحتها فى حشد الشماليين فى حرب ضد الجنوب، لصرف انتباه المواطنين عن المشكلات الكبرى التى يعانون منها). وأضاف ماثيو: (نحمل الرئيس (عمر) البشير المسئولية، لأنه هو من أمر بإغلاق الحدود بين الشمال والجنوب، ومنع وصول السلع الأساسية من الوصول هنا (للجنوب)، وأصدر قرار بحل اللجنة الإدارية للمنطقة، وقبلها كان حزبه يزور نتائج انتخابات جنوب كردفان التى تتبع لها أبيى). وقال القيادي في الحزب الشيوعى السودانى الدكتور الشفيع الخضر ( أعتقد أننا موعودون بمزيد من التوتر، حيث يمكن أن نسمع بعد أيام قليلة، أن الجنوبيين استعادوا المدينة، وبعدها يستردها الشماليون، لندخل حلقة لا تنتهى من القلاقل) . وأضاف: (هناك تيار في حزب المؤتمر يرى أن مصالحه مرتبطة بتوتر عام فى البلاد، يستطيع من خلاله تكميم الأفواه وقمع الحريات، فى سبيل تحصين النظام من حلقة سودانية من مسلسل الربيع العربى). ومن جانبه اقترح حزب الامة القومي في مذكرة لوفد مجلس الامن الدولي الزائر بتاريخ 22 مايو ، وقف إطلاق النار الفوري في أبيي ، وإعلانها منطقة منزوعة السلاح ، واستبدال الإدارة الحالية بمفوضية قومية انتقالية ، وتأجيل استفتاء أبيي ، وعقد مؤتمر قومي لحل القضايا العالقة . (نص المذكرة أدناه) : مذكرة حزب الأمة القومي لوفد مجلس الأمن الزائر للسوادان، 22 مايو 2011م التي سلمها اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة للسيدة سوزان رايس رئيسة الوفد . نرحب بزيارتكم للسودان ونقدر دور الأممالمتحدة في عملية السلام في السودان. الوضع في السودان ملتهب، فعملية سلام دارفور تراوح مكانها وفي الواقع فهناك حرب حيّة في دارفور. والحرب المحلية المحدودة الدائرة في أبيي بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان يمكن أن تتحول بسهولة لحرب شاملة بين الشمال والجنوب نسبة للحقائق والعوامل التالية: لكل طرف معارضة مسلحة. وكل طرف يدعم المعارضة المسلحة للطرف الآخر عسكريا، ولوجستيا. هناك حشود عسكرية ضخمة على طول الحدود بين الشمال والجنوب. فشل طرفي اتفاقية السلام (حكومة السودان وحكومة جنوب السودان) والوسطاء الأفارقة والدوليين في حل قضايا ما بعد الاستفتاء (القضايا الخلافية بين الطرفين). النهج الثنائي العقيم لا سيما في ظل وجود فجوة ثقة كبيرة بين الطرفين وفي وجود أطراف أخرى ذات مصلحة لم تشرك. يمكن للرافع الدولي أن يلعب دورا هاما وإيجابيا ولكنه اضعف موقفه بالتمسك بالشكليات الإجرائية على حساب النظر الجوهري الموضوعي. إضافة إلى أنه فقد حياديته في نظر أحد الأطراف. الحاجة لمعالجة القضايا العالقة وضيق الزمن المتبقي اشعل الحرب في أبيي. قضايا مناطق التجاور الحياتية كتجارة المواد الاستهلاكية من الشمال للجنوب وحركة الرعاة من الشمال للجنوب، صبت مزيدا من الزيت على الجو الملتهب أصلا. السادة والسيدات: منعا لحرب شاملة بين الطرفين ولوقف الحرب الجارية في أبيي نقترح الآتي: الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار. إعلان أبيي منطقة منزوعة السلاح، يجب أن تقوم قوات الأممالمتحدة (اونمس) بالمهام الشرطية لاستعادة وحفظ الأمن والنظام. فيما يتعلق بإدارة أبيي، يجب استبدال الإدارة الحالية بمفوضية قومية انتقالية لإدارة التنمية وتقديم الخدمات في المنطقة إلى حين إجراء الاستفتاء فيها. تأجيل استفتاء أبيي ليعقد في مناخ صحي. عقد مؤتمر قومي لحل القضايا العملية العاجلة التي لا تقبل التأجيل: تأمين التجارة والمرعى، النفط، المياه، الأمن والموطنة. ولتحقيق هذا نقترح تكوين مفوضية قومية للحكماء وتفويضها لحل تلك القضايا ويجب منحها الوقت الكافي ولا يربط حل القضايا بإنتهاء أجل الفترة الانتقالية التي تنتهي في يوليو الحالي. أخيرا، نجدد ترحيبنا بزيارتكم ونأمل أن تتمكنوا من مساعدة السودانيين على مساعدة انفسهم، ونحن على اتم الاستعداد للتعاون لتحقيق تلك الغاية. حزب الأمة القومي