أصبح ل”كلام السبت” بريد حافل بالمداخلات التي لا تخلو من مشاكل خاصة ولكنها بطبيعة الحال مشاكل عامة، وهذا هو هدفنا من تخصيص “كلام السبت” للقضايا الاجتماعية والأسرية والنفسية، فكلنا في حاجة إلى الفضفضة وإشراك الآخرين في التفاكر حول مشاكلنا الاجتماعية والأسرية والنفسية. ليس من أهدافنا تقديم حلول أو معالجات وإنما نكتفي بعرض الحالات كما هي لتكون درساً حياً للأسر وللشباب أنفسهم لكي يتداركوا أمورهم بأنفسهم، ولكننا نساعدهم فقط بطرح هذه المشاكل ليعيدوا قراءتها على هدىً وبصيرة ولكي يستفيد منها الذين ما زالوا في بداية حياتهم الاجتماعية، فالعاقل من اتعظ بأخطاء غيره. نبدأ برسالة القارئة “ق.م” وأرجو إلا ترهقوا أنفسكم في البحث عن الشخصية، فالحروف ليست بالضرورة حقيقية وهذا لا يهمنا أيضاً، المهم هو موضوع الرسالة. “ق..م” قالت إن “كلام الناس” السبت الماضي تحت عنوان “يا بت.. العرس.. العرس” فك أسر آهة حبستها طويلا، قالت بصراحة (أنا آنسة ممن يطلق عليهن المجتمع صفة ال”عانسة” لأنني لم أتزوج حتى الآن).. *إضافت “ق.م” :أنا جميلة ومتعلمة وبت ناس، ما تستغرب فالزواج قسمة ونصيب وأنا أعلم أن البيت بتبني في العرش أولاً قبل أن ينزل على الأرض، لذلك أنا متصالحة مع نفسي لكن المجتمع ما برحم، أهلي يذكرونني دائماً أنه في مثل عمري كانت أمي قد “جابتنا” نحن الأربعة. مضت “ق.م” قائلة لو كنت ضعيفة كنت اعتزلت المناسبات خاصة في الأعياد التي يكرر فيها كل من يلقاك “إن شاء الله السنة الجاية في بيتك”، لكنني متصالحة مع نفسي رغم أن لساني طويل و”متبري” مني، وتختم رسالتها قائلة: الزمن ماشي والجري صباح ومساء أرحمونا واتركوا الخلق للخالق. الرسالة الثانية من “س.ص” تتعرض لتجربة أخرى قالت إنه لابد من إثارتها لكي تنتبه الأسر إليها وتسعى لمعالجتها قبل أن تقع على رأس بناتها، تلخص “س.ص” المعضلة في أن بعض الأمهات اللاتي تزوجن وهن صغيرات السن وواجتهن مشاكل في حياتهن الأسرية يحرصن على أن تواصل بناتهن تعليمهن حتى يحصن أنفسهن بالعلم والخبرة قبل أن يتزوجن. تقول “س.ص” إن هذا يتسبب في أن تكبر البنات وتضيع عليهن الكثير من فرص الزواج وإذا وجدن فرصتهن فإنهن يكن قد كبرن بالفعل ولكنهن في نفس الوقت يواجهن مشاكل الولادة المتأخرة، هذا إذا رزقهن الله. وتضيف قائلة “إن كثيرات منهن قد يفوتهن قطار الزواج وقد لا يحصلن على فرصة عمل”. “س.ص” تقول في رسالتها الإلكترونية، هذا لا يعني أننا ضد الاستفادة من دروس الأمهات وتجاربهن بل على العكس نحن في حاجة إلى نصائحهن ولكن لابد أيضاً أن يراعين فينا الآثار الاجتماعية والنفسية التي ندخل فيها بسبب وقوفهن ضد الزواج قبل إكمال التعليم. نتوقف هنا لنفتح الباب للحوار الداخلي في الأسر والمنتديات ونفتح في نفس الوقت الباب أمام مزيد من التجارب والمشكلات الاجتماعية والأسرية.